تحصل في 2 ماي/أيار 2023 على الجائزة الأولى في المسابقة المتوسطية لأحسن اختراع ضمن المشروع المتوسطي "محاضن الابتكار ونقل التكنولوجيا" في منطقة البحر الأبيض المتوسط.. إنه الشاب التونسي "حمزة ناشي".
"ولدت في بني خيار من ولاية نابل، درست الهندسة المعمارية وتحصلت على شهادتي الجامعية لكني كنت في أعماقي أفكر دومًا في إنجاز مشروع خاص حتى أنني أثناء دراستي الهندسة كنت أتلقى دروسًا في اختصاص المالية والتصرف"، يقول حمزة ناشي لـ"الترا تونس".
حمزة ناشي لـ"الترا تونس": استطعت أن أحافظ على خصوصية بيوت النحل التقليدية وقمت بتطويرها حتى يتم استخراج العسل منها بسهولة، وبطريقة مباشرة من الخلية مع المحافظة على جودة العسل
ويضيف الشاب الذي فاز بالجائزة الأولى في مسابقة فاز بها 12 صاحب مشروع من بين 82 صاحب مشروع، تابعوا برنامجًا تأطيريًا لمدّة أربعة أشهر بمحضنة الابتكار بالقطب التكنولوجي ببرج السدرية، من أواخر أكتوبر/ تشرين الأول 2022 إلى موفى فيفري/ شباط 2023: "كنت دائمًا أبحث عن فكرة مشروع وكنت أرى أن أي فكرة ناجحة لا بدّ أن تنبع من حل لمشكلة ما".
وبقي المخترع التونسي يبحث عن ضالته إلى أن دعاه أحد أصدقائه ذات يوم لمساعدته في جمع محصوله من العسل ولم يكن حمزة يعرف هذا المجال، واكتشفه يومها وتعرف على مصاعب مربي النحل، فهم يقضّون يومًا كاملًا في الجبال يجمعون بيوت النحل التقليدية ثم يعودون بها ليقضّوا يومًا أو أكثر في استخراج العسل.
حمزة ناشي لـ"الترا تونس": عجزت من تونس عن بيع منتجي على منصات رقمية عالمية معروفة واضطررت لفتح شركة في الولايات المتحدة الأمريكية
"وأنا أقوم بهذا العمل، سألت صديقي لماذا لا يتم استخراج العسل مباشرة من بيوت النحل من على قمم الجبال دون إضاعة الوقت والجهد؟ فأجابني (كيف ذلك؟) ومن يومها قررت أن أبحث عن إجابة لذلك السؤال وبقيت في بحث مستمر عن الحل إلى أن استطعت أن أحافظ على خصوصية بيوت النحل التقليدية وقمت بتطويرها حتى يتم استخراج العسل منها بسهولة، وبطريقة مباشرة من الخلية مع المحافظة على جودة العسل"، وفقه.
لم يكن الاختراع سهلًا، بل إن حمزة ناشي بحث في أنحاء العالم عن جهاز كالذي اخترعه وقام بدراسات ومقارنات مع اختراع يشبهه في أستراليا وجمع كل نقائصها وملاحظاتي مقتنيها، واستطاع بعد تجارب عدة أن يصل إلى هذا الاختراع الذي تحصل به على الجائزة الأولى وقيمتها 30 ألف يورو، وكان قد سجله في المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية.
"وقد اقترح عليّ المعهد أن أقوم بتسجيل ملكية اختراعي على صعيد عالمي، وهو ما حدث فعلًا وتم تسجيله بعلامة كاملة لتبدأ الانطلاقة الفعلية بالنسبة لي، فقد فتحت لي الأبواب لترويج اختراعي وتقديمه بحثًا عن التمويل والمرافقة واستطعت أن أنطلق في المشروع" وفق الشاب التونسي.
وقال حمزة ناشي لـ"الترا تونس": "بدأت في تقديم اختراعي للبيع في عدة دول أوروبية وفي أستراليا والصين وفنلندا" وفق قوله.
حمزة ناشي لـ"الترا تونس": البنك المركزي يضع جبلًا من القيود ولم تواكب تونس التطور في السوق العالمية فلم أنجح في فتح شركة في تونس واضطررت لفتحها في أمريكا
"لم أكن بمفردي" يقول محدثنا، "فقد كنت أتلقى التشجيع والتأطير من الأستاذ الجامعي حافظ شعبان" الذي اعتبره جندي الخفاء إلى جانب عدد من المختصين الذين استشارهم وكانوا داعمين له، وفق تأكيده.
غير أن المخترع التونسي الذي ظل يبحث باختراعه عن أسواق لتقتنيه، لا يخفي العراقيل التي تقف في وجه الترويج للمنتوج التونسي، داعيًا إلى ضرورة الإعلان عن مجلة الصرف لأن من بين العوائق التي تعترض طريقه، عجزه من تونس عن بيع منتجه على منصات رقمية عالمية معروفة تقوم بتقديم المنتج ويتم جمع الطلبات عليه لتصنع وتقدم للحريف في كافة أنحاء العالم.
"لكن القوانين التونسية لم تتغير، والبنك المركزي يضع جبلًا من القيود ولم تواكب تونس التطور في السوق العالمية، فلم أنجح في فتح شركة في تونس واضطررت لفتحها في الولايات المتحدة الأمريكية حتى أستطيع بيع منتجي" يقول حمزة ناشي.
وأردف محدثنا: "إن كنت قد استطعت أن أفتح شركة في الولايات المتحدة الأمريكية فإن غيري قد لا يمكن له أن يفعل ذلك، وبالتالي، لا بدّ ان تسرع الدولة في رفع هذه القيود الذي يمكن أن يكون التشجيع الحقيقي للاستثمار وبعث المشاريع للحساب الخاص ولتقديم المزيد من الاختراعات" على حد تعبيره.