24-أبريل-2023
جرجيس هجرة غير نظامية

كانت منظومة الطب الشرعي بصفاقس قد تجاوزت طاقة استيعابها (صورة أرشيفية/ فتحي نصري/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أعلن المدير الجهوي للصحة بصفاقس حاتم الشريف، الاثنين 24 أفريل/ نيسان 2023، أنّه "يجري العمل حاليًا على تهيئة مقبرة خاصة بالهالكين من المهاجرين غير النظاميين من غير التونسيين (الذين يتكفل أهاليهم بعملية دفنهم في مقابر البلديات)"، وفقه.

المدير الجهوي للصحة بصفاقس: يجري العمل حاليًا على تهيئة مقبرة خاصة بالهالكين من المهاجرين غير النظاميين من غير التونسيين

وأضاف حاتم الشريف، أنّ هذا المسعى سيكون بمثابة "الحل الجذري لأزمة التصرف في جثث الغرقى بقسم الأموات، التي تتزايد كل يوم مخاطر تداعياتها الصحية مع ارتفاع درجات الحرارة التي لا تحتمل البطء في المعالجة الطبية والشرعية للجثث"، وفق تصريحه لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية).

وتأتي هذه المحاولات، أمام تواصل لفظ سواحل جهة صفاقس لجثث غرقى الهجرة غير النظامية بشكل يفوق طاقة استيعاب منظومة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة، وفق المدير الجهوي للصحة بصفاقس الذي أكّد تواصل جهود التنسيق بين السّلط الجهوية والمركزية لتهيئة مقبرة للغرض.

المدير الجهوي للصحة بصفاقس: مخاطر ارتفاع جثث الغرقى بقسم الأموات تتزايد تداعياتها الصحية كل يوم مع ارتفاع درجات الحرارة وعدم إمكانية البطء في المعالجة الطبية والشرعية للجثث

واعتبر حاتم الشريف أن المنظومة وصلت على الصعيد الجهوي إلى "حالة إنهاك، مع الجهود المضنية والمتواصلة التي يبذلها مختلف المتدخلين من سلطة جهوية وقسم طب شرعي وبلديات وحرس بحري وجهاز قضائي وغيرهم، في عملية التكفل بجثث الغرقى من حيث النقل والحفظ والإجراءات المرتبطة بالطب الشرعي وأذون الدفن وتحضير المقابر وعمليات الدفن وغيرها" وفق قوله.

وكان المدير الجهوي للصحة بصفاقس حاتم الشريف، قد أطلق الجمعة 14 أفريل/نيسان 2023، صيحة فزعٍ على خلفية التزايد المتواتر لعدد جثث المهاجرين غير النظاميين الذين لقوا حتفهم إثر غرق مراكبهم، ما تسبب في تجاوز قسم الأموات بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس طاقة استيعابه لأكثر من الضعف، وفقه.

المدير الجهوي للصحة بصفاقس: المنظومة الصحية بصفاقس بلغت "حالة الإنهاك"

 

وقال الشريف، في مداخلة له على إذاعة "ديوان" (محلية)، إنه يوجد وقتها 83 جثّة في قسم الأموات بمستشفى صفاقس، علمًا وأن طاقة استيعابه تقدر بـ35 جثة فحسب، وفي أقصى الحالات تصل طاقة الاستيعاب إلى 40 جثة، حسب تأكيده.

وأشار مدير الصحة بصفاقس إلى أن الحلّ حينها يتمثل في ضرورة تسريع عمليات الدفن، مشيرًا إلى أن السلطة الجهوية قامت بتسخير 10 مقابر من أجل دفن جثث المهاجرين غير النظاميين بها، مستدركًا القول إن التساخير وحدها لا تفي بالغرض بل يجب أن تكون هناك قبور جاهزة من أجل الدفن.

ودعا الشريف، في هذا الصدد، إلى ضرورة التعجيل بتحضير القبور من أجل تسريع عمليات الدفن، لا سيّما وأنه في أي لحظة قد تأتي دفعة جديدة من الجثث إلى المستشفى، وفق ما صرّح به.

يشار إلى أن الأسبوعين المنقضيين شهدا تواتر حوادث غرق مراكب تقلّ مهاجرين غير نظاميين انطلقت من تونس في اتجاه السواحل الإيطالية بشكل مطّرد، مخلّفة عديد الضحايا. 

وكان المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية قد عبّر، الاثنين 10 أفريل/نيسان 2023، عن قلقه الكبير إزاء ما وصفها بـ"المآسي الإنسانية المتواصلة على السواحل التونسية".

واعتبر، في بيان له، أن أحداث ما بعد بلاغ الرئاسة التونسية في علاقة بالمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء قد ساهمت في "تعميق العوامل الطاردة للمهاجرين من جنوب الصحراء"، مشيرًا إلى أن "الانتهاكات دفعت المهاجرين للمجازفة بحياتهم على متن قوارب مكتظّة وغير صالحة للإبحار"، حسب تصوّره.

وأكد المنتدى رفضه ما اعتبرته "التطبيع مع الموت على السواحل التونسية وتحويل المأساة إلى مجرد بلاغات وأرقام تصدر عن السلطات الرسمية"، داعيًا إلى "تفعيل عمل اللجان الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بولايتي صفاقس والمهدية وجعلها في حالة انعقاد دائم من أجل استجابة عاجلة وإنسانية للمآسي البحرية المتكررة".

كما دعا إلى تجهيز وحدات بحرية للحماية المدنية لتتولى مباشرة عمليات الإنقاذ على طول السواحل التونسية وتركيز إطار دائم للمفقودين في البحر يتولى التواصل مع العائلات وينظم عمليات البحث والتعرف على الجثث والدفن اللائق مع احترام التراتيب القانونية.