الترا تونس - فريق التحرير
عبّر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الاثنين 10 أفريل/نيسان 2023، عن قلقه الكبير إزاء ما وصفها بـ"المآسي الإنسانية المتواصلة على السواحل التونسية"، لافتًا إلى أن نهاية الأسبوع المنقضي شهدت حادثتي غرق خلفت 4 ضحايا وأكثر من 23 مفقودًا ليرتفع بذلك عدد الضحايا والمفقودين منذ بداية السنة إلى 154 ضحية ومفقودًا، وفقه.
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: أحداث ما بعد بلاغ الرئاسة التونسية في علاقة بالمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء قد ساهمت في "تعميق العوامل الطاردة للمهاجرين وفي كلفة إنسانية باهظة
واعتبر، في بيان له، أن أحداث ما بعد بلاغ الرئاسة التونسية في علاقة بالمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء قد ساهمت في "تعميق العوامل الطاردة للمهاجرين من جنوب الصحراء وفي كلفة إنسانية باهظة دفع ضريبتها الأكثر هشاشة وخاصة النساء والأطفال"، مشيرًا إلى أن "الانتهاكات دفعت المهاجرين للمجازفة بحياتهم على متن قوارب مكتظّة وغير صالحة للإبحار، ما جعل شبكات تهريب المهاجرين تستغل الوضع لتراكم الأرباح على حساب حياة المستضعفين"، حسب تصوّره.
وأكد المنتدى رفضه ما اعتبرته "التطبيع مع الموت على السواحل التونسية وتحويل المأساة إلى مجرد بلاغات وأرقام تصدر عن السلطات الرسمية"، داعيًا إلى "تفعيل عمل اللجان الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بولايتي صفاقس والمهدية وجعلها في حالة انعقاد دائم من أجل استجابة عاجلة وإنسانية للمآسي البحرية المتكررة".
منتدى الحقوق الاقتصادية: نرفض التطبيع مع الموت وتحويل المأساة إلى مجرد بلاغات وأرقام تصدر عن السلطات الرسمية وندعو لتجهيز وحدات بحرية للحماية المدنية لتتولى مباشرة عمليات الإنقاذ على طول السواحل التونسية
كما دعا إلى تجهيز وحدات بحرية للحماية المدنية لتتولى مباشرة عمليات الإنقاذ على طول السواحل التونسية وتركيز إطار دائم للمفقودين في البحر يتولى التواصل مع العائلات وينظم عمليات البحث والتعرف على الجثث والدفن اللائق مع احترام التراتيب القانونية بما يسهل لجميع العائلات من جميع الجنسيات معرفة مصير أبنائهم.
وعبّر منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، في ذات الصدد، عن "رفضه الضغوط الأوروبية التي تدفع تونس لمواصلة لعب دور حارس الحدود الأوروبية الجنوبية على حساب إنقاذ الأرواح وتوظيف المهاجرين كأداة للضغط مقابل المساعدات"، داعيًا الحرس البحري إلى الالتزام بالعمل داخل المياه الإقليمية التونسية وعدم تعريض حياة المهاجرين للخطر أثناء عمليات الصدّ، وفق ما جاء في نص البيان.
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: نرفض الضغوط الأوروبية التي تدفع تونس لمواصلة لعب دور حارس الحدود الأوروبية الجنوبية على حساب إنقاذ الأرواح وتوظيف المهاجرين كأداة للضغط مقابل المساعدات
وفي ذات الصدد، أدان منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ما وصفها بـ"السياسات اللاإنسانية" للاتحاد الأوروبي في البحر الأبيض المتوسط الذي قال إنه "يتخلى عن دوره في مناطق البحث والإنقاذ التابعة له ويفرض سياسة لعسكرة البحر في الجوار الجنوبي تساهم في تعميق المآسي الإنسانية"، داعيًا إلى "فتح الممرات الضرورية للوصول إلى أوروبا للاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين في تونس والذين يعانون حاليًا نتيجة الوضعية الإدارية أو صعوبة الولوج إلى الحقوق".
وجدد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية تأكيد أن "حماية حقوق وكرامة المهاجرين تستوجب عاجلًا إيقاف التنسيق الأمني في قضايا الهجرة غير النظامية مع الاتحاد الأوروبي ودوله وإيقاف عمليات الترحيل القسري للمهاجرين غير النظاميين إلى تونس ومنها، وإطلاق عملية إدارية شاملة لتسوية أوضاع المهاجرين في تونس وتحيين المنظومة القانونية بما يجعلها ضامنة للحقوق ودامجة للجميع"، وفق ذات البيان.
يشار إلى أن نهاية الأسبوع المنقضي شهدت حادثتي غرق مراكب تقلّ مهاجرين غير نظاميين انطلقت من تونس في اتجاه السواحل الإيطالية.
وقد أفادت منظمة "ريسكيوشيب" الألمانية غير الحكومية، الأحد 9 أفريل/نيسان 2023، بأن مهاجرين على الأقل لقيا مصرعهما ونحو 20 آخرين فقدوا بعد غرق قاربهم بين تونس وإيطاليا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأنقذت سفينة تابعة للمنظمة غير الحكومية 22 مهاجرًا نقلتهم بعد ظهر الأحد إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، وفق المسؤول في "ريسكيوشيب" ستيفن سيفرت الذي أوضح أن قارب الهجرة غرق في الليلة الفاصلة بين يومي السبت والأحد، مشيرًا إلى أن أن ما مجموعه 40 مهاجرًا كانوا على متن القارب عندما غادر سواحل ولاية صفاقس في تونس.
وفُقد 20 مهاجرًا إفريقيًا على الأقل السبت 8 أفريل/نيسان 2023، بعد غرق قاربهم قبالة ساحل تونس في أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى إيطاليا، وسط ارتفاع كبير في عدد قوارب المهاجرين المبحرة من تونس في الآونة الأخيرة، وفق ما أفاد به المتحدث باسم محاكم صفاقس في تونس فوزي المصمودي.
وأضاف المصمودي، في تصريح نقلته رويترز، أن قوات خفر السواحل أنقذت 17 شخصًا آخرين كانوا على متن نفس القارب قبالة صفاقس بجنوب البلاد ومن بينهم اثنان في حالة حرجة.
وخلال الأسابيع الماضية، لقي العشرات حتفهم في حوادث غرق متكررة قبالة الساحل التونسي. وصارت تونس، بعد أن كانت ليبيا، نقطة انطلاق رئيسية للفارين من الفقر والصراعات في إفريقيا والشرق الأوسط على أمل العثور على حياة أفضل في أوروبا.
وكان الحرس الوطني التونسي قد أعلن يوم الجمعة أن أكثر من 14 ألف مهاجر، معظمهم من أفريقيا جنوب الصحراء، تم اعتراضهم أو إنقاذهم في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي في أثناء محاولتهم العبور إلى أوروبا، أي خمسة أمثال الأرقام المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي.
في ذات السياق، كررت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني مؤخرًا أن "أوروبا تواجه خطر وصول موجة ضخمة من المهاجرين إلى شواطئها من شمال إفريقيا إذا لم يتم ضمان الاستقرار المالي في تونس".
ودعت ميلوني صندوق النقد الدولي والدول الأخرى إلى مساعدة تونس بسرعة لتجنب انهيار اقتصادها، وفق تعبيرها. وفي الأثناء، قال وزير الخارجية التونسي نبيل عمّار الأسبوع الماضي إن تونس بحاجة إلى تمويل ومعدات لحماية حدودها بشكل أفضل.