"كنت أحلم أن أكون دكتورة في الرياضيات وتحصلت على شهادة الإجازة فيها وكنت من المتفوقين لكن ظروفي العائلية حالت دون توجهي للخارج وإكمال دراستي ولم أعتقد يومًا أن أصبح مدرسة تعليم ابتدائي"، هكذا تتحدث ياسمين الصكلي، المتحصلة على جائزة أحسن معلم في العالم لـ"الترا تونس".
شاركت ياسمين الصكلي في المسابقة العالمية global teacher award 2020 بمشروع يحمل عنوان "تلاميذ العالم يطالعون" ليتم اختيارها ضمن أفضل معلمي العالم من بين معلمين عن 110 دولة
وياسمين الصكلي هي أصيلة مدينة صيادة من ولاية المنستير وهي أستاذة تعليم ابتدائي بمدرسة الحاج علي صوة بقصر هلال، وذلك بعد أن اجتازت امتحان الالتحاق بالتدريس في التعليم الابتدائي وتلقت تكوينًا في الغرض، "رغم رفض والدتها للأمر فكيف تُدرّس ابنتها الأطفال في حين أنها أستاذة في الرياضيات؟؟"، تقول الصكلي ذلك وهي تبتسم.
"شاءت الأقدار أن أكون معلمة وشاءت أيضًا أن يتم تتويجي بجائزة عالمية ربما لم تكن لتتوفر لي لو كنت دكتورة في الرياضيات"، تضيف المعلمة التي قضت 11 عامًا في التعليم الابتدائي ونجحت في تأسيس الجمعية التونسية لتكنولوجيا التربية الحديثة سنة 2018 رغم أنها عصامية التكوين في أغلب البرمجيات الحديثة.
شاركت ياسمين الصكلي في المسابقة العالمية global teacher award 2020 بمشروع يحمل عنوان "تلاميذ العالم يطالعون" ليتم اختيارها ضمن أفضل معلمي العالم من بين معلمين عن 110 دولة.
وتقول المعلمة الفائزة لـ"الترا تونس" إن "مشاركتها تمت بعد أن علمت من طرف زملاء لها بالمسابقة عبر رابط تم نشره على موقع التواصل فيسبوك فتقدمت بملفها عبر مجموعة من المراحل وأرسلت مشروعها الذي اعتبر كأحسن مشروع تربوي في العالم".
وهذا المشروع لم يكن مجرد فكرة على ورق بل شرعت المعلمة في تطبيقه مع تلاميذها منذ سنوات ويقوم أساسًا على اعتماد المطالعة في كل مادة تدرسها.
المشروع الفائز لم يكن مجرد فكرة على ورق بل شرعت المعلمة في تطبيقه مع تلاميذها منذ سنوات ويقوم أساسًا على اعتماد المطالعة في كل مادة تدرسها
"لقد قمت بالعمل على البرمجيات التي تعتمدها المجلات الإشهارية للمؤسسات التجارية الكبرى في تونس ونجحت في تحويل "الكود" الخاص بها واعتمادها في تحويل القصص الورقية إلى الكترونية"، توضح ياسمين الصكلي، وتضيف "فبات بإمكان التلميذ تصفح هذه القصص من خلال هاتف والديه أو لوحته الرقمية أو على الكمبيوتر.
الصكلي بصدد تدريب مجموعة من المعلمين
كما قامت المعلمة بفك رموز الومضات الإشهارية التي تظهر على المواقع الإلكترونية وتحويلها إلى ومضات لقصص خاصة بالأطفال تعترضهم عند فتح أي متصفح على هواتف أوليائهم، كما فسرت خلال حديثها معنا.
تقوم المعلمة بتأليف هذه القصص والحكايات وبات التلاميذ يقرؤونها بأصواتهم ويبعثون التسجيلات الصوتية عبر ماسنجر للمعلمة وتقوم هي باعتماد هذه القراءة في القصص التي تنشر على يوتيوب في قناة خاصة بالجمعية التونسية لتكنولوجيا التربية الحديثة.
واستطاعت الصكلي بمجهود فردي وبتكوين عصامي في البرمجيات أن تعمل على برنامج يعتمد يقدم القصص عبر دمى متحركة إذ أصبح تلاميذها مولعين بعالم القصص بل ومنتجين لها أيضًا.
إنه "عالم القصة الرقمية" التي تقوم المربية الحائزة على جائزة أفضل معلم في العالم بإنتاجه وإخراجه وتعتبره ياسمين الصكلي أساس التربية والتعليم الحديث.
أسست الجمعية التونسية لتكنولوجيا التربية الحديثة
"حان الوقت لأن يواكب التعليم في تونس التقدم التكنولوجي وهو يتطلب عزيمة وإرادة من المعلمين ودعمًا من وزارة التربية وأعتقد أنه لا يحتاج اعتمادات مالية بل بحثًا وسعيًا والكثير من الحب للمهنة وللتلاميذ"، تقول ياسمين.
ياسمين الصكلي لـ"الترا تونس": حان الوقت لأن يواكب التعليم في تونس التقدم التكنولوجي وهو يتطلب عزيمة وإرادة من المعلمين ودعمًا من وزارة التربية وأعتقد أنه لا يحتاج اعتمادات مالية بل بحثًا وسعيًا والكثير من الحب للمهنة وللتلاميذ
وتضيف الصكلي: "حان الوقت أن ندرك أن التلميذ اليوم هو طفل يفتح عينيه على هواتف ذكية ولوحات رقمية داخل البيت وأن شد انتباهه وترغيبه في المطالعة وفي تحصيل العلوم لابد أن يكون عبر هذه الأجهزة والبرمجيات المتطورة".
"الورقة والطباشير كونت أجيالاً لكنها لم تعد أداة للتعليم اليوم وغدًا"، هكذا تقول المربية التونسية وتؤكد لـ"الترا تونس" أن المدرسة العمومية تبقى الدعامة الأساسية للتعليم وأن كل ما تتطلبه هو التطوير والتكوين المستمر.
وكشفت محدثتنا أنها طلبت من وزير التربية خلال تكريمها مؤخرًا أن تقوم بنشر مشروعها في كل المدارس التونسية وأنها على استعداد لتكوين المعلمين في كل ولايات الجمهورية وان الوزير طلب توفير كل الإمكانيات لتحقيق ذلك. كما أوضحت أن لديها مشروعًا لتكوين منصة رقمية للمطالعة ووعدها الوزير بأن تتم بالتعاون مع وزارة التربية.
اقرأ/ي أيضًا:
حوار| كريم رجب صفر: أيادٍ تونسية اخترعت "كمامة ذكية" بمواصفات عالمية
بدرجة مشرّف جدًا.. "ألترا تونس" يحاور طالبة نالت الدكتوراه من مركز للحجر الصحي