11-يوليو-2024
هجرة مهاجرون صفاقس

اتحاد الشغل بجبنيانة والعامرة يعبر عن استيائه مما وصفه بـ"الوضع الكارثي الذي آلت إليه الجهة على جميع الأصعدة وخاصة منها الجانب الأمني" (صورة أرشيفية/ حسام الزواري/ أفب)

(نشر في 11-07-2024/ 12:45)

الترا تونس - فريق التحرير

 

عبر عدد من أهالي معتمديتي جبنيانة والعامرة بولاية صفاقس ومجموعة من النقابيين والناشطين بمكونات المجتمع المدني عن استيائهم مما وصفوه بـ"الوضع الكارثي الذي آلت إليه الجهة على جميع الأصعدة وخاصة منها الجانب الأمني"، وفق ما أكده الاتحاد المحلي للشغل بجبنيانة والعامرة.

اتحاد الشغل بجبنيانة والعامرة يندد بما اعتبره  "تقصيرًا أمنيًا في التعامل مع ملف المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء بالمنطقة واقتصار تدخّل الأعوان على بعض المناسبات تدخلًا عرضيًا خاطفًا"

ونددوا، وفق ما جاء في بيان صادر الأربعاء 10 جويلية/يوليو 2024 عن الاتحاد المحلي للشغل بجبنيانة والعامرة إثر اجتماع بمقره الأحد حول موضوع "التواجد الكثيف والمتزايد للمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء بالمنطقة"، بما اعتبروه "تقصيرًا أمنيًا في التعامل مع هذا الملف واقتصار تدخّل الأعوان على بعض المناسبات تدخلًا عرضيًا خاطفًا"، حسب نص البيان.

وقال الاتحاد المحلي للشغل بالعامرة وجبنيانة في هذا الصدد إنّه قد "انعدم الإحساس بالأمان لدى أغلب متساكني المنطقة بانتشار العنف والاعتداءات بالأسلحة البيضاء والسّرقة والسطو الليلي وانتهاك حرمة البيوت ومختلف الجرائم التي تقترفها عصابات من المهاجرين"، على حد روايته.

اتحاد الشغل بجبنيانة والعامرة: غياب رؤية واضحة وشاملة وانعدام تقديم حلول جذرية نهائية رغم ثقل وطأة تواجد هؤلاء المهاجرين وتنامي تدفقهم من مناطق مجاورة مشيًا على الأقدام وحتى من ولايات بعيدة عن طريق الحافلات وسيارات الأجرة

وانتقد الاتحاد "غياب رؤية واضحة وشاملة وانعدام تقديم حلول جذرية نهائية رغم ثقل وطأة تواجد هؤلاء المهاجرين وتأثير ذلك في مسالك التزود بالمواد الغذائية الأساسية والرعاية الصحية والتشغيل والبيئة"، على حد قوله.

وندد بما اعتبره "استفحال هذه الظاهرة وتنامي تدفق سيول المهاجرين من مناطق مجاورة مشيًا على الأقدام وحتى من ولايات بعيدة عن طريق الحافلات وسيارات الأجرة"، معقبًا القول إنّ "جبنيانة والعامرة أصبحتا وكأنهما تحولتا إلى مستوطنة إفريقية ممّا ضيق السبل على الأهالي الذين ضاقوا ذرعًا من حالة الهلع المتواصلة التي يعيشونها ليلًا نهارًا"، على حد ما ورد في نص البيان.

وفي هذا السياق، طالب الاتحاد المحلّي للشغل بالعامرة وجبنيانة السلط المعنية المحلية والجهوية والمركزية بـ"تحمل مسؤوليتها الكاملة واتخاذ الإجراءات الضرورية لمعالجة هذه المعضلة جذريًا وبشكل نهائي"، حسب تعبيره.

اتحاد الشغل بجبنيانة والعامرة: نطالب السلطات بتحمل مسؤوليتها الكاملة واتخاذ الإجراءات الضرورية لمعالجة موضوع المهاجرين جذريًا وبشكل نهائي ومستعدون لخوض كل الأشكال النضالية بما فيها الإضراب العام بالجهة

وذكر الاتحاد المحلي للشغل أنّ أهالي المنطقة طالبوه بتحديد موعد لإضراب عام بالجهة في أقرب الآجال والسعي إلى توفير كل الظروف لإنجاحه، مؤكدين "استعدادهم وجاهزيتهم لخوض جميع الأشكال النضالية المشروعة والدفاع عن حقهم في حياة كريمة وآمنة وضمان سلامة أبنائهم وحرمة بيوتهم وممتلكاتهم"، وفق البيان ذاته.

 

 

وفي سياق ذي صلة، كانت بلدية العامرة من ولاية صفاقس قد أعلنت، الأربعاء 10 جويلية/يوليو 2024، عن "انتشال ونقل العديد من جثث الغرقى المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء"، دون أن تقدم أكثر تفاصيل عن عدد الجثث التي تم انتشالها. 

 

 

وللإشارة، فإنّ منطقتي العامرة وجبنيانة من ولاية صفاقس تشهد من عدة أشهر توافدًا مستمرًا ومتزايدًا للمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، وقد أعلنت السلطات الرسمية في مناسبات متواترة عن قيامها بحملات مداهمات على عمارات أو حدائق عمومية أو حقول يتواجد فيها المهاجرين. 

وسبق أن شهدت معتمدية العامرة حالة احتقان واحتجاجات خلال شهر سبتمبر/  أيلول 2023،  إثر قرار إخلاء عدة ساحات عمومية كان يتمركز بها عدد من مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء، في صفاقس، ونقلهم من طرف قوات أمنية إلى معتمدية العامرة التي تعدّ نقطة انطلاق لعمليات الهجرة، ما أثار عديد التساؤلات بين أهالي الجهة.

يذكر أنّ صفاقس تمثّل نقطة انطلاق وعبور لعديد المهاجرين غير النظاميين من تونس إلى إيطاليا، التي تقود جهودًا داخل الاتحاد الأوروبي لتقديم "مساعدات" إلى تونس مقابل وقف تدفق المهاجرين.

يشار إلى أن  المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية كان قد ندّد بالدفع بمهاجرين أفارقة إلى غابات الزيتون في المعتمديات المجاورة لمدينة صفاقس في ظروف مناخية قاسية ودون مساعدات إنسانية تستجيب للحد الأدنى، وتطرّق في بيان سابق له، إلى الأحداث التي عرفتها منطقة العامرة يوم 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 وما تبعها من جرحى من أعوان الأمن والمهاجرين وسقوط ضحايا من المهاجرين في أحداث تتحفظ السلطات الأمنية عن تقديم تفاصيلها، وفق المنتدى.


صورة