الترا تونس - فريق التحرير
أثار إيقاف طلبة في تونس وإصدار بطاقات إيداع بالسجن في حقهم على خلفية نشرهم أغنية على إيقاع أغنية الصور المتحركة "بابار فيل" وتتناول في مضمونها كيفية تعاطي أعوان الأمن مع مستهلكي المخدرات في تونس، استياءً واسعًا في تونس.
وقد نددت النقابات الطلابية في تونس بإيقاف الطلبة خاصة وأن ذلك جاء في فترة إجراء الامتحانات بالجامعات التونسية، معتبرة أن ما حصل يندرج في إطار التضييق على الحريات في تونس.
نددت النقابات الطلابية في تونس بإيقاف طلبة على خلفية نشر أغنية خاصة وأن ذلك جاء في فترة إجراء الامتحانات معتبرة أن ما حصل يندرج في إطار التضييق على الحريات
وعبر الاتحاد العام التونسي للطلبة، الأربعاء 17 ماي/أيار 2023، عن عميق انشغاله فيما يخص "التضييقات المتواصلة والممنهجة على المجتمع المدني والصحفيين والناشطين بما فيها من اعتداء على الحريات الفردية والجماعية وخاصة حرية الرأي التعبير"، مردفًا أن "هذه التضييقات وتلفيق التهم بدأت تتسرب للجامعة التونسية، ما يدل عن تراجع منسوب الحرية خاصة مع الإيقاف الأخير لطالبين وتلفيق تهم خطيرة لهما على خلفية مقطع فيديو نشراه يتضمن أغنية ليس فيها ما يستوجب الإيقاف"، حسب تقديره.
ودعا الاتحاد، في بيان له، الحكومة التونسية إلى "الكف عن تلفيق التهم الخطيرة و الكيدية للناشطين الذين يعبرون عن آرائهم بكل حرية"، مدينًا ما وصفها بـ"الحملات الممنهجة لضرب حرية الرأي والتعبير".
الاتحاد العام التونسي للطلبة يدعو الحكومة إلى "الكف عن تلفيق التهم الخطيرة و الكيدية للناشطين الذين يعبرون عن آرائهم بكل حرية" مدينًا ما وصفها بـ"الحملات الممنهجة لضرب حرية الرأي والتعبير"
كما نادى الحكومة ورئاسة الجمهورية بسحب المرسوم 54 الذي قال إنه "يمثل اعتداءً وتضييقًا على الحريات العامة والفردية"، مذكرًا بأن الثورة التونسية التي قادها شباب تونس الأحرار ودفع ثمنها عديد الشهداء قامت على الحرية كمطلب أساسي لا تراجع عنه.
ودعا وزارات الداخلية والعدل والتعليم العالي إلى التدخل الفوري لـ"إطلاق سراح الموقوفين ظلمًا خاصة أن إيقافهما يأتي في ظل اجتياز الطلبة لامتحانات الدورة الرئيسية"، وفق نص البيان.
واعتبر اتحاد الطلبة أن "هذا الإيقاف يمثل سابقة خطيرة خاصة أنه يأتي من طرف الجهة الأمنية التي تريد في كل مرة عودة ممارسات بوليسية قديمة"، مؤكدًا أن "الجامعة خط أحمر وأنها ستبقى دائمًا في مقدمة المدافعين عن الحرية وأنه سيتم اتخاذ كل الأشكال النضالية للدفاع عن الطالبين"، وفق ما ورد في نص البيان.
بدوره، نادى الاتحاد العام لطلبة تونس، الأربعاء 17 ماي/أيار 2023، بإطلاق سراح الطلبة الموقوفين.
طالب الاتحاد العام لطلبة تونس بإطلاق سراح الطلبة الموقوفين على خلفية نشرهم أغنية ساخرة تتناول كيفية تعاطي الأمن مع مستهلكي المخدرات
ونشر الاتحاد، على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، صورة للشباب الثلاثة أرفقها بوسم "سيّب الطلبة" (أطلق سراح الطلبة).
وعن تفاصيل الحادثة، قال المحامي مهدي شهدي، عضو هيئة الدفاع عن الطلبة، الأربعاء، إنه "بإذن من النيابة العمومية تم سماع شابين من بين الشباب الثلاث المعنيين بالتتبع، وتم الاحتفاظ بهما"، مشيرًا إلى أنه إثر الاستنطاق أصدرت النيابة العمومية بطاقات إيداع بالسجن في حقهم وعينت لهم جلسة بتاريخ 23 ماي/أيار 2023.
محامٍ: لا توجد شكاية من أي طرف في علاقة بالقضية وإنما انطلق التتبع من باحث البداية.. وقد تم إيداع الشابين، أحدهما من مواليد 1999 والآخر من مواليد 1996، بالسجن المدني بمرناق في انتظار الجلسة التي حددت لهما
واعتبر المحامي، في مداخلة له على إذاعة "إي أف أم" (محلية)، أن "المسألة تتعلق بحرية التعبير وحرية الإبداع في دولة من المفترض أنها تحترم الحقوق والحريات"، مؤكدًا أنه لا توجد شكاية من أي طرف في علاقة بالقضية وإنما انطلق التتبع من باحث البداية بناء على ما راج في منصات التواصل الاجتماعي.
وذكر شهدي أنه تم إيداع الشابين، أحدهما من مواليد 1999 والآخر من مواليد 1996، بالسجن المدني بمرناق في انتظار الجلسة التي حددت لهما، معقبًا: "لقد تم حرمانهم من إجراء الامتحانات"، وفقه.
وأشار المحامي إلى أن النيابة العمومية أحالت الشباب بمقتضى الفصل 86 من مجلة الاتصالات المتعلق بالإساءة للغير عبر شبكات التواصل والفصل 128 من المجلة الجزائية المتعلق بنسبة أمور غير صحيحة لموظف عمومي، وفقه.
محامٍ: النيابة العمومية أحالت الشباب بمقتضى الفصل 86 من مجلة الاتصالات المتعلق بالإساءة للغير عبر شبكات التواصل والفصل 128 من المجلة الجزائية المتعلق بنسبة أمور غير صحيحة لموظف عمومي
وينص الفصل 86 من مجلة الاتصالات على أنه "يعاقب بالسجن لمدة تتراوح بين سنة واحدة وسنتين وبخطية من مائة إلى ألف دينار كل من يتعمد الإساءة إلى الغير أو إزعاج راحتهم عبر الشبكات العمومية للاتصالات".
فيما ينص الفصل 128 من المجلة الجزائية على أنه "يعاقب بالسجن مدة عامين وبخطية قدرها مائة وعشرون دينارًا كل من ينسب لموظف عمومي أو شبهه بخطب لدى العموم أو عن طريق الصحافة أو غير ذلك من وسائل الإشهار أمورًا غير قانونية متعلقة بوظيفته دون أن يدلي بما يثبت صحة ذلك".
يذكر أنّ كلمات الأغنية الساخرة التي نشرها الشباب على منصات التواصل تتحدّث عن تعاطي أعوان الأمن مع مستهلكي المخدرات. وقد أثار تتبع وإيقاف هؤلاء الشباب استياء في صفوف نشطاءعلى السوشال ميديا، إذ اعتبر بعضهم أنّ "تونس أصبحت سجنًا كبيرًا، الكل فيها في حالة سراح مؤقت، والكل في حالة إيقاف وموت وغرق ويأس مع تأجيل التنفيذ"، وفق ما تم تداوله.