22-فبراير-2023
مهاجرون أفارقة هجرة غير نظامية

منظمات وجمعيات تدعو قيس سعيّد إلى احترام المواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعتها الدولة التونسية في مجال حقوق الإنسان (فتحي بلعيد/ أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أثار خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد بخصوص المهاجرين غير النظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس، ليلة الثلاثاء 21 فيفري/شباط 2023، جدلًا وانتقادات واسعة في تونس، لا سيّما وأنه جاء في سياقٍ تصاعد فيه الخطاب العنصري في صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء في تونس.

أدانت جمعيات ومنظمات حقوقية في تونس خطاب قيس سعيّد الذي اعتبرته "محرضًا على العنصرية" داعية إياه إلى احترام المواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعتها الدولة التونسية في مجال حقوق الإنسان

وأدانت جمعيات ومنظمات حقوقية في تونس خطاب قيس سعيّد الذي اعتبرته "محرضًا على العنصرية"، داعية إياه إلى احترام المواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعتها الدولة التونسية في مجال حقوق الإنسان.

  •  جمعية "منامتي": خطاب الرئاسة محرّض على العنصرية

ونددت جمعية "منامتي"، الناشطة في مجال الدفاع عن الحقوق والحريات والقطع مع جميع أشكال التمييز العنصري، الأربعاء 22 فيفري/شباط الجاري، بـ"خطاب مؤسسة رئاسة الجمهورية المُحرض على العنصرية".

وأكدت الجمعية، في بيان لها، أن "التزامها بالمبادئ الكونية لحقوق الإنسان واعتزازها بانتمائها التونسي والإفريقي يدفعها للتنديد بالخطاب العنصري المحفّز على الحقد والعدوانيّة ضدّ ذوي البشرة السوداء وخاصة منهم المنتمين لجنسيات إفريقيا جنوب الصحراء وما تضمّنه هذا الخطاب من تضارب في المواقف"، وفق تعبيرها.

جمعية "منامتي" تندد بـ" التصاعد الرهيب لخطاب معاداة الأشخاص من جنسيات إفريقيا جنوب الصحراء بناء على خصوصية لونهم وهو ما يتجه بشكل واضح نحو العنصرية والتحريض على العنف ضدهم"

وذكّرت، في ذات الصدد، بأن "تونس كانت سباقة في التزاماتها الدولية الحقوقيّة ولا يُعدّ هذا المنشور (بيان الرئاسة) إلاّ ضربًا لتاريخ تونس وجهودها في إعمال حقوق الإنسان"، حسب تقديرها.

ودعت جمعية "منامتي" إلى اعتماد أسلوب أكثر موضوعية واحترامًا لحقوق الإنسان يليق بمستوى مؤسسة رئاسة الجمهورية وسيادة الدولة التونسية ويحافظ على السلم الاجتماعية في ظل التصاعد الرهيب لخطاب معاداة الأشخاص من جنسيات إفريقيا جنوب الصحراء بناء على خصوصية لونهم وهو ما يتجه بشكل واضح نحو العنصرية والتحريض على العنف ضدهم وضد كل ذوي البشرة السوداء بتونس، وفق ما جاء في نص البيان.

 

 

  • فيدرالية التونسيين من أجل المواطنة بين الضفتين: نرفض العنصرية والإقصاء

وبدورها، أدانت فيدرالية التونسيين من أجل المواطنة بين الضفتين "بشدّة ما ادّعاه رئيس الجمهورية قيس سعيّد"، وفق تعبيرها.

وأضافت، في بيان لها: "نحن المهاجرون التونسيون، منذ سنين نقاوم جنبًا إلى جنب مع الأفارقة جنوبيّي الصحراء شتى أنواع العنصرية، نقاوم من أجلهم ويدافعون عنا، ندين بألم ما ادعاه رئيس الجمهورية".

فيدرالية التونسيين من أجل المواطنة بين الضفتين: ندين بشدة ما ادعاه الرئيس التونسي قيس سعيّد في خطابه ونريد أن تظلّ تونس دولة متسامحة متنوعة ومختلفة 

وأضافت الفيدرالية في البيان ذاته: "نحن المهاجرون التونسيون، غادرنا تونس ولكننا لم ولن نتخلى عنها، نريدها متسامحة، متنوعة ومختلفة، ولأننا ندرك معنى المعاملة الدونية ومعنى المعاملة السيئة ولأننا نعرف العنصرية والرفض والإقصاء ندين بحسرة ما ادعاه رئيس الجمهورية"، وفق ما جاء في نص البيان.

 

 

  •  المرصد التونسي لحقوق الإنسان: "خطاب  لا  يشبه  تونس  في  شيء"

ومن جهته، اعتبر رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان، مصطفى عبد الكبير ، الثلاثاء 21 فيفري/شباط 2023، أن خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد "لا  يشبه  تونس  في  شيء"

وأضاف، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، "مع  الأسف  الشديد  مكانة تونس دوليًا وتاريخها الإنساني أكبر بكثير من هذا الخطاب".

رئيس مرصد حقوق الإنسان:  مكانة تونس دوليًا وتاريخها الإنساني أكبر بكثير من هذا الخطاب وكان الأجدر تشخيص العلل ووضع خطة استراتيجية واضحة المعالم لعملية التصرف في الهجرة مع تأكيد احترام تونس لكل المعاهدات والمواثيق الدولية

وعقّب: "كان عليكم تشخيص العلل والهنات ووضع خطة استراتيجية واضحة المعالم لعملية التصرف في الهجرة، مع تأكيد احترام تونس لكل المعاهدات والمواثيق الدولية والتمسك بالثوابت الوطنية الضامنة لحماية السيادة الوطنية دون النيل من الكرامة الإنسانية  والابتعاد عن الخطاب العنصري الذي  يكرس الميز".

وتابع قائلًا: "تونس ضربت المثل وقدمت الدروس طيلة تاريخها وآخرها احتضانها لأكثر  من مليون وافد على البلاد التونسية إبان الأحداث في ليبيا سنة 2011"، وفق ما جاء في نص تدوينته.

 

 

  • منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: خطاب سعيّد سيظلّ وصمة عار في تاريخ تونس

ومن جهته، اعتبر الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر، الأربعاء 22 فيفري/شباط 2023، أن خطاب الرئيس قيس سعيّد سيظلّ وصمة عار في تاريخ تونس، معبرًا عن شعوره بـ"الخيبة والخجل والسخط".

وأضاف، في مداخلة له على إذاعة "ديوان" (محلية): "اتضح أنها حملة رسمية تقودها الدولة التونسية في محاولة صنع "غول" جديد للتونسيين من خلال تضخيم الأرقام والروايات".

وأكد بن عمر أن هذا الخطاب لا يمكن إلا أن يغذّي مقاربات العنصرية والكرامة التي سيكون ضحاياها ليس المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء فحسب، وإنما أيضًا عشرات الآلاف من المهاجرين غير النظاميين التونسيين في الدول الأوروبية.

منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: تلقينا شهادات من مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس تعرضوا للعنف وهناك من هم باتوا مهددين بالطرد من المساكن التي يقيمون بها على وجه الكراء من بينهم نساء وأطفال

وكشف الناشط الحقوقي بأن منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية تلقى شهادات من مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس تعرضوا إلى العنف وإلى اعتداءات لفظية، معبرًا عن خشيته من أن تتحول إلى اعتداءات جسدية. كما أكد أن هناك من هم باتوا مهددين بالطرد من المساكن التي يقيمون بها على وجه الكراء من بينهم نساء وأطفال، على حد قوله.

يذكر أن الرئاسة التونسية كانت قد أصدرت بيانًا، مساء الثلاثاء، ذكرت فيه أن قيس سعيّد أشرف على اجتماع لمجلس الأمن القومي خصص "للإجراءات العاجلة التي يجب اتخاذها لمعالجة ظاهرة توافد أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس".

وورد في ذات البيان أن قيس سعيّد أكّد أن "هذا الوضع غير طبيعي"، معتبرًا أن "هناك ترتيب إجرامي تمّ إعداده منذ مطلع هذا القرن لتغيير التركيبة الديمغرافية لتونس وأن هناك جهات تلقت أموالاً طائلة بعد سنة 2011 من أجل توطين المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس، وأن هذه الموجات المتعاقبة من الهجرة غير النظامية الهدف غير المعلن منها هو اعتبار تونس دولة إفريقية فقط ولا انتماء لها للأمتين العربية والإسلامية"، وفقه.

وشدّد سعيّد، في ذات البيان، على "ضرورة وضع حد بسرعة لهذه الظاهرة خاصة وأن جحافل المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء لا تزال مستمرة مع ما تؤدي إليه من عنف وجرائم وممارسات غير مقبولة فضلا عن أنها مجرّمة قانونا"، داعيًا إلى "العمل على كل الأصعدة الدبلوماسية والأمنية والعسكرية والتطبيق الصارم للقانون المتعلق بوضعية الأجانب في تونس ولاجتياز الحدود خلسة"، وفق نص البيان.