جمع أبو الفنون أبناءه وضرب لهم موعدًا في المسرح البلدي، بالعاصمة تونس، ليعلن انطلاق الدورة السابعة عشر لـ"أيام قرطاج المسرحية". دورة استثنائية أريد لها أن تكون فريدة حسًّا ومعنى.
أطلقت "أيام قرطاج المسرحية" مبادرة لحماية المبدعين المعرضين للمخاطر
الانطلاق الذي جاء محملًا في بدايته بالأجواء الاحتفالية التي كست شارع الحبيب بورقيبة، حمل قضايا الفن والثقافة وهموم أهلها ومريديها، فقد تم الإعلان عن برنامج لحماية المبدعين المعرضين للمخاطر كمبادرة من "أيام قرطاج"، وبعد التوقيع على الإعلان من أكبر عدد ممكن من الشخصيات والمؤسسات التي تعنى بالثقافة وبحقوق الإنسان في العالم، سوف يتم رفعه إلى الحكومة التونسية التي ستتولى بدورها رفعه إلى منظمة الأمم المتحدة لاعتماده والسعي إلى تنفيذ التوصيات التي وردت به.
كان من المقرر أن تفتتح الأيام بعمل من إعداد المسرحي المعروف عز الدين قنون، غير أن الإرادة الإلهية شاءت غير ذلك، فكان الوفاء بالعهد الذي بين المهرجان وقنون دينًا، تم الوفاء به عبر اختيار آخر أعمال الراحل تكريمًا لتاريخه الفني الحافل.
"غِيلان" هو عنوان العرض الذي يؤرخ لسطوة سياسيّين تلحفوا الدّين واتخذوه مولجًا لأهدافهم. "غيلان" ناقوس خطر ينبه بأن القادم سيكون فظيعًا لو استمر الوضع على ما هو عليه، فكان حتميًا على المثقف أن يتدخل وأن يضيء شمعة في عتمة الحياة السياسية المظلمة. اختار المخرج الراحل لأحداث مسرحيته خشبة عارية، لا شيء فيها غير الكراسي المتحركة التي يجلس عليها الممثلون ليعترفوا، ويبوحوا، ويفصحوا عن مشاعرهم، عن كل ما مر في حياتهم. فراغ المسرح هو الذي جعل الممثل سيد الخشبة دون منازع.. يملأ فراغها بجسده وحركاته وصوته، بل يبث الحياة في الخشبة، وينفث من روحه فيها.
تبوح المسرحية بما اختلج في صدور طيف واسع من التونسيين، تحدثت عن مشاغلهم وأمانيهم، من خلال ديكور غير معقّد، وإضاءة خافتة تدل على الوضع الذي تشهده البلاد الملبّد بالغيوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
شاهد/ي ألبوم: افتتاح فعاليات الدورة 17 لأيام قرطاج المسرحية