03-مايو-2023
فيديو راب أطفال مندوب حماية الطفولة

المندوب العام لحماية الطفولة: تتراوح أعمار هؤلاء الأطفال بين 8 و12 سنة (صورة توضيحية/ getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد المندوب العام لحماية الطفولة مهيار حمادي، الأربعاء 3 ماي/أيار 2023، بخصوص فيديو تم تداوله على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي، ويتعلّق بأطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و12 سنة، يلوّحون بالسكاكين والسيوف في تصويرهم لأغنية "راب"، بقوله إنّ هذا "الفيديو كان صادمًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى".

المندوب العام لحماية الطفولة: هذا الفيديو صادم بأتم معنى الكلمة، واحتوى على تجاوزات وخروقات ومجموعة من الجرائم

وتابع حمادي في تصريحه لإذاعة "الديوان" (محلية) بقوله: "هذا الفيديو احتوى على تجاوزات وخروقات ومجموعة من الجرائم، خاصة مع الأسلحة البيضاء التقليدية التي يحملها الأطفال"، مشيرًا إلى أنّ هذه "الصور والمشاهد المفزعة تطرح عدة تساؤلات، وتمسّ كل مؤسسات الدولة الموجهة للطفل".

وأفاد مهيار حمادي بأنّ التدخل لا يتم على مستوى وزارة واحدة، بل يجب أن يكون عن طريق قضاة الأسرة بوزارة العدل والنيابة العمومية وقضاة الأطفال ومع وزارة الداخلية بمصالحها المختصة في الوقاية والحماية الاجتماعية ووزارة التربية ووزارة المرأة والأسرة والطفولة وغيرها.. قائلًا: "على مدى تجربتي المهنية لم تكن هناك وقائع بمثل هذه الصورة والخطورة"، معتبرًا أنّ انتشار الفيديو كان بشكل مهول ومفزع.

المندوب العام لحماية الطفولة: هناك فرق بين مشاهدة مظاهر العنف وبين تجسيدها وممارستها، فالأخطر أن تقع محاكاة هذا العنف بمشهد غنائي وتعبيري

وتساءل المندوب العام لحماية الطفولة عن العائلة الصغيرة والموسعة وعن دور الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية لتوعية العائلات من مخاطر شبكة الإنترنت، وقال: "مكان تهديد الطفل الأول هو المنزل ثم الشارع، وبينهما ارتباط"، مذكّرًا بأنّ 60% من حالات التهديد تقع في الفضاء المفترض أن يكون آمنًا وهو المنزل.

وبخصوص مسألة "تطبيع" بعض الأحياء الشعبية مع هذه المظاهر، قال مهيار حمادي: "هناك فرق بين مشاهدتها وبين تجسيدها وممارستها، الواقع الاجتماعي ببعض المناطق ينطوي على مثل هذه الأفعال بالفعل، لكن الأخطر أن تقع محاكاتها بمشهد غنائي وتعبيري، فتعبيرات العنف موجودة بأنواعها لكن المشكل هو في كيفية مقاومة هذا العنف والتصدّي له" وفقه.

المندوب العام لحماية الطفولة: سيتم الوقوف على الوضعية العائلية والتربوية والصحية للأطفال بعد التعرف عليهم وسماعهم عن طريق أخصائيين نفسيين

وصرّح مندوب حماية الطفولة بأنه يتم في الأثناء التثبت للوصول إلى أصل هذا الفيديو وصاحب النشر الأول، وأنّه في تواصل مع المصلحة المختصة للبحث في الجرائم الإلكترونية، فضلًا عن الإجراءات التي تقوم بها النيابة العمومية، وقال: "نحن بصدد التعرف على هويات هؤلاء الأطفال بعد أن تم المس من معطياتهم الشخصية بنشر هذا الفيديو، والتعهد على مستوى حماية الطفولة المختص ترابيًا".

وأضاف حمادي بأنّه سيتم التعهد الاجتماعي عن طريق مندوبي حماية الطفولة وقاضي الأسرة بمحكمة الاختصاص، وسيتم الوقوف على الوضعية العائلية والتربوية والصحية للأطفال بعد التعرف عليهم وسماعهم عن طريق أخصائيين نفسيين، لافتًا إلى أنّ أقصى إجراءات قد تصل إلى إخراج الطفل من الوسط العائلي الموجود فيه ووضعه في مؤسسات الدولة، وقد تُتّخذ في حالات أخرى، جوانب إدارية وقضائية فقط، أما على مستوى البحث الجزائي والأمني، فالعمل جار للوقوف على كل تفاصيل عملية تنفيذ هذا الفيديو من مصوّر وناشر وصاحب فكرة وفق قوله.