الترا تونس - فريق التحرير
فقدت الساحة الأكاديمية التونسية المؤرخ والمحقق محمد الحبيب الهيلة الذي وافاه الأجل الخميس، 7 مارس/آذار 2019، لتخسر أحد أبرز أعلامها ممن اشتهر بالخصوص بإسهاماته القيمة في مجال البحوث التاريخية وتحقيق المخطوطات تحديدًا النادرة منها.
وكان قد أهدى فقيد الجامعة التونسية، عام 2016، مكتبته الضخمة التي تضمّ 2435 كتابًا ورصيدًا هائلًا من المطبوعات وأكثر من 70 مخطوطًا أصليًا فهرسه بنفسه إلى دار الكتب الوطنية التي نعت الفقيد ووصفته بـ"العالم المتواضع".
أهدى الفقيد محمد الحبيب الهيلة قبل وفاته مكتبته الضخمة التي تضمّ 2435 كتابًا ورصيدًا هائلًا من المطبوعات وأكثر من 70 مخطوطًا أصليًا إلى دار الكتب الوطنية
وُلد محمد الحبيب هيلة بتاريخ 24 ديسمبر/كانون الأول 1931 وقد انضم إلى الجامعة الزيتونية في الأربعينيات ليتخرج منها محرزًا على جميع شهائدها وآخرها نيله عام 1950 شهادة العالمية التي توازي الدكتوراه في الجامعات الحديثة.
ثم واصل لاحقًا دراساته العليا في فرنسا حيث أحرز على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1967 حول التاريخ الأندلسي، ثم ناقش أطروحة دكتوراه الدولة عام 1976 تحت عنوان "الزهد وأثره في المجتمع الإفريقي من الفتح إلى نهاية العهد الأغلبي".
وعمل الفقيد مساعدًا في الجامعة الزيتونية قبل الاستقلال ليلتحق إثره بالمعاهد الثانوية إلى غاية عام 1967، ليلتحق حينها بطاقم التدريس بكلية الشريعة وأصول الدين إلى غاية 1985، وسافر سنتها إلى المملكة العربية السعودية كمدرّس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية وذلك إلى غاية 1997.
قام محمد الحبيب الهيلة بإنجاز عديد المؤلفات والتحقيقات على مدى نصف قرن، ومن أهم مؤلفاته "كتاب سياسة الصبيان وتدبيرهم لابن الجزار" (دراسة وتحقيق مع معجم للألفاظ الطبية)، و"الحلل السندسية في الأخبار التونسية للوزير السراج" (دراسة وتحقيق وفهرسة)، و"كتاب الأجوبة لابن عظوم" (دراسة وتحقيق وفهرسة/11 جزءًا).
كما قدم بحوثًا عديدة في الملتقيات العلمية منها "المخطوطات العربية في فلسطين: إثبات الهوية" و"أثر الحج في الحياة الثقافية والاجتماعية عبر العصور" و"الشيخ محمد الفاضل بن عاشور ومكانته في الاتحاد العام التونسي للشغل من خلال الوثائق الفرنسية 1946-1947".
اقرأ/ي أيضًا:
الشبكة العربية للأبحاث والنشر في تونس.. "نهدف لخلق حالة تكامل مع القارئ"