15-نوفمبر-2023
التفكير الإسلامي

متفقد: ما العمل لو تقدم ولي بطلب إعفاء منظوره من دراسة المادة بدعوى أنه ملحِد مثلًا؟

الترا تونس - فريق التحرير

 

تداول نشطاء منصات التواصل الاجتماعي في تونس، وثيقة صادرة عن المندوب الجهوي للتربية تونس 2 ومدير المرحلة الإعدادية والتعليم الثانوي، تتعلق بجدول للتعمير بخصوص مطلب إعفاء من دراسة مادة التفكير الإسلامي، وهو ما أثار استغراب الكثيرين، الذين تساءلوا عن المغزى من وراء ذلك.

‎متفقد عام المدارس الإعدادية والمعاهد: الأصل أن يتقدم الولي بطلب إعفاء منظوره من مادة التفكير الإسلامي درسًا واختبارًا، لا أن تطلب المندوبيات من الأولياء ذلك

يوضّح ‎متفقد عام المدارس الإعدادية والمعاهد، فائد كرعاني من جانبه، في تدوينة نشرها على حسابه بفيسبوك، أنّ هذه المراسلة "تخصّ بعض التلاميذ الذين ديانتهم غير إسلامية ويتقدم أولياؤهم بطلب إعفائهم من مادة التفكير الإسلامي درسًا واختبارًا في البكالوريا خاصة. وهو معمول به الآن في بعض الجهات مثل جربة. ولكن الأصل أن يتقدم الولي بطلب في ذلك لا أن تطلب المندوبيات من الأولياء ذلك. ولعلّ المندوب الجهوي بتونس 2 أخطأ حين عمّم المراسلة" وفقه.

 

 

وأشار المتفقد إلى أن مادة التفكير الإسلامي هي مادة إجبارية في كل السنوات وأيضًا في البكالوريا، ملاحظًا أن "بعض الدول الغربية ذات الديانة المسيحية لا تعفي المسلمين من دراسة مادة الدين ذات المرجعية المسيحية بدعوى أنهم يدرسون في إطار منظومة تربوية وطنية معينة ولا بدّ من أن يدرسوا كل ما فيها من مواد" وفق قوله.

‎متفقد عام المدارس الإعدادية والمعاهد: مادة التفكير الإسلامي جزء من الثقافة الوطنية وتساهم في نحت الشخصية التونسية بمختلف ملامحها ومرجعياتها، لذلك لا بدّ من دراستها مهما كانت ديانة المتعلم

وتساءل متفقد عام المدارس الإعدادية والمعاهد: "ما العمل مثلًا لو تقدم ولي بطلب إعفاء منظوره من دراسة مادة التربية والتفكير الإسلاميين بدعوى أنه ملحِد أو بوذي أو هندوسي؟ هذه المادة وغيرها من المواد الإنسانية والاجتماعية بمنظومتنا التربوية- جزء من الثقافة الوطنية ويساهمان في نحت الشخصية التونسية بمختلف ملامحها ومرجعياتها. لذلك لا بدّ من دراستها مهما كانت ديانة المتعلم"، حسب رأيه.

 

 

وقد دوّن مصدّق الجليدي، وهو عضو في ‎مركز البحوث والدراسات في حوار الحضارات والأديان المقارنة بسوسة‎، من جهته، أنّ "مادّة التّفكير الإسلامي مادّة إجبارية ويُعفى منها أبناء أتباع الديانات الأخرى مثل اليهودية والمسيحية بطلب من أوليائهم". 

عضو في ‎مركز بحوث ودراسات: مادة التّفكير الإسلامي مادّة إجبارية ويُعفى منها أبناء أتباع الديانات الأخرى الذين من حقّهم أن يكون لهم منهاج ديني خاص بهم

وقال: "هذا ما يحصل مثلًا مع التلاميذ التونسيين من أبناء العائلات اليهودية بجربة وجرجيس، فلهم منهاج ديني خاص بهم معدّ من مراجع تربوية دينية يهودية يدرسونه في مؤسّسة خاصّة بهم. وهذا من حقّهم، وقد وُجد هذا التّقليد لدى المسلمين منذ عدّة قرون، حيث يعفي معلّمو الصّبيان أبناء أتباع الدّيانات الأخرى من حفظ القرآن إذا طلب أولياؤهم ذلك".

 

 

وقد رأى آخرون، أنه "حتى وإن كان هذا الطلب موجهًا لغير المسلمين، فإنّ كل من يدرس في المدارس التونسية ملزم بالتقيد بمناهجنا وبرامجنا ولا يحق له غير هذا كما يفعل باقي الدول التي تحترم انتماءها وهويتها"، وفقهم.

يرى البعض أنه حتى وإن كان طلب الإعفاء من مادة التفكير الإسلامي موجهًا لغير المسلمين، فإنّ كل من يدرس في المدارس التونسية ملزم بالتقيد بمناهجها وبرامجها

ودوّن نشطاء آخرون بسخرية، أنها "محاولة جديدة لطمس الجامعة الزيتونية تحت عبارة إعفاء من مادة التفكير الإسلامي نظرًا لما أصبح عليه حالة الأمة الإسلامية من فهم ووعي بالشريعة الإسلامية وعدم احتياجها لمثل هذه المواد ونظرًا لما تتميز به الأمة من تطور ورقي أخلاقي جعل منها قادرة على الاستغناء والإعفاء من هذه المواد".