من بين الاحتياطات للتوقي من فيروس "كورونا" المستجدّ تعقيم ملابس الرضع، وغسل الملابس وتعريضها للشمس لمدّة ساعتين لقتله، ذلك أن الفيروس إذا سقط على الأقمشة يمكن أن يعيش إلى فترة تبلغ 9 ساعات، وفق ما أوردته منظمة "اليونيسيف" في تقرير توجيهي لكيفية حماية الأطفال من العدوى.
أكد بعض تجّار الملابس المستعملة لـ"ألترا تونس" أن نسبة الإقبال على غير العادة وأنهم سيرجؤون عرض "السلعة" الجديدة إلى حين عودة الإقبال العادي
ومع الحديث عن تعقيم الملابس، يستمدّ السؤال مشروعيته عما إذا كانت الملابس المستعملة "الفريب" تنقل فيروس "كورونا"، خاصة وأن بعضها يكون داخل فضاءات لا تتعرّض في أغلبها إلى الشمس.
وفي جولة خاطفة، مع بداية الأسبوع، في بعض الأسواق التي يكثر فيها بيع الملابس المستعملة على غرار "حي بن خلدون" و"سيدي البحري" و"الحفصية"، مازال "الفريب" يستقطب عددًا من المواطنين وسط تحذيرات من التجمعات.
اقرأ/ي أيضًا: فوبيا الإصابة بالمرض في زمن "الكورونا"
ولئن يقبل المواطنون على "الفريب" مع الإعلان عن إصابات جديدة بفيروس "كورونا"، أكد بعض تجّار الملابس المستعملة لـ"ألترا تونس" أن نسبة الإقبال على غير العادة وأنهم سيرجؤون عرض "السلعة" الجديدة إلى حين عودة الإقبال العادي.
وأمام تواتر التساؤل عمّا إذا كان "الفريب" يعرّض الأفراد إلى خطر العدوى بفيروس "كورونا"، تواصل "ألترا تونس" مع مديرة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدّة نصاف بن عليّة و رئيس الغرفة الوطنية لتجّار الملابس المستعملة "الفريب" الصحبي المعلاوي لحسم الجدل.
الفريب لا ينقل العدوى..
مديرة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدّة نصاف بن عليّة أكدت لنا أن الملابس المستعملة لا تنقل عدوى فيروس "كورونا" وأنه لا خطر على الأشخاص الذين توجّهوا إلى أماكن بيع "الفريب".
نصاف بن علية لـ"ألترا تونس": وزارة الصحة ستوصي بعدم التوجه إلى "الفريب" في حال تطور الوضع الوبائي في الأيام القادم
وفي سياق متّصل، أشارت إلى أنّ الفيروس ظهر في تونس في أماكن معينة وخلّف بعض الحالات، موضّحة أنّه في حال تطّور الوضع في الأيام القادمة ستوصي وزارة الصحّة المواطنين بعدم التوجّه إلى "الفريب".
وتضيف محدّثتنا أنّ الملابس المستعملة لا تنقل العدوى لأن الفيروس لا يمر عبرها بل عبر الأشخاص، لافتة إلى أن "الفريب" لا يمر دون تعقيمه وأنّه حتى في حالة وجود الفيروس يكون أمره قد انتهى بفضل المواد المعقّمة حال وصوله إلى تونس.
اقرأ/ي أيضًا: كيف تفاعل التونسيون مع فيروس كورونا؟.. قراءة سوسيولوجية ونفسية
"الفريب" معقّم
في حديثه لـ"ألترا تونس"، يقول رئيس الغرفة الوطنية للملابس المستعملة الصحبي المعلاوي إن "الفريب" لا يوضع في الحاويات إلا بعد إصدار شهادة تعقيم، ويتم بعدها نقل هذه الحاويات عبر البحر وتدوم عملية النقل من 20 يوم إلى شهرين، على حدّ تعبيره.
ويضيف أن الشركات التي تقوم بجمع الملابس المستعملة والأحذية في حاويات خاصة في الأحياء السكنية الأوروبية تفصلها عن بعضها البعض وفق قطع الملابس، ثم تقوم بالمداواة والتعقيم قبل إرسالها لتونس، وفق تأكيده.
الصحبي المعلاوي (رئيس الغرفة الوطنية للملابس المستعملة): لا يوضع " الفريب" في الحاويات إلا بعد إصدار شهادة تعقيم
ويشير إلى أن ملابس المستعملة التي تم توريدها متأتية من الدول الأوروبية ومن الولايات المتحدة الأمريكية في جانب منها وليست من الصين قائلًا "وإن افترضنا وجود الفيروس فإنه سيموت بالتعقيم".
اقرأ/ي أيضًا: حينما يكشف فيروس "كورونا" هنات المنظومة التربوية في تونس
ويتابع بالقول لـ"ألترا تونس" أن الغرفة الوطنية للملابس المستعملة عقدت اجتماعًا طارئًا لمناقشة تقرير وزارة الصحّة الذي قضى بأن "الفريب" لا يحمل فيروس "كورونا"، حسب تأكيده.
يُشار أن مدير عام الرعاية الصحة الاساسية بوزارة الصحة شكري حمودة، صرح، سابقًا، أن القضاء على انتشار الوباء يتطلب شهورًا نظرًا للمرور بعديد المراحل المتمثلة في القيام بالتجارب المخبرية على الخلايا وأخرى على الحيوانات، ثم على الإنسان في آخر مرحلة لضمان عدم إلحاق الضرر به، مرجحًا إمكانية إيجاد اللقاح آخر السنة الحالية.
وفي سياق متصل، أفاد حمودة، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، أن الإعلان عن بؤرة للإصابة بفيروس "كورونا" المستجد في تونس هو مسألة وقت، مشيرًا إلى أن تونس ليست استثناءً عن باقي البلدان التي سجلت إصابات بهذا الفيروس ثم اكتشفت فيها بؤر الانتشار.
واعتبر أن أفضل مقاربة لمجابهة الفيروس، في الوقت الحالي، ترتكز أساسًا على حفظ شروط الصحة والنظافة وتغيير السلوكيات من خلال عدم الاحتشاد في الأماكن العامة والحد من ارتياد المقاهي.
اقرأ/ي أيضًا:
كيف تفاعلت الأسر التونسية مع قرار غلق رياض ومحاضن الأطفال؟
فتح بيته للحجر الصحي.. أحمد بن مسعود يتحدث لـ"ألترا تونس" عن هذه المبادرة