الترا تونس - فريق التحرير
نشر الساعة: 12:55 بتوقيت تونس
تعرف سياحة المغامرات والتجوال والتخييم اهتمامًا وإقبالاً متزايدًا من مختلف فئات المجتمع التونسي، بعد أن استهوى هذا العالم عديد التونسيين وأصبح الإقبال على هذه الرحلات الترفيهية متنفسًا، وفرصة لعقد صداقات جديدة وزيارة جبال وغابات وصحاري تونس وسواحلها.
ناشطون في مجال تنظيم رحلات التجوال والتخييم: رحلات التخييم أصبحت شبه مستحيلة في تونس والمشكل الرئيسي يتعلق برفض تسليم التراخيص للتخييم
ويحتاج تنظيم هذه الرحلات بشكل محكم وقانوني، إلى حصول المنظمين على تراخيص للتخييم من طرف مصالح الدولة، تختلف طبيعتها والجهات المسؤولة عن تسليمها لمنظمي الرحلات حسب المناطق التي يقصدها الزائرون، ولكن يشتكي عدد من منظمي رحلات التخييم والتجوال (الكامبينغ) من وقوف "الإجراءات الإدارية عائقًا أمام رحلات الترفيه والاستكشاف" التي ينظمونها.
وتصاعد جدل التراخيص في تونس مؤخرًا، خاصة إثر نشر إحدى المجموعات المعروفة بتنظيم رحلات التجوال والتخييم في تونس عن تعرضها إلى عدة تعطيلات إدارية بسبب التراخيص التي تطلبها منهم مصالح الدولة، ما يحيل إلى إمكانية إيقاف نشاطها في هذا المجال.
ناشطون في مجال تنظيم رحلات التجوال والتخييم: غياب هيكل معني بالناشطين في هذا القطاع، ومن الضروري تقديم إيضاحات بشأن رفض منح التراخيص اللازمة
وأكد مؤسسو مجموعة "فلاقة" المعروفة بتنظيم رحلات التجوال والتخييم في تونس (الكامبينغ)، انطلاق نشاطهم منذ سنة 2018 تحت لواء "جمعية تونس في عينينا"، والاعتراف بهم كشركة ناشئة من طرف وزارة تكنولوجيات الاتصال عام 2020، مشيرين إلى تعرضهم إلى عديد الإشكاليات اليوم.
واعتبر مؤسسو مجموعة "فلاقة" من خلال بث مباشر على صفحتهم بموقع فيسبوك، أن "رحلات التخييم أصبحت شبه مستحيلة في تونس، إذ أن تنظيم رحلة للتجوال والتخييم يتطلب عمل شهر كامل من الفريق"، وأكدوا أنه من ضمن الإشكاليات المطروحة غياب هيكل معني بالناشطين في هذا القطاع.
وأضافوا أن المشكل الرئيسي يتعلق بغلق المجال العام أمام منظمي رحلات التجوال والتخييم، المطالبين بمراسلة السلطات المعنية من إدارة الحرس الوطني ومصالح الولاية والمعتمدية وإدارة الغابات وإدارة السدود ومصالح وزارة الفلاحة وغيرها من الإدارات المعنية بتسليم تراخيص تسمح بتنظيم هذه الرحلات.
وطالبوا بضرورة توضيح الوثائق المطلوبة من منظمي الرحلات والإجراءات اللازم إتباعها فضلاً عن تقديم إيضاحات بشأن رفض منح التراخيص اللازمة.
ناشطون في مجال تنظيم رحلات التجوال والتخييم: سنتوقف عن تنظيم أنشطة التخييم في تونس ولكن لن نتنازل عن حقنا في ذلك، ومنع مواطن تونسي من التخييم في بلاده أمر غير مفهوم
ولفتوا إلى أنه "من الصعب جدًا الحصول على التراخيص القانونية إلا في حال كان النشاط من تنظيم سلطات ومصالح الدولة سواء بالنسبة لمنظمي الرحلات أو بالنسبة لمراكز التخييم"، كما أكدوا أن تواصلهم مع الوزارات والسلطات المعنية لم يفض إلى حلول لهذه المشاكل على أرض الواقع.
وشددوا على أن كل المشاكل التي تحدثوا عنها، يعاني منها جل الناشطين في مجال تنظيم رحلات التجوال والتخييم (الكامبينغ)، معتبرين أن "التوجه نحو منع التخييم على مواطن تونسي في بلاده غير مفهوم"، وأعلنوا "وقف تنظيمهم لأنشطة التخييم في تونس"، مشددين في المقابل على "حقهم وحق كل التونسيين في التخييم بكل حرية".
ودعوا الحكومة التونسية والرئاسة التونسية إلى التدخل لحل هذه الإشكاليات التي تعترض الشباب التونسي الناشط في هذا القطاع، معبرين عن امتعاضهم الكبير من التضييقات والعوائق الإدارية فضلاً عن استفادة أطراف بعينها من تحديد مجال نشاطهم في قطاع السياحة، وفقهم.
وسبق أن صرح أحد منظمي رحلات التجوال والتخييم، لـ "الترا تونس" بأن زيارة بعض المناطق تحتاج إلى الحصول على تصاريح وتراخيص إدارية أولاً من السلطات المعنية، وتحدث عن بعض التعطيلات الإدارية التي يمكن أن تقف عائقًا في وجه منظم الرحلات.
وأكد محدّثنا أن نشاط تنظيم رحلات التجوال والتخييم يساهم بدرجة كبيرة في تعريف التونسيين وحتى السياح الأجانب الذين سبق وأن شاركوا في رحلات تجوال وتخييم نظمها، بمناطق مختلفة في تونس تحتاج إلى تثمينها بشكل أكبر وإخراجها من دائرة التهميش والنسيان وتسليط الأضواء على طبيعتها الساحرة والنادرة.