الترا تونس - فريق التحرير
قال النائب بالبرلمان الجديد ياسين مامي، فجر الأربعاء 22 مارس/آذار 2023، إنه وفي متابعة منه لموضوع انقطاع الماء الصالح للشراب بعدّة مناطق بالحمامات، (مدينة في الشمال الشرقي لتونس)، "كان له اتصال بالمسؤولين في الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه (الصوناد)، للاستفسار عن سبب الانقطاع المتكرر للماء بمختلف مناطق الحمامات والذي أدى إلى تعطّل مصالح المواطنين، أعلمه المسؤول في الشركة أن ذلك لا يعود لأشغال أو إشكاليات في التوزيع، بل لانطلاق الشركة في سياسة تقسيط المياه لأن البلاد مهددة بالشح المائي".
النائب بالبرلمان الجديد ياسين مامي: مسؤول بالصوناد أعلمني أن انقطاع المياه مؤخرًا لا يعود لأشغال أو إشكاليات في التوزيع، بل لانطلاق الشركة في سياسة تقسيط المياه
وتابع، في تدوينة على صفحته بفيسبوك، "تونس مصنفة في قائمة أكثر الدول المهددة بالجفاف".
وأوضح النائب المذكور أنه "طلب من المسؤولين بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه ضرورة الإعلام المسبّق قبل قطع الماء لأخذ الاحتياطات اللازمة، ولاحترام الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم للمواطن"، وفق تعبيره.
النائب بالبرلمان الجديد ياسين مامي: "تونس مصنفة في قائمة أكثر الدول المهددة بالجفاف"
يُذكر أن عدة مناطق من ولايات تونس الكبرى كانت قد شهدت منذ أيام انقطاعات في توزيع المياه طيلة الفترات الليلية رافقتها تساؤلات ما إذا كانت السلطات قد انطلقت بالفعل في تطبيق برنامجها المتعلق بتقسيط مياه الشرب، وفق ما تناقله عدد من النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي وما عاينه "الترا تونس".
تشكى نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي من هذه الانقطاعات الليلية المتكررة دون أيّ سابق إنذار أو أي إعلان رسمي عن ذلك سواء من وزارة الفلاحة أو من الصوناد
وتشكى نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي من هذه الانقطاعات الليلية المتكررة دون أيّ سابق إنذار أو أي إعلان رسمي عن ذلك سواء من وزارة الفلاحة التونسية أو من الشركة الوطنية لتوزيع واستغلال المياه "الصوناد".
وللإشارة فإن شركة توزيع واستغلال المياه باشرت منذ ما يناهز الأسبوع بعث إرساليات قصيرة إلى المواطنين تدعوهم فيها إلى ترشيد استهلاك المياه. وجاء في الإرسالية القصيرة ما يلي: "الجفاف تهديد لبلادنا.. الاقتصاد في الماء ضمان لاستمرار حياة أولادنا".
وكان مدير عام مكتب التخطيط والتوازنات المائية بوزارة الفلاحة والصيد البحري، حمادي الحبيّب قد أفاد، الأربعاء 15 مارس/آذار 2023، بأن وزارة الفلاحة التونسية قد تتوجه إلى قطع مياه الشرب ليلًا خلال الصيف، وذلك في إطار استراتيجية ترشيد استهلاك الماء في ظل شح المخزون المائي لتونس.
كان مدير عام مكتب التخطيط والتوازنات المائية قد أعلن أن وزارة الفلاحة قد تتوجه إلى قطع مياه الشرب ليلًا خلال الصيف في إطار استراتيجية ترشيد استهلاك الماء في ظل شح المخزون المائي لتونس
وقال، خلال الندوة الوطنية حول التغيّرات المناخية والموارد المائية وسبل المحافظة على ديمومة القطاعات الاستراتيجية وعلاقتها بالأمن الغذائي والسيادة الغذائية، إن إيرادات السدود في تونس سجلت نقصًا بـ1 مليار متر مكعب تبعًا لشحّ التساقطات وانخفاض معدّلها الوطني بنسبة 50%، من سبتمبر/أيلول 2022 إلى غاية منتصف مارس/آذار 2023، وفق ما نقلته وكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية).
وذكر المسؤول بوزارة الفلاحة أن "مخزون السدود، المقدّر عددها بـ37 سدًّا في تونس، تراجع بحوالي 390 مليون متر مكعب، مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2022"، مقرًا بوجود إشكاليات في منظومة سد سيدي سالم ومياه أقصى الشمال جرّاء تراجع التساقطات، مشيرًا إلى أن هذه المنظومة تشمل 18 سدًا وتوفر مياه الري لفائدة 7 ولايات، ويتعلّق الأمر بكل من باجة وبنزرت وتونس الكبرى ونابل، فيما توفر مياه الشرب لفائدة ولايات تونس الكبرى ونابل وسوسة وصفاقس.
ومن جهته، دعا الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، الأربعاء في الندوة ذاتها، إلى "إعلان حالة الطوارئ المائية ووضع خطة عاجلة لإنقاذ الزراعات الاستراتيجية".
وذكر الاتحاد، في بلاغ له، أن عدة خبراء في مجال المياه أكدوا، خلال الندوة، خطورة الوضع المائي خاصة هذه السنة ونبهوا من مخاطر الشح المائي وتراجع مستوى تعبئة السدود الذي بلغ أرقامًا غير مسبوقة.