23-يوليو-2024
مدينة الحمامات في تونس.PNG

يعد شاطئ الحمامات من أجمل شواطئ البحر الأبيض المتوسط

 

مدينة الحمامات.. الموقع والمناخ

على بعد 60 كم من جنوب مدينة تونس تقع مدينة الحمامات Hammamet تحديدًا على المدخل القبلي؛ وتطل على البحر الأبيض المتوسط في الجزء الشمالي الشرقي من الجمهورية التونسية. بمناخ جميل صيفًا وربيعًا فباختلاف اتجاه حركة الرياح لا تعرف منطقة الحمامات ارتفاع الحرارة فهي دائمًا بجو معتدل ولطيف.

بدءًا من شواطئها الرملية إلى المراكز العلاجية بماء البحر فيها، إلى المدينة العتيقة كما عرف عنها؛ بأسوارها وبيوتها التاريخية القديمة، وبشوارع ضيقة تصل إلى منطقة السوق، وصولًا إلى الشمال من المدينة العتيقة حيث توجد قصبة القرن الخامس عشر التي تتيح رؤية مدينة الحمامات بالكامل وما يحيط بها من مناطق. كل ذلك يشير إلى أهمية المدينة كموقع جذب سياحي للراحة والاستجمام ولكل من يبحث عن الهدوء، وليس ذلك فقط فهي مدينة ذات موروث قيّم من العادات والتقاليد في مختلف المجالات والميادين، سواءً الفلاحية أو الصناعية وغيرها مثل الصيد والطرق المتوارثة في الحفاظ على هذه الثقافة والمهن.

تسمية مدينة الحمامات

تعود تسمية المدينة بالحمامات نظرًا لوجود ينابيع المياه المعدنية الحارة فيها، ووجود الحمامات الأثرية فيها ومرافقها. إلا أن هناك آراءً أخرى حول التسمية فوفقًا لمعظم المصادر الأوروبية يرجح أن اسم المدينة كان "محمدة" حسب ما أورده مارمول وأن الكلمة حرفت لتصبح حمامات من تداخل حرفي الحاء والميم. ووفقًا لرأي آخر يرجعها للحمام، حسب الشاعر الإيطالي Guido Médina والذي عاش في المدينة خلال الثلاثينات وأشار إلى ذلك بديوانه الذي ألفه وأسماه مدينة الحمائم La Cité des colombes حيث كانت المدينة ملاذًا للحمام ولا يرجح هذا القول بسبب عدم ارتباط جمع الحمام بالحمامات.

 

أهم المعالم ومناطق الجذب السياحي في مدينة الحمامات 

قد تكون هذه المناطق هي الأكثر أهمية في الحمامات التونسية، والتي تشكل نقطة جذب سياحية تتجاوز كونها مجرد مناطق ترفيه تضم منتجعات سياحية فاخرة، بل هي كذلك ملاذ لكل من يعشق التاريخ والثقافة ليغمر نفسه في ذلك التراث الغني من المدينة العتيقة إلى الأجواء الساحرة المليئة بتجارب غنية ومتنوعة.

 

  • المدينة العتيقة (القديمة)

تقع المدينة العتيقة في قلب مدينة الحمامات على مقربة من الميناء، حيث تقف المدينة العتيقة شاهدة على الماضي العريق للمنطقة التي يعود تاريخها للحقبة العربية الإسلامية ويتجلى في بنائها وفي أسوارها الحقب  المتعاقبة عليها، وهي محاطة بالأسوار العريقة التي يمكن الوصول لها من خلال مداخل مقببة غاية في الروعة والجمال. يمكن التجول في أزقة ومتاهات المدينة العتيقة واكتشاف الأحياء السكنية والساحات العامة فيها والقصر ومختلف المناطق التي بالرغم من قدمها تعج دومًا بالنشاط والحيوية ومن الممكن أن ينسى الزائر فيها نفسه، ففي كل زاوية كنزًا يستحق الاكتشاف، وخلال التجوال في الشوارع الضيقة المزينة بالواجهات الملونة والأبواب المنحوتة بدقة يمكن الغوص في سحر المدينة القديمة أكثر.

عند زيارة مدينة الحمامات ستتمكن من الانغماس في الثقافة النابضة والتاريخ الغني للمدينة، يمكن الإقامة في مكان قريب من المدينة القديمة وسوق الحمامات، ولعل أهم ما يمكن الحصول عليه واقتنائه من سوق الحمامات الهدايا التذكارية التونسية الفريدة، وبعدها التجول في الشوارع الضيقة والاستمتاع بجمال القصبة التي تعود للقرن الثالث عشر في تاريخها.

 

  • قلعة القصبة التاريخية في الحمامات

تعد قلعة القصبة في الحمامات من القلاع الأثرية التي تعود للقرن الثالث عشر الميلادي، وتقع بالقرب من ساحل المدينة. وأكثر ما يميزها  إطلالتها على البحر والمناطق المحيطة من مروج طبيعية إضافةً لإطلالتها على المدينة العتيقة، وكذلك وجود متحف فيها يضم معروضات تاريخية قيمة. وقد كانت هذه القلعة في العصور الوسطى مستخدمة من قبل الاستعمار الأوروبي وتضم فيالق الجنود، ويحيط بالقلعة عدد من المنازل الأثرية المحاطة بالحدائق، وقد كانت هذه المنازل قديمًا تعود لبعض من الأثرياء المستعمرين.

القلعة اليوم تعد من المزارات والمواقع السياحية الهامة في تونس، حيث تحكي هذه القلعة الكثير عن المنطقة وما تميزت به من حفاظ على العادات والتقاليد والموروث الثقافي. ولعل من أبرز الأنشطة التي يمكن القيام بها في القلعة القيام بجولة حول القلعة وبين حدائقها الخلابة ومشاهدة بعض الآثار التي تعود لفترة الاستعمار الأوروبي والباقية لليوم.

كما يمكن التجول في أفنية القلعة والتقاط الصور التذكارية على شرفاتها، وتصوير المناطق المحيطة والمطلة عليها؛ حيث يوجد عدد من الأحياء السكنية التي تحتضن العديد من المنازل البيضاء ذات الطابع التقليدي المميز في تونس إضافة لبعض المباني الأثرية التي تستحق فعلًا التقاط الصور لأكثر من إطلالة متنوعة. بالإضافة لإمكانية التجول على الشواطئ الجميلة بمحاذاة أسوار القلعة ذات الحجارة المتراصة والجلوس في استراحة الشاطئ. على أبواب القلعة كذلك محال تجارية وأسواق شعبية يمكن شراء الهدايا التذكارية منها، والقطع يدوية الصنع التي تعبر عن التراث التونسي.

 

  • حصن الحمامات

من المواقع الأثرية المميزة في شاطئ الحمامات والتي لا بد من زيارتها في حال الرغبة باستكشاف الجانب العريق والقديم للمدينة؛ حصن الحمامات،وهو من المواقع السياحية الخلابة بتصاميمه المعمارية اللافتة.
 

  • سور المدينة القديمة

يعود تشييد سور المدينة القديمة إلى القرن التاسع كذلك، وهو من أهم المعالم المميزة للمدينة باشتماله على جدران مبنية من حجارة صغيرة يربطها بلاط كلسي مما يجعلها سميكة ومتينة. ويحتوي السور على 3 أبواب من الحديد والخشب وهي باب السوق أو باب البلد من الناحية الجنوبية الشرقية والباب القبلي وباب البحر من الجهة الشمالية الشرقية، هذه الأبواب كانت قديمًا تفتح في الصباح وتغلق في المساء كإجراء حماية من غزوات البدو والقبائل المحيطة.
 

  • شاطئ الحمامات وأهم المناطق الترفيهية الحديثة

يعد شاطئ الحمامات الممتد على طول المنطقة الجنوبية والجنوبية الشرقية من المدينة من أجمل شواطئ البحر الأبيض المتوسط وليس ذلك وحسب بل يعد من أجمل المناطق السياحية في تونس والتي يرتادها الزوار بكثرة من خارج تونس ومنداخلها حيث تعد منطقة جذب سياحي داخليًا وخارجيًا خاصةً خلال فصلي الصيف والربيع للاستمتاع بالأجواء الشاطئية الصيفية وشمس الربيع الدافئة.

في شاطئ الحمامات يوجد العديد من السواحل الرملية البيضاء وما يميزها صفاء المياه فيها ولونها الأزرق الفيروزي الخلاب، بالإضافة للعديد من الفنادق والمنتجعات السياحية والشواطئ ذات الشهرة المحلية والعالمية، إضافةً لمدن الألعاب الترفيهية والمائية والحدائق وجميع الخدمات والمرافق التي يحتاجها الزوار. كما يعد تنوع الطبيعة المحيطة بالشاطئ من مساحات خضراء وصخور وجبال عامل جذب إضافي.

بتنوع المواقع الأثرية والتاريخية ومناطق الاستجمام والشواطئ يجمع الزوار على مزج مدينة الحمامات التونسية بين عراقة الماضي وحداثة الحاضر. وبأنشطة ترفيهية متنوعة تضاف لزيارة المناطق الأثرية والمشي إلى جانب الأسوار العتيقة لتكن تجربة غنية للزوار، وحتى لمن أراد التعرف على هذا المزيج الرائع من المدينة القديمة والأسوار، ثم القصبة، وصولًا للشواطئ العديدة الخلابة والمدن الترفيهية المتنوعة.