الترا تونس - فريق التحرير
أثارت المباراة الودية بين المنتخب التونسي لكرة القدم والمنتخب البرازيلي، التي جاءت في إطار الاستعدادات لـمونديال قطر 2022، بملعب حديقة الأمراء بفرنسا، جدلًا وانتقادات، بعد تصرفات وصفها متابعون بالعنصرية.
الاتحاد البرازيلي لكرة القدم عزّز موقفه المناهض للعنصرية والتمييز، منددًا بإلقاء موزة على مهاجم المنتخب البرازيلي ريتشاليسون
نتيجة هذه المباراة التي أقيمت أمس الثلاثاء، لم تحظ باهتمام وسائل الإعلام الدولية، التي تفاعلت بدلًا من ذلك مع أحداث "مسيئة" تخلّلت الحدث. حيث قامت مجموعة من جماهير المنتخب التونسي الموجودة في الملعب بالتصفير عند عزف النشيد الرسمي البرازيلي في بداية المباراة، ما خلف حالة عامة من الاستياء، فضلًا عن التنديد الذي لقيته حادثة إلقاء الموز على مهاجم المنتخب البرازيلي ريتشارليسون، ما دفع الاتحاد البرازيلي لكرة القدم للتنديد وتعزيز موقفه المناهض للعنصرية والتمييز.
وقد علّق الصحفي طارق الغديري بقوله: "يبدو مع الأسف أننا انهزمنا في ميدان الأخلاق هزيمة أشنع بكثير من الهزيمة فوق ميدان كرة القدم". وتابع الغديري: "هل صدر أي نوع من أنواع الاعتذار من الجامعة التونسية لكرة القدم أو من رئيسها أو أي من منظوريها بعد بيان الجامعة البرازيلية لكرة القدم حول (موزة العار) باتجاه ريتشارليسون وحول الصافرات المخجلة أثناء نشيد البرازيل؟".
طارق الغديري (صحفي): لم تصدر الجامعة التونسية لكرة القدم أي نوع من أنواع الاعتذار عن التصرفات المتهورة التي قام بها تونسيون في ملعب حديقة الأمراء
وأضاف الصحفي: "يمكن للبعض أن يتساءل: وما دخل الجامعة التونسية في تصرفات متهورة قام بها تونسيون في ملعب حديقة الأمراء؟ الإجابة هي: المسؤولية! فالجامعة التونسية لكرة القدم مسؤولة عن الجمهور التونسي بمجرد قبولها المشاركة في المباراة وواجبها الأخلاقي يفرض عليها المبادرة بالاعتذار لا أن يخفي مسؤولوها رؤوسهم في الرمل كما تفعل النعامة". وأردف الغديري أنّ "الجامعة لا يمكن أن تكون طبعًا الشرطي الذي يراقب تصرف كل تونسي في المدارج، ولكن المسؤولية تجعل الاعتذار محمولًا عليها وهو أضعف الإيمان".
وميّز الأستاذ فاروق الماجري بين "العنصرية والعنصرية المقرفة" وفق وصفه، قائلًا: "تصوّروا أننا سندخل سنة 2023، كشعب إفريقي بائس لا نملك حتّى السكّر، وتأتي مجموعة منّا في فرنسا، لترمي فاكهة الموز على الملياردير الأمريكي الجنوبي لاعب توتنهام الإنجليزي، ريتشارليسون، لا لشيء إلّا أنه سجل هدفًا في مباراة كرة قدم وهو الحدث العادي البسيط في أي مباراة منطقيًا، فهذه مهنته اليومية".
وقد دوّن الناشط بالمجتمع المدني عادل الظاهري، تعليقًا على حادثة تصفير الجماهير التونسية أثناء النشيد البرازيلي، أنّ "لحن نشيد البرازيل يُغنّى من عام 1822 والكلمات أضيفت في 1909 واعتمد رسميًا بعد الاستقلال في 1922، وفيه استحضار لمعركة الشعب مع المستعمر والانقلاب على الإمبراطور المحبوب وإلغاء العبودية وبناء دولة جديدة وتراث السكّان الأصليين وغير ذلك..".
عادل الظاهري (ناشط مدني): تصفير الجماهير التونسية أثناء النشيد البرازيلي وصمة عار كبيرة ضدّ دولة وشعب ما يجمعنا معها أكثر مما يفرّقنا
وتابع الظاهري: "نشيد البرازيل فيه معان كبيرة وتضحيات شعب وتاريخ كبير وحبّ كبير للأرض. النشيد نفسه هو اعتراف بالحبّ للبلاد. في البرازيل، ممنوع الصياح بعد عزف النشيد الوطني، لأنه نوع من قلة الاحترام. حين تصفّر على فريق يسمع في نشيده وتخرج أسوأ ما فيك ضدّ فريق ودولة و شعب، لم يضرّوك، وما يجمعكم أكثر مما يفرّقكم.. دولة وشعب عانى الاستعمار والظلم والعبودية وناضل من أجل الحرية، مثل الشعب التونسي تمامًا، فإنّ هذا الفعل سيظل وصمة عار كبيرة".
وكان المنتخب التونسي لكرة القدم، قد انهزم الثلاثاء 27 سبتمبر/ أيلول 2022، أمام منتخب البرازيل، خمسة أهداف مقابل هدف واحد، في المباراة الودية التي جاءت في إطار استعداداته لـمونديال قطر 2022، بملعب حديقة الأمراء بفرنسا.
وقد افتتح رافينيا النتيجة لصالح المنتخب البرازيلي في الدقيقة 11 عبر رأسية مباغتة، فيما عدّل منتصر الطالبي النتيجة للمنتخب التونسي في الدقيقة 17 من عمر المباراة.
وفي الدقيقة 19، أضاف ريتشارليسون الهدف الثاني للبرازيل، ليسجّل نيمار الهدف الثالث عن طريق ركلة جزاء في الدقيقة 28. وفي الدقيقة 40، تحصّل لاعب المنتخب التونسي ديلان براون على ورقة حمراء، لتكمل تونس اللقاء بـ10 لاعبين فقط.