(نشر في 24-09-2024/ 13:30)
الترا تونس - فريق التحرير
استنكر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية تواصل معضلة غياب الماء الصالح للشرب في عدد من المدارس التونسية، خاصة وأنّ أغلبها تعود بنيتها التحتية إلى ما قبل الثمانينات مع غياب الصيانة حيث تعاني من نقص إمدادات المياه الصالحة للشرب وانعدام ربطها بشبكة التطهير خصوصًا في المناطق الداخلية والمناطق الريفية ذات التضاريس الصعبة.
وذكر المنتدى، في ورقة له تحت عنوان "مدارس بلا ماء: عودة إلى العطش" من إعداد قسم العدالة البيئية والمناخية بالمنتدى بتاريخ 23 سبتمبر/أيلول 2024، أنّ "عدد المدارس يناهز 4583 مدرسة ابتدائية يوجد منها ما يقارب 3222 مدرسة مرتبطة بشبكة الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه أي بنسبة تعادل %70، وحوالي 834 مدرسة تتزود بالمياه عبر الجمعيات المائية التي تعرف إشكاليات عميقة تعوق دورها في ضمان التزود بالماء".
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: عدد المدارس الابتدائية غير المرتبطة تمامًا بشبكات المياه يقدر بـ 527 مدرسة ابتدائية أي بنسبة تقدر بـ %12 ويتم تزويدها عبر طرق غير آمنة ومجهولة المصدر مثل الصهاريج والخزانات
ويقدر عدد المدارس الابتدائية غير المرتبطة تمامًا بشبكات المياه، وفق المنتدى، بـ 527 مدرسة ابتدائية أي بنسبة تقدر بـ %12 ويتم تزويدها عبر طرق غير آمنة ومجهولة المصدر مثل الصهاريج والخزانات التي تنتهجها السلط الجهوية والمحلية في إطار الحلول الهشة وحجزها عن توفير بنية تحتية لائقة". وهذا ما ينجر عنه عديد المضاعفات الصحية والأمراض التي تصيب التلاميذ.
واعتبر المنتدى أن "هذا الواقع ينم على تدني منظومة حقوق الطفل وحقه في تلقي تعليم ذو جودة ضمن بيئة مدرسية صحية كما من شأنه أن يغذي سياسات تتعارض مع كونية حقوق الإنسان وأهمها الحق في الماء".
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: سيدي بوزيد تضمّ 322 مدرسة ابتدائية منها 134 مدرسة مرتبطة بالجمعيات المائية والنصيب الأكبر للمدارس غير المرتبطة بهيكل مزود للماء
وأفاد بأنّ "ولاية سيدي بوزيد تضمّ 322 مدرسة ابتدائية منها 134 مدرسة مرتبطة بالجمعيات المائية والنصيب الأكبر للمدارس غير المرتبطة بهيكل مزود للماء، كذلك ولاية القيروان ليست أحسن حالًا من نظيرتها سيدي بوزيد، حيث يناهز فيها عدد المدارس غير المزودة بالماء حوالي 48 مدرسة، أما ولاية القصرين فنجد أن 95 مدرسة من مجمل مدارسها منقطعة عنها إمدادات المياه".
وذكّرت المنظمة بأنّ "الماء الصالح للشرب يعدّ من أهم مقومات الصحة حيث لا يمكن الحديث عن الصحة دون توفره وذلك نظرًا لأهميته في الحفاظ على النظافة الشخصية"، متابعةً في ذات الصدد أنّ "حالات الإصابة بمرض الالتهاب الكبدي الفيروسي انتشرت خاصة في المدارس الريفية نتيجة غياب الماء الصالح للشرب وعدم ربط المدارس بالصرف الصحي ما يضطر التلاميذ لاستعمال المياه الملوثة".
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: تم في 2018 تسجيل ما يقارب 1372 حالة من مرض الالتهاب الكبدي منها 1294 حالة من النوع "أ" كذلك في 2021 تم رصد 143 حالة عدوى بهذا الفيروس منها 103 حالات في القيروان أي بنسبة تعادل %70
وأفاد المنتدى، في هذا الصدد، بأنه تم في سنة 2018 تسجيل ما يقارب 1372 حالة من مرض الالتهاب الكبدي منها 1294 حالة من النوع "أ" كذلك في سنة 2021 تم رصد 143 حالة عدوى بهذا الفيروس منها 103 حالات في ولاية القيروان أي بنسبة تعادل %70، وذلك وفقا لمصادر وزارة الصحة عبر مطلب نفاذ للمعلومة تقدم به المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
أما فيما يخص الوحدات الصحية، ذكر أنّ أغلب المدارس تفتقر إلى هذه الوحدات وفقًا لتقرير وزارة التربية لسنتي 2023-2022 حيث يقدر عدد المدارس التي لا توجد بها وحدات صحية بـ 128 مدرسة منها 74 متواجدة بولايات الوسط الغربي وهي ولايات القيروان وسيدي بوزيد والقصرين وهي نفس المناطق الأكثر تضررًا من انقطاعات المياه".
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: أغلب المدارس تفتقر إلى الوحدات الصحية حيث يقدر عدد المدارس التي لا توجد بها وحدات صحية بـ 128 مدرسة منها 74 متواجدة بولايات الوسط الغربي سنة 2022-2023
-
توصيات
وأمام هذا الوضع، وجه المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية جملة من التوصيات التي تهمّ كلًّا من وزارة التربية والتعليم ووزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري والشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه بشكل أساسي.
التوصيات العاجلة الخاصة بالعودة المدرسية
- العمل على صيانة دورات المياه خاصة الحنفيات المعطبة ووحدات الصرف الصحي
- توفير كميات من الصابون ومعدات النظافة بصفة دورية ومنتظمة.
- تعزيز الإطار القائم بمهمة التنظيف داخل المدارس.
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: نوصي الحرص على وضع الخزانات المائية بعيدة عن أشعة الشمس ومناطق التلوث في المدارس وتنظيف الصهاريج التي تجلب المياه للمدارس بالوسط الريفي بصفة دورية ومنتظمة
- الحرص على وضع الخزانات المائية بعيدة عن أشعة الشمس ومناطق التلوث في المدارس.
- الحرص على استعمال الخزانات المائية في المدارس الريفية طبقًا لمواصفات وزارة الصحة.
- تنظيف الصهاريج التي تجلب المياه للمدارس بالوسط الريفي بصفة دورية ومنتظمة.
- الحرص على إضافة مادة الكلور في المياه المتأتية من الصهاريج وذلك بكميات آمنة.
التوصيات العامة على المستوين المتوسط والبعيد
- رصد ميزانية لتعميم الربط بشبكات توزيع المياه على كل المدارس الريفية فهو حق دستوري يجب على الدولة احترامه والعمل على تكريسه واعتباره أولوية قصوی.
- توفير الماء الصالح للشرب للمدارس الابتدائية التي تشكو من الانقطاعات المتواصلة للماء بسبب الجمعيات المائية مع ضرورة إيجاد بديل لهذا الهيكل في الأرياف.
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: لا بد من رصد ميزانية لتعميم الربط بشبكات توزيع المياه على كل المدارس الريفية وتوفير الماء الصالح للشرب للمدارس الابتدائية التي تشكو من الانقطاعات المتواصلة للماء بسبب الجمعيات المائية
- دمج مقاربة المسؤولية المجتمعية من خلال تشريك شركات تعليب المياه المعدنية القريبة من المدارس التي تشكو من غياب الماء الصالح للشرب.
- استبدال الصهاريج البلاستيكية الضارة بأخرى فخارية او مصنوعة من مواد صديقة للبيئة وصحية تخضع إلى التعقيم ووقاية الوحدات الصحية المعنية.
- إمكانية اعتماد تقنية حصاد مياه الأمطار وحفر ماجل في المدارس التي تشكو انعدام الربط بشبكات توزيع المياه.
- تسريع النظر في المشاريع المعطلة لتزويد المدارس بالماء الصالح للشرب.
- تبنّي المقاربة الحقوقية في الماء
- تقديم الخدمات والإحاطة الصحية اللازمة للتلاميذ وتعزيز السلوك الصحي لديهم
- احترام الشروط الصحية للبنية التحتية للمدارس ومكافحة الأمراض التي تنتقل بالعدوى.