الترا تونس - فريق التحرير
نظمت عائلات الشهداء وضحايا العنف الأمني في تونس، الثلاثاء 13 فيفري/شباط 2024، ندوة صحفية تطرّقت إلى مستجدات ملفات أبنائهم والعرقلة القضائية التي يواجهونها وخطواتهم القادمة، حيث أجمعوا على بطء سير ملفات أبنائهم، داعين إلى ضرورة أن تأخذ العدالة مجراها، عبر إيقاف ظاهرة الإفلات من العقاب، وفقهم.
عائلات الشهداء وضحايا العنف الأمني في تونس يؤكدون وجود عرقلة قضائية في ملفات أبنائهم، وينتقدون بطء سير الإجراءات واستفحال ظاهرة الإفلات من العقاب
وقد انعقدت هذه الندوة بحضور عائلة شهيد الملاعب الرياضية عمر العبيدي، وعائلة الشهيد عبد السلام زيان وعائلة الشهيد أسامة لعتر وعائلة الشهيد مالك السليمي وعائلة الضحية رامي التيس وعائلة الشهيد أيمن عثماني، بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.
- والدة الشهيد عمر العبيدي:
تحدّثت والدة شهيد الملاعب الرياضية عمر العبيدي، فأكدت في تدخلها على أنّ حق ابنها لم يظهر منذ 6 سنوات، مستنكرة أن يتم تأخير كل الجلسات كل مرة، وقالت: "لا أطالب سوى بحق ابني ولن أسامح فيه".
والدة الشهيد عمر العبيدي: حق ابني لم يظهر منذ 6 سنوات، وتتدهور حالتي الصحية بعد كل جلسة أحضرها في المحكمة ويقع تأجيلها
وطالبت والدة الشهيد بلقاء رئيس الجمهورية لتحدُّثه عن تفاصيل عملية إغراق ابنها عمر، مضيفة: "تتدهور حالتي الصحية بعد كل جلسة أحضرها في المحكمة ويقع تأجيلها".
وتعود أطوار القضية إلى سنة 2018، حين لاحقت عناصر أمنية الشاب محب النادي الإفريقي عمر العبيدي من ملعب رادس إلى وادي مليان بعد مواجهات بين جماهير النادي وقوات الشرطة. وانتهت المطاردة بغرق عمر العبيدي في مياه الوادي ووفاته. ومنذ تاريخ 31 مارس/آذار 2018، انتشرت عبارة "تعلم عوم" وتحولت إلى شعار وحملة احتجاجية ضد الممارسات الأمنية والإفلات من العقاب.
- والدة الشهيد أسامة لعتر:
أما والدة الشهيد أسامة لعتر، فقد أوضحت من جانبها، أنّ ابنها توفي يوم 23 ديسمبر/ كانون الأول 2018، إثر مطاردة أمنية، بعد أن طارده أعوان الأمن لمدة 44 كلم، وفقها.
وتضيف الأم، أنّ قضية ابنها "قضية قتل عمد، ولست قتلًا على وجه الخطأ"، وأشارت إلى أنّه عُيّنت جلسة ابتدائية حُكم فيها على أمني 5 سنوات وآخر 3 سنوات مع النفاذ العاجل، لكن بعد الاعتراض تم تخفيف الحكم إلى سنتين، مسجّلة في هذا الإطار، اعتراضها.
وتابعت والدة الشهيد أسامة لعتر: "أحد الأعوان مازال في حالة سراح إلى الآن، وأخشى بعد الجلسة الاستئنافية أن يقع تخفيف الحكم أكثر، ولا أطالب سوى بأن يلقوا جزاء ما اقترفت أيديهم"، وفقها.
- أم الشاهد في قضية أسامة لعتر:
في هذه القضية نفسها، حضرت والدة الشاهد في قضية أسامة لعتر، في هذه الندوة، وقالت إنّ ابنها شهد بالحق، ونقل ما رآه من أنّ أمنيين هم من قتلوا أسامة، وأضافت: "لكنه منذ شهادته تلك، يتعرَّض للتنكيل بتكرر إيقافه من قبل الأمن، وهو محكوم عليه بسبع سنوات سجنًا حاليًا".
- والدة الشهيد عبد السلام زيان:
أما عن حادثة الشهيد عبد السلام زيان، والتي أثارت الرأي العام في تونس وقتها، فقد تحدثت والدته بأنّ ابنها توفي في الإيقاف في مارس/آذار 2021، بسبب أنّ أعوان الأمن لم يمكّنوه من حقن الأنسولين وهو المصاب بمرض السكّري، وقد أثبت تقرير الطب الشرعي ذلك، وفق تعبيرها.
والدة الشهيد عبد السلام زيان: أعوان الأمن لم يمكّنوا ابني من حقن الأنسولين، وقد أثبت تقرير الطب الشرعي ذلك، وأنا متمسكة بحق ابني وسأتوجه إلى القضاء الدولي
تضيف أم الشهيد: "دخلنا السنة الثالثة تقريبًا ولم يعرف الملف تقدمًا، وأنا متمسكة بحق ابني في تونس، لكني سأتوجه في الوقت نفسه إلى القضاء الدولي بمساعدة جمعيات بالمجتمع المدني التونسي"، وفقها.
يذكر أن الشاب عبد السلام زيان (من مواليد 1991) توفي إثر تعكر حالته الصحية باعتباره مصابًا بالسكري، وهو في حالة إيقاف تحفظي بالسجن المدني بصفاقس، بتاريخ 3 مارس/آذار 2021 قد أثارت استياء وغضبًا كبيرين، وقد تم فتح حقيق قضائي في ظروف وملابسات وفاته.
- والد الشهيد مالك السليمي:
يأخذ والد الشهيد مالك السليمي، الكلمة خلال هذه الندوة الصحفية لعائلات شهداء وضحايا العنف الأمني في تونس، فيقول إنّ تقرير الطب الشرعي مازال لم يجهز بصورة كليّة منذ وفاة نجله، مؤكدًا أنه يملك شهودًا في القضية.
وندّد الوالد بأن تقع فقط نقلة أعوان الأمن المتسببين في قتل ابنه، دون أن يقع إيقافهم عن العمل، وقال: "نريد تطبيق العدالة والقانون".
وتعود أطوار الحادثة إلى تاريخ 31 أوت/أغسطس 2022، "عندما كان الشاب مالك متواجدًا رفقة أصدقائه على متن دراجته النارية بحي التضامن، وأثناء سيرهم بالدراجة قامت سيارة شرطة بملاحقتهم من الخلف مما اضطرهم إلى الوقوف على جانب الطريق".
وتضيف جمعية تقاطع من أجل الحقوق والحريات، في بيان لها، أنه "بعد وقوفهم ونزولهم من الدراجة قام أعوان الشرطة بالتوجه إلى مالك مباشرة وضربه ضربًا شديدًا دون أي سبب يدفعهم للقيام بذلك"، وفقها، مشيرة إلى أن "الضحية مالك حاول المقاومة والهروب من بين أيديهم ليقوموا بدفعه حتى سقط في قناة صغيرة لتصريف مياه الأمطار وأغمى عليه ليبقى هناك إلى حين وصول سيارة الحماية المدنية".
وتتابع: "ومنذ ذلك اليوم بقي مالك في المستشفى تحت العناية الطبية بسبب ما لحقه من كسور عديدة وارتجاج أصاب رأسه، لتزداد حالته الصحية تعكرًا يومًا بعد يوم ما تطلب عناية طبية مشددة، وبقي داخل المستشفى على تلك الحالة حتى توفي يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 2022"، وفق ما ورد في نص الجمعية وكما ورد عن روايات عدد من النشطاء والحقوقيين.
- والدة فادي الهراري:
حادثة ضحية العنف الأمني الأخيرة في هذه الندوة، ذكّرت بأطوار قضية ابنها، وقالت إنّه الشاب الذي يسكن بسيدي حسين، والذي قام أعوان من الأمن بتعريته في الشارع دون أن يقع إيقاف أي عون منهم إلى يومنا هذا، وفق وصفها.
تضيف والدة الشاب فادي: "لم يقع التقدم في ملف القضية أبدًا ما عدا استدعاء ابنها صاحب الـ15 سنة عام وقوع الحادثة، لمكافحة بعض الأمنيين في كل مرة، دون نتيجة تذكر".
تقول إنّ "همّ ابنها الوحيد اليوم هو أن يخرج من تونس عبر قارب هجرة غير نظامية وألا يبقى في البلاد التي أهانته وأذلّته"، منتقدة رفقة بقية المتحدثين، ما وصفوه بـ"الإفلات من العقاب واستقواء الأمنيين في هذه الملفات القضائية، التي يُقتل فيها الشباب التونسي على أيدي من يُفترض أن يحميه" وفق ما جاء على لسان البعض منهم.
وكان مقطع فيديو قد انتشر على منصات التواصل في جوان/يونيو 2021 يوثق اعتداء أعوان أمن بالعنف على شاب بجهة سيدي حسين السيجومي وتجريده من ملابسه واقتياده عاريًا إلى سيارة أمنية على مقربة من مكان الحادثة. وقد أثارت الحادثة استياء واستنكارًا واسعًا من قبل الرأي العام وعديد المنظمات والأحزاب.