16-نوفمبر-2021

مدير المعهد الخاص: وقع إقصاء التلميذ لأنه لا مجال لأن يواصل في المعهد مهما كانت الأسباب

الترا تونس - فريق التحرير

 

أثار فيديو تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الجدل والاستياء بعد أن ظهر في هذا الفيديو، تلميذ يقوم بإلقاء ملابس داخلية نسائية على أستاذه داخل القسم، وهو ما خلق ردود فعل وانتقادات واسعة.

وتحدّث مدير المعهد الخاص من جهته في تصريحه لإذاعة "موزاييك أف أم"، أنه تم طرد التلميذ، قائلاً: "وقع إقصاؤه لأنه لا مجال لأن يواصل في المعهد مهما كانت الأسباب حتى لاعتبارات معنوية، والأستاذ أبدى حرفية كبيرة في هذا الموقف الذي نشدّد على أنه ظاهرة معزولة، فمن المفروض أصلًا ألا يكون التلميذ في المؤسسة في ذلك اليوم لأنه وقع طرده بثلاثة أيام، لكنه أراد أن يستفز أستاذه" وفق قوله.

الأستاذ محمد البديري: أزاول مهنة التدريس منذ ما يزيد عن 35 سنة، لكنها المرة الأولى التي أتعرض فيها إلى حادثة كهذه، وحين بدأ التلميذ بإلقاء الملابس الداخلية، سلّمت أمري لله وأخذت الأمر ببعض الفلسفة

وتابع مدير المعهد الخاص: "التلميذ تحت ضغوطات نفسية واجتماعية معينة وهو يخضع للتأطير من طرف عديد الأساتذة، إذ يعيش ظروفًا استثنائية قاسية في عائلته ويعاني من اضطرابات سلوكية، وقد تم عرضه على طبيب المؤسسة الذي اقترح على والدته أن تقع متابعته، قبل أن تعتذر والدته من الأستاذ والإدارة وقالت إن ابنها بحاجة إلى رعاية أكثر ومتابعة نفسية" على حد تعبيره.

وشدّد الأستاذ محمد البديري الذي تعرّض إلى هذا الموقف من جهته إلى أنّ يزاول مهنة التدريس منذ ما يزيد عن 35 سنة، لكنها المرة الأولى التي يتعرض فيها إلى حادثة كهذه، قال إنها حلقة أخرى من حلقات العنف داخل الوسط المدرسي، متابعًا: "في ذلك الموقف، سلّمت أمري لله وأخذت الأمر ببعض الفلسفة، وقلت لنفسي لا داعي لرد فعل عنيف، إذ كان يمكن أن يصل الأمر إلى ما لا يحمد عقباه" على حد وصفه.

مهاب الخرشاني (ناشط في المجتمع المدني): الطرد من المدرسة قرار غير عقلاني، غير إنساني وغير دستوري.. والمدرسة تتحول تدريجيًا أو لعلها تحولت إلى منظومة سجنية تنتج في "مساجين" للمستقبل

ونشر الناشط في المجتمع المدني وفي مجال حقوق الإنسان والمهتم بالشأن السياسي مهاب الخرشاني في تدوينة له، أنّ التلميذ في الفيديو البالغ عمره 16 سنة من عائلة ميسورة وضحية طلاق.. أتى فعلًا مشينًا تجاه أستاذه، تم عرضه على مختصة نفسية أكدت أنه "يعاني من اضطرابات نفسية شديدة" بسبب خلافات عائلية في فترة حساسة بشهادة في الغرض.. يؤكد مدير المعهد "أنه أبعد ما يكون على العنف".. اليوم يقرر مجلس التأديب طرده من المعهد الخاص/ آخر فرصة لهه في مقعد المدرسة.. كل التقدير للأستاذ الذي تفهم وضعيته ولم يصدر عنه أي رد بل ودعا إلى إحاطته نفسيًا"، وفق قوله، مسجلًا بعض الملاحظات:

  1. "الطرد من المدرسة قرار غير عقلاني، غير إنساني وغير دستوري..
  2. طرده من المدرسة يعني أننا أضفنا رقمًا للمليون ونيف المنقطعين عن التعليم في غضون 10 سنوات، يعني المدرسة تفتت في بنيتها بنفسها وتجهض أي أمل للإصلاح تمامًا كما يفعل السجن.
  3. الإقصاء ثقافة في حد ذاته، إقصاء الغير في مقابل الأنا، إقصاء الفرد في علاقة بالمجتمع، إقصاء المتعلم عن غير المتعلم / الأخلاقي عن غير الأخلاقي.. اليوم الإقصاء كآلية للزجر، مدمر ويجعل من المقصي قنبلة موقوتة..
  4. مرة أخرى المدرسة كنطاق إيديولوجي تتحول تدريجيًا أو لعلها تحولت إلى منظومة سجنية تنتج في "مساجين" للمستقبل..
  5. تعسًا للافتراضي الذي جعل الجميع/ الغوغاء تنتصب محكمة" وفق تحليله.

ونشرت الصحفية أمل الهذيلي تدوينة على حسابها تتساءل: "هل كان التلميذ الذي طرد قد رمى على أستاذه ملابس أخرى غير ملابس النساء وقام بعرضه، هل كان الاستهجان ليكون مثلما صار ويطرد؟ وإذا لم يقع نشر الفيديو في محكمة فيسبوك هل كان سيعاقب أصلاً؟" وفق تعبيرها.

وتفاعل الأستاذ كمال فطومي مع الحادثة بقوله في تدوينة على حسابه بفيسبوك: "في إحدى الإذاعات وعند سؤال مدير المؤسسة التربوية عن الإجراءات التي ستتخذها الإدارة في خصوص التلميذ الذي رمى الملابس الداخلية على أستاذه كانت إجابته بأن استعمال الهاتف الجوال ممنوع داخل القاعة لذلك سيتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية تجاه التلميذ الذي وثّق الحادثة" على حد تعبيره.

وقال الصحفي راسم بن يونس، في تدوينة نشرها على حسابه بفيسبوك، في تفاعله مع الحادثة، أنّ "التلميذ يشكو من اضطرابات "نفسية وعائلية قاهرة" حسب فهمه، و"طبيب المؤسسة أوصى بضرورة توفير متابعة وإحاطة نفسية وسلوكية له"، وإذا بالتلميذ يتم فصله نهائيًا بقرار من مجلس التأديب! أمران لا ثالث لهما، إما أنّ التلميذ لا يشكو من شيء، وفقط المؤسسة التربوية الخاصة وجدت مخرجًا كالعادة يخصّ الحالة النفسية إلخ .. وإما أن التلميذ فعلًا يعاني من اضطرابات نفسية، ووقتها السؤال يكون: لماذا هو ليس في مركز خاص للمتابعة؟ ولماذا وقع رفته الآن بعد أن انتشرت المسألة؟" وفق تساؤله.

وقال الطبيب سيف الدين الزياني من جهته إنّه "لا توجد فقط قلة حياء التلميذ الذي عرض الملابس الداخلية لوالدته على الأستاذ في القسم.. بل هناك أيضًا قلة حياء من صوّر المشهد وعرضه في فيسبوك.. أردتم تشريك الأولياء في اتخاذ قرار علمي طبي بحت لتلقيح الصغار بدعوى أنهم المسؤولين على أبنائهم، نرجو أيضًا أن يقع تشريكهم في المسؤولية ومحاسبتهم على قلة التربية التي أنجبوها.." على حد قوله.

سيف الدين الزياني (طبيب): من المفروض أن تمنع الهواتف الجوالة نهائيًا من المؤسسات التربوية التي أصبحت فقط حضانة يضع فيها الأولياء صغارهم من الثامنة إلى السادسة مساءً كي يتملصوا من مسؤولية تربيتهم والعناية بهم

وتابع الطبيب أنه "من المفروض أن تمنع الهواتف الجوالة نهائيًا من المؤسسات التربوية التي أصبحت فقط حضانة يضع فيها الأولياء صغارهم من الثامنة إلى السادسة مساءً كي يتملصوا من مسؤولية تربيتهم والعناية بهم" على حد تعبيره.

وندّد الولي ثامر بوزيد بن سعد في تدوينة له على حسابه بفيسبوك، بهذا التصرف "المشين" وفق وصفه، مضيفًا: "عن نفسي كوليّ أندد بهذا التصرف المشين وهذا العار الذي لحق مدارسنا وأتضامن مع المدرس وأدعو إلى إجراءات فورية ترد له اعتباره وتحفظ له كرامته.. ثقافة العري والملابس الداخلية ليست بغريبة عنا. تعودنا بها في المسارح، في السينما، في التلفزة، في الشارع... حتى تطبعنا معها وتكاد تكون البذاءة والفحش طبعًا فينا.. ما آتاه ذلك التلميذ زيادة على البذاءة وانعدام الأخلاق والتربية هو تعد على حرمة القسم وكرامة المدرس وهو أخطر وأشد وطئًا من الاعتداء الجسدي" حسب رأيه.

وتساءلت الأستاذة مروى مثاني عبر تدوينة نشرتها على حسابها بفيسبوك، بقولها: "مسلسل الأساتذة وعلاقتهم بالتلاميذ مسلسل سيء الإخراج: من يكرّم ويعطي الورد ومن يرمي على الأستاذ الملابس الداخلية، من يطعن ومن يشتم ومن يقول إن التلميذ ضحية والأستاذ هو المسؤول ومن ناحية أخرى الأساتذة الغاضبون الزاعمين أن مهنتهم شاقة وأن الدولة تظلمهم معنويًا و ماديًا والدراما التي لن تنتهي... بعد كل هذا هل سنستفيد من هذا الصراع العقيم؟ يا هل ترى منظومتنا ستتحسن بعد كل هذا؟ لا أتصور! ما دام ثمة علاقة عدائية قائمة بين الأستاذ والولي وبين التلميذ والأستاذ وبين أفراد المجتمع الواحد والوطن الواحد وكل واحد يرى في نفسه على حق والبقية مخطئين فنحن لن نتحسن أبدا... فلنجتمع ونكون لجنة تدرس الوضعية ككل من جميع النواحي وتسعى لإيجاد الحلول العاجلة لتحسين المنظومة التربوية ووقتها سيتحسن كل شيء... لأن العلاقة العدائية لن تتقدم بنا إلا إلى الأسوأ" وفقها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جمعية الأولياء والتلاميذ: لم يتم التفاعل مع مقترحات "عملية" قدمناها منذ سنوات

بعد اعتدائه على أستاذه.. بطاقة إيداع بإصلاحية المروج في حق التلميذ

"مؤسسة المدرسة" في تونس.. من ينقذها؟