الترا تونس - فريق التحرير
لطالما أثار نشر بعض المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو توثّق زياراتهم إلى القدس والضفة الغربيّة المحتلة، جدلاً واسعًا، في تونس، بين من يعتبرها ممارسات لكسب التعاطف على منصات التواصل، وتدخل في باب التطبيع المقنّع خاصةً في ظلّ الظروف الراهنة والحرب على غزّة، وبين من يعتبر أن هذه الزيارات تعبّر عن شجاعة ومساندة مطلقة للشعب الفلسطيني.
نشر بعض المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو توثّق زياراتهم إلى القدس والضفة الغربيّة المحتلة، يثير جدلاً واسعًا، في تونس
-
مريم الدباغ تشجّع التونسيين على زيارة الأراضي المحتلة
وكانت الناشطة على موقع انستغرام مريم الدباغ واحدةً من المؤثرين الذين صنعوا الجدل في تونس، حيث نشرت مؤخرًا صورًا ومقاطع فيديو لها من القدس والأراضي المحتلة، وقالت إنها تعمل على توزيع تبرعات ومواد غذائية على عدد من العائلات الفلسطينية التي تعاني ويلات الحرب.
ونشرت "المؤثرة" على منصة انستغرام مريم الدباغ مقاطع فيديو لها أثناء إقامة صلاة التراويح في المسجد الأقصى، رغم فرض جيش الاحتلال قيودًا مشددة على المصلين.
المؤثرة على منصة انستغرام مريم الدباغ تروي تفاصيل رحلتها إلى القدس وتشجع التونسيين من حاملي الجنسية المزدوجة على زيارة الأراضي المحتلة
وكشفت الدباغ أنها دخلت القدس والضفة الغربية عن طريق الأردن، مشجعةً التونسيين من حاملي الجنسية المزدوجة على زيارة الأراضي المحتلة وتقديم يد العون للشعب الفلسطيني في ظلّ الحرب والإبادة والتجويع المتواصلين في غزّة.
وتفاعل عدد كبير من الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي، مع ما نشرته الدباغ، فاعتبر البعض أنها خاطرت بحياتها لمدّ يد المساعدة للشعب الفلسطيني ونصرته في قضيته العادلة، وبين من اتهمها بالتطبيع وفسّر ذلك بتكرر زياراتها إلى الأراضي المحتلة وتجاوز نقاط التفتيش والمراقبة التي تسيطر عليها سلطات الاحتلال.
-
الحملة التونسية لمناهضة التطبيع على الخط
من جهتها ندّدت الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني بـ "الزيارات المتكرّرة للمدعوّة مريم الدباغ للأراضي المحتلّة وآخرها زيارتها للقدس وللضفة الغربيّة في ظلّ الظروف الراهنة والحرب على غزّة والتبجّح بذلك عبر حساباتها على مواقع التّواصل الاجتماعي"، معتبرةً أن مثل هذه الممارسات من شأنها إقناع الجماهير بزيارة الأراضي المحتلة والتطبيع مع الفكرة.
الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني: وتيرة التّطبيع مع كيان الاحتلال تتصاعد ومثل هذه الممارسات من شأنها إقناع الجماهير بزيارة الأراضي المحتلة والتطبيع مع الفكرة
وتابعت الحملة في بيان لها، "وتيرة التّطبيع مع كيان الاحتلال تتصاعد، ولا تزال قافلة المطبّعين تواصل سيرها بشكل أكثر وقاحة وعلنيّة كُلّ مرّة. فبعد التّطبيع الأكاديميّ، والرّياضيّ وزيارات التّطبيع المقنّع لأراضي الاحتلال من قبل بعض "الفنّانين"، يأتي الدّور الآن على فئة حاضرة على وسائل التّواصل الاجتماعيّ وفي المنابر الإعلاميّة تعرّف نفسها كمؤثرين ومؤثرات".
وشددت الحملة أن "الحرب مع العدوّ الصهيوني، هي حرب متعدّدة الأوجه، ومختلفة الملامح، حيث يسعى هذا الأخير إلى فرض هيمنته الثّقافيّة وتبييض جرائمه عبر عقود من الزّمن" وحذّرت من التراجع إلى الوراء، لصالح بروباغندا الكيان الصهيوني.
الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني تجدد دعوتها لسن قانون يجرّم التطبيع في تونس وتعتبر أن وكالات أسفار مطبّعة تسوّق لهذه الزيارات التّطبيعيّة
كما أدانت ما وصفتها بـ "وكالات أسفار مطبّعة ما فتأت تتحايل على الرّأي العامّ وتسوّق لهذه الزيارات التّطبيعيّة بتوظيف المشاعر الدينيّة ومقولات زيارة السّجين وفكّ العزلة والتعاطف".
وقالت إن الخطورة تكمن أساسًا في استرسال هذه الزّيارات وتواصلها دون حسيب ولا رقيب، جرّاء الصّمت المتواصل من قبل الحكومات المتعاقبة.
وجددت الحملة دعواتها إلى سنّ نصّ قانونيّ لتجريم التطبيع ويضع حدًا لما أطلقت عليه "المسار التطبيعيّ الممنهج" السّاعي لفرض التّطبيع أمرًا واقعًا على وعي الطبقات الشّعبيّة، حسب البيان.
ويشار إلى أنه كثيرًا ما تلاحق شبهات التطبيع الفنانين بسبب حفلات يشاركون فيها والأكاديميين بشأن محاضرات وندوات يحضرونها والرياضيين كذلك بسبب فعاليات يلعبون ضمنها، وها هي اليوم تلاحق نشطاء على منصات التواصل، ليبقى الجدل قائمًا في ظل اختلاف تام في وجهات النظر.