الترا تونس - فريق التحرير
انتقد رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بصفاقس نعمان مزيد، الأربعاء 5 جويلية/يوليو 2023، ما اعتبره غياب الدولة عن القيام بدورها في الأزمة التي تشهدها صفاقس في علاقة بالمناوشات بين متساكني الجهة وعدد من المهاجرين غير النظاميين.
نعمان مزيد: هناك موجات كبيرة من المهاجرين غير النظاميين التي تفد إلى صفاقس خاصة من جهة الحدود الجزائرية ما خلق أزمة متفاقمة سببها غياب الدولة على الساحة
وقال مزيد، في مداخلة له على إذاعة "شمس أف أم" (محلية)، إن هناك موجات كبيرة من المهاجرين غير النظاميين التي تفد إلى صفاقس، ما خلق أزمة متفاقمة، معقبًا: "نعتبر أن هذه الأزمة سببها غياب الدولة على الساحة".
وأشار، في هذا السياق، إلى أن "المعالجات التي تعتمدها الدولة تقتصر على المقاربة الأمنية، دون أن يكون هناك أي خيار سياسي أو استراتيجية واضحة لاستيعاب هذا العدد من المهاجرين"، لافتًا إلى أن موجات المهاجرين غير النظاميين أصبحت كبيرة جدًا خاصة من الجهة الغربية على مستوى الحدود التونسية الجزائرية".
وأكد رئيس فرع رابطة حقوق الإنسان بصفاقس أنَّ الضحايا في هذه الأزمة ليسوا فقط متساكني صفاقس الذين باتوا يعانون كثيرًا على مستوى راحتهم وسلامتهم الجسدية، بل أيضًا المهاجرين الذين هم في حد ذاتهم ضحايا عصابات الاتجار بالبشر، حسب تقديره.
نعمان مزيد: استقالة الدولة عن دورها جعل من هذه الأزمة تتفاقم ووصلنا إلى مرحلة القتل والاعتداءات وهناك حاليًا 25 مصابًا من المهاجرين غير النظاميين بمستشفى صفاقس من بينهم 5 حالتهم خطيرة
وشدد مزيد على أن استقالة الدولة عن دورها جعل من هذه الأزمة تتفاقم ووصلنا إلى مرحلة القتل والاعتداءات، مشيرًا إلى أن هناك حاليًا 25 شخصًا مصابًا من المهاجرين غير النظاميين بالمستشفى الجهوي بصفاقس من بينهم 5 حالتهم خطيرة، كانوا قد تعرضوا لاعتداءات خلال مناوشات مع تونسيين، على حد قوله.
وقال الناشط الحقوقي إنه في ظل غياب الدولة، أصبح المواطنون يمارسون مفهوم "العدالة الخاصة" وأصبحوا يقومون مقام الدولة ويخرجون المهاجرين من المنازل بطريقة عنيفة"، معتبرًا أن "غياب الدولة خلق فراغًا ملأته موجات العنصرية".
نعمان مزيد: يبدو أن هناك خيارًا مطروحًا لتركيز مركز إيواء للمهاجرين في الجنوب التونسي وتم نقل دفعة أولى من المهاجرين تضم ما بين 150 و200 مهاجر في 3 حافلات ومن المنتظر أن تكون هناك دفعات أخرى
وفي ذات الصدد، أشار مزيد إلى أنه "يبدو أن هناك خيارًا مطروحًا لتركيز مركز إيواء للمهاجرين في الجنوب"، لافتًا إلى أنه تم نقل دفعة أولى من المهاجرين تضم ما بين 150 و200 مهاجر في 3 حافلات إلى المركز، ومن المنتظر أن تكون هناك دفعات أخرى"، على حد تصوره.
وتجدّدت الاحتجاجات الليلية بمدينة صفاقس، ليل الثلاثاء 4 جويلية/ يوليو 2023، لليلة الرابعة على التوالي، والتي يطالب خلالها سكان المدينة بترحيل المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، مقابل تداول عدة فيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي، تُظهر معاملة سيئة ضد هؤلاء المهاجرين، عبر تجميعهم في مكان واحد، ومطالبة الأمن التونسي بإيجاد حل لهم.
وتعيش صفاقس (جنوب تونس) التي تعرف غيابًا لوالٍ عليها ـ محافظ ـ منذ أشهر، وهي تحتضن أكبر عدد من المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، على وقع مناوشات متعددة بين سكانها وهؤلاء المهاجرين مؤخرًا. وتختلف الروايات حول الأسباب وقد تطورت إلى احتجاجات منذ حوالي أسبوع للمطالبة بترحيل هؤلاء المهاجرين.