الترا تونس - فريق التحرير
عقد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الأربعاء 13 سبتمبر/ أيلول 2023، ندوة صحفية للإعلان عن نتائج دراسة بعنوان "إنفاق المجتمع على التعليم: بين وهم المجانية والإرهاق المادي للعائلات"، أين خلُص إلى أنّ 94 دينار تقريبًا هو معدل إنفاق العائلة التونسية على التلميذ الواحد في الدروس الخصوصية في التعليم الابتدائي، وأنّ نسبة من يتلقونها في الإعداديات تقدّر بـ61% من مجموع التلاميذ.
عضو بمنتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: ارتفعت كلفة العودة المدرسية التي تدفعها العائلة سنويًا بنسبة 48% بين سنتي 2021 و2023
وأكد عضو المنتدى منير حسن، أنّ "مجانية التعليم تحولت إلى وهم لسببين أساسيين، باعتبار أنّ كلفة العودة المدرسية التي تدفعها العائلة سنويًا كبيرة جدًا إذ ارتفعت بنسبة 48% بين سنتي 2021 و2023"، موضحًا أنّ معدل الزيادة في أسعار الكراس المدرسي يقدّر بـ 75%، مقابل زيادة بـ 14% في الكتاب المدرسي.
واستغرقت هذه الدراسة عامين وشملت عيّنة عشوائية من ولاية المنستير تشمل 1000 تلميذ، وقال عضو المنتدى: "تقفينا أثر الدروس الخصوصية، وهي الظاهرة التي تستفحل من سنة إلى أخرى بشكل أصبح يرهق العائلة، وأصبحت وباء ينخر المنظومة التربوية، وتمس من مبدأ تكافؤ الفرص، بل إنها بدأت تنخر الجامعة على مستوى المدارس العليا التحضيرية لكليات الهندسة" وفق تعبيره.
عضو بمنتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: معدل الزيادة في أسعار الكراس المدرسي يقدّر بـ 75%، مقابل زيادة بـ 14% في الكتاب المدرسي
وأضاف منير حسن: "كل التلاميذ بلا استثناء يتلقون دروسًا خصوصية في مادة على الأقل في الإعداديات النموذجية، وبالتالي فإنّ عملية تقييم التلميذ لم تعد قائمة على القدرات المعرفية والتربوية بل مبنية على القدرة المادية للتلميذ".
وأشار حسن إلى أنّ الدروس الخصوصية يطلبها الولي لتحسين مستوى أبنائه، ويقوم بها المدرّس لتحسين وضعه المادي، مؤكدًا أنّ 67% من تلاميذ الابتدائي يتلقونها، وأنّ 83% من محتواها يأتي لتدعيم ما يتلقاه التلميذ في القسم، لافتًا إلى أنّ 51% من الدروس الخصوصية يدرّسها مدرّس القسم نفسه، وهو الممنوع بالقانون.
عضو بمنتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: الدروس الخصوصية يطلبها الولي لتحسين مستوى أبنائه، ويقوم بها المدرّس لتحسين وضعه المادي
واستنكر منير حسن قيام منظومة الكفايات الأساسية على عدم إعطاء قيمة للمعرفة وهو ما جعل التلميذ يبحث عن سند مدرسي من خلال ما وصفها بـ"السوق العشوائية للدروس الخصوصية".
وشدّد منير حسن على أنّ "عنصر مجانية التعليم ذاهب للتبخر، وبقيت المجانية فقط في الترسيم وفي مستوى الحضور المدرسي، وهو ما يتناغم مع سياسات الخوصصة للدولة" وفقه.