13-أبريل-2019

أصبحت البنوك المورد الثاني للتداين بالنسبة للأسر التونسية بنسبة 24 في المائة (صورة أرشيفية/ فتحي بلعيد/ أ ف ب)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

تعتبر حوالي ثلثي العائلات التونسية (حوالي 1,8 مليون أسرة) أنه لا يمكن الاستغناء عن التداين بجميع أصنافه وأنواعه ولا يمكنها أن تعيش من دون ذلك بسبب الظروف الصعبة بحسب ما كشف عنه بحث ميداني أنجزه المعهد الوطني للاستهلاك في ديسمبر/ كانون 2018، ويناهز عدد الأسر التونسية 2,8 مليون أسرة مكونة في المعدّل من أربعة أفراد.

وأظهر البحث المنجز على عينة شملت 3015 رب أسرة (وفقًا لآخر الخصائص السكانية)، أن 27 في المائة من الأسر التونسية (757 ألف أسرة) تعتقد أن التداين ضرورة يمليها ضعف القدرة الشرائية و27 في المائة تعتقد أن التداين ورطة يصعب الخروج منها و20 في المائة ترى في التداين حلًا لتحسين ظروف العيش.

عبّرت 30 في المائة من الأسر التونسية عن استعدادها للتداين مرة أخرى

وبيّن المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك طارق بن جازية، في حوار مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، أن مخرجات البحث أبرزت أن 20 في المائة من الأسر المتداينة تستخدم هذه الآلية لتسديد ديون أخرى والدخول بالتالي في دوامة متواصلة من التداين. وعبّرت 30 في المائة من الأسر عن استعدادها للتداين مرة أخرى في حين ردّت 28 في المائة أنه بالإمكان أن تعيد الكرّة فيما أكدت 30 في المائة من العينة المستجوبة أنه من المستحيل إعادة التجربة. من جانب آخر، يرى 80 في المائة من التونسيين (8 من 10 أسر) أن مستوى التداين مرتفع في تونس.

كما تمت ملاحظة تطور لافت لنسبة التداين الأسري خلال سنة 2017 إذ بلغ مستوى 31 في المائة مقابل 29,1 في المائة في 2014، علاوة على التطور الهام في نسبة القروض صعبة الاستخلاص أو في حالة نزاع من جملة القروض الممنوحة للأسر والتي بلغت قيمتها 919 مليون دينار.

استعمالات الديون

أساسًا ما قبل 2018، كانت هذه الديون مخصصة لتحسين المسكن ولمجابهة المصاريف اليومية في درجة أقل ثم لتمويل المشاريع فالزواج والعلاج. إلا أنه في العام المنقضي انقلبت الوضعية لتتصدر المصاريف اليومية المرتبة الأولى، يليها تحسين المسكن، فالعلاج ثم مصاريف الدراسة وتمويل المشاريع، لترتفع بذلك حصة استعمالات الديون المخصصة لمجابهة هذه المصاريف، إلى جانب تكاليف العلاج والدراسة، إلى 61 في المائة من مجمل الاستعمالات خلال سنة 2018 مقابل 34 في المائة فقط قبلها، وفق ما كشف عنه البحث.

الاقتراض من المحيط العائلي والمقربين أصبح يتصدر المرتبة الأولى كمورد للتداين لتصل النسبة إلى 32,5 في المائة في 2018

وقد صرح 42 بالمائة من أرباب الأسر (1268 من جملة العينة 3015) أنّهم كانوا أو أحد أفراد أسرتهم في وضعية تداين قبل سنة 2018، مقابل 25 في المائة بعدها. كما يتبيّن من توزيع الأسر المتداينة حسب عدد الديون المبرمة أن أغلبها (70 في المائة) عليها دين واحد، مقابل 20 في المائة عليها دينان اثنان في ما يجابه 10 في المائة من العينة 3 ديون فأكثر قبل 2018. ويواجه 43 في المائة من المستجوبين رصيدًا بنكيًا سلبيًا.

وأمام صعوبة الحصول على قرض بنكي، تبعًا للترفيع في نسبة الفائدة المديرية، فإن الاقتراض من المحيط العائلي والمقربين أصبح يتصدر المرتبة الأولى كمورد للتداين لتصل النسبة إلى 32,5 في المائة في 2018، يليه الاقتراض البنكي (24 في المائة) فقروض الجمعيات التنموية (17 في المائة)، مقابل تصدر البنوك كمورد أول للتداين قبل 2018 (57 في المائة) يليه الاقرباء (17 في المائة) فقروض الجمعيات التنموية (12 في المائة).

 

اقرأ/ي أيضًا:

الترفيع في نسبة الفائدة المديرية.. هل يمثل حلًا؟

معهد الاستهلاك: قيمة التبذير الغذائي لدى التونسيين تبلغ 572 مليون دينار!