الترا تونس- فريق التحرير

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي من "فيسبوك" و"تيك توك" فيديو لطبيبة ترقص على أنغام إحدى الأغاني رفقة زملائها بقاعة العمليات أثناء إجراء عملية توليد قيصرية لإحدى المريضات. ما خلّف استهجانًا كبيرًا واستنكارًا واسعًا من قبل الكثيرين، دون أن يمنع ذلك البعض من مساندة هذه الطبيبة بعد الانتقادات العديدة التي وجهت إليها.

فيديو "تيك توك" لطبيبة ترقص على أنغام إحدى الأغاني رفقة زملائها بقاعة العمليات أثناء عملية توليد يخلّف استنكارًا واسعًا

وقد نشرت الإعلامية شيماء بوهلال تدوينة على حسابها بالفيسبوك عبّرت فيها -متهكمة- عن سعادتها بهذا الفيديو الذي "يصوّر على ما يبدو مقاطع من خياطة أحشاء أمّ بعد عملية قيصرية، لا أعلم إن كانت على دراية بأن دماءها وعضلات رحمها قد تمت استباحتها من قبل من صوّرت الفيديو" وفق قولها.

وتابعت بوهلال في تدوينتها أنها سعيدة "لأن الفيديو لا يفضح حرمة مريض فقط، بل يفضح معنى الكرامة (أو نكرانها) لدى مجموعة ممن دافع عن الفيديو وكأنه تصوير لعصفور يزقزق… ويفضح أيضًا أسباب غياب كرامة المريض، لأنها نتيجة مباشرة لمعنى الكرامة الذي يؤمن به الطبيب أو الممرض المباشر له".

وعبّر الإعلامي هيثم المكي في تدوينة نشرها على حسابه بالفيسبوك أنه قبل التفكير في الفيديو يجب أولًا التفكير في "حب الظهور والهوس بجلب الأنظار في مجتمع الفرجة الذي أنتجته الشبكات الاجتماعية، والذين أصبحوا يقضّون يومهم في عرض كل تفاصيل حياتهم في إطار مسابقة يومية دائمة من أجل تحصيل الشهرة وجمع التفاعلات وتكديس المتابعين..".

الإعلامي هيثم المكي: من الطبيعي بعد فيديوهات: هذا فطوري، هذا مكياجي، هذه عطلتي.. شاهدوني وأنا أرقص، أسبح، أمارس الرياضة.. أن نصل لمرحلة: شاهدوا أمعاء مريضي"

واعتبر المكي أنّ الحفاظ على حد أدنى من الخصوصية والفصل بين الحياة العامة والحياة الشخصية جزء من كرامة الإنسان، ووصف ساخرًا أنّه "من الطبيعي بعد فيديوهات: هذا فطوري، هذا مكياجي، هذه عطلتي.. شاهدوني وأنا أرقص، أسبح، أمارس الرياضة.. أن نصل لمرحلة: شاهدوا أمعاء مريضي" وفق تدوينته.

وفي السياق نفسه عبّر الطبيب محمد العرفاوي أنه "في غياب القدرة عند بعض الزملاء على التنديد بصورة واضحة بما صدر من طرف زميلة طببية في وسط قاعة عمليات، أعتقد أن الخيار الذي بقي لهم هو التزام الصمت.. لأن الطبيب لا يملك أن يصوّر مريضًا إلا لأسباب علمية وبعد أخذ إذنه في ذلك على ألا يكون في هاته الصور أدنى دليل على هوية المريض" وفق قوله.

الطبيب محمد العرفاوي: الطبيب لا يملك أن يصوّر مريضًا إلا لأسباب علمية وبعد أخذ إذنه في ذلك على ألا يكون في هاته الصور أدنى دليل على هوية المريض

وأبدى العرفاوي تفهمه لظروف العمل والصحة الذهنية للعاملين في قطاع الصحة، وهو ما يمكن نشره وتداوله، قائلًا: "لكن هذه البكائيات لا تنفي أهمية احترام الحقوق الدنيا للمريض، الحرمة الجسدية والنفسية". متأسفًا لما سيصيب المريضة بعد أن تستيقظ من العملية لتجد وسائل التواصل الاجتماعي تتداول صور أحشائها، مضيفًا: "القضية لا تحتمل التنسيب، لا من قبيل القطاعية المهنية لا من قبيل الاشتراك في نفس المعاناة، إما أن تدين صراحة.. أو الصمت".

وأكد المدير الجهوي للصحة في باجة إلياس عمار في هذا الصدد لدى تدخله بإذاعة "موازييك أف أم" الأربعاء 5 ماي/ آيار 2021، أنه وقع فتح تحقيق حول هذا الفيديو بحيث يتحمّل كل فرد مسؤوليته، قائلًا إنه لا توجد موسيقى بقاعة العمليات لكن وقع تركيبها من تطبيق "تيك توك".

المدير الجهوي للصحة في باجة إلياس عمار: المريضة التي أجريت لها العملية كانت واعية لحظة التصوير.. والفريق الطبي المعني بالحادثة "منهار بعد الانتقادات

وتابع عمار أن المريضة التي أجريت لها العملية كانت واعية لحظة التصوير وأطلقت الزغاريد فرحًا بنجاتها ورضيعها، مشيرًا في المقابل إلى أنّ الفريق الطبي المعني بالحادثة "منهار خاصة وأنّه قضّى أكثر من 6 أيام في قسم الإنعاش وأجرى هذه العملية في الوقت الذي يتابع فيه الناس مسلسلات رمضان، وقد أخطأوا صحيح، لكن الانتقادات كانت قاسية" وفق وصفه.

اقرأ/ي أيضًا: 

النقابة العامة للأطباء تحذر من فتح أي مركز للتلقيح خلال أيام الإضراب

تحت إشراف رئاسة الحكومة: بعث هيئة عليا لمتابعة وتقييم التعاطي مع جائحة كورونا