الترا تونس - فريق التحرير
كشفت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في تقريرها السنوي لسنة 2017 أنها تعهدت بالتحقيق في شبهات فساد في قطاع المعادن النفيسة.
وبينت أنه رغم احتكار البنك المركزي لعملية توريد الذهب الخالص وتوزيعه على الحرفيين، يؤكد المتابعون للقطاع أن الكميات المعروضة تتجاوز بكثير ما يوفره البنك المركزي، مما يعزز الشبهات بخصوص مصادرها ومطابقتها.
وأشارت، في هذا الإطار، أنها تعهدت بمقتضى عريضة يتعلق موضوعها بشبهة تورط مجموعة في شبكة للاتجار بالمصوغ المدلس وافتعال طابعه وذلك بتواطؤ عناصر أمنية بإحدى جهات مدينة المهدية، وبعلم أمين الصاغة بالمنطقة. وقالت إنها أحالت هذا الملف للقضاء بعد تحرياتها التي أثبتت تشكيل تكوين عصابي تخصص نشاطه الإجرامي في الاتجار بالمعادن النفيسة مجهولة المصدر وغير المطابقة للمواصفات ويشوبها الغش والتدليس.
عناصر في الديوانة وإطارات سامية في وزارة المالية تورطت في ملفات فساد في قطاع المعادن النفيسة
وأشارت أن رئيس هذه العصابة استغل نفوذه وعلاقاته مع جهات أمنية تجعله فوق المحاسبة والردع، كما سبق لهذا الأخير أن تدخل لفائدة أحد التجار قصد تسريح بضاعته من مصالح الديوانة بعد حجزها وذلك مقابل مبلغ مالي رشوة لأطراف من الديوانة.
وتحدثت الهيئة عن في ملف آخر تعهدت به حول وجود مجموعة من الأشخاص المشتبه في تعاطيهم لتجارة الذهب بدون رخصة، مع شخص يقوم بتصنيع المصوغ المدلس بمنزله بصفة سرية واستعمال طابع مدلس جلبه من الخارج، وشخص آخر انتحل صفة خبير، وبينت أن رئيس المجموعة لديه علاقات مع أطراف في الديوانة إذ قام بتسوية وضعية أحد التجار بتسريح بضاعته من الذهب المحجوز مقابل رشوة بقيمة 10 آلاف دينار.
وأشارت الهيئة أيضًا لتورط إطارات سامية في وزارة المالية في ملف أحالته للقضاء حول تعامل هذه الإطارات مع كبار المصنعين والتجار في قطاع المعادن النفيسة لحماية مصالحهم ومن ذلك التغطية عليهم في محاضر غش وتدليس طوابع قانونية.
وورد في تقرير الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد أيضًا حالة قيام رئيس مكتب الضمان من أواخر التسعينيات إلى غاية أوت/أغسطس 2015 بتعاملات مشبوهة مع تجار وحرفيين تتمثل في تمكينهم بطريقة غير قانونية من إنجاز معاملات بأسماء غيرهم وبهويات غير صحيحة وبمسك دفاتر مدلسة بخصوص الذهب المعد للتكسير، وذلك مقابل حصوله على عمولات.
اقرأ/ي أيضًا:
سوق الذهب في تونس.. كساد غير مسبوق وتجار المصوغ يستغيثون
تقرير دائرة المحاسبات: 10 خروقات خطيرة في مستشفى عزيزة عثمانة