الترا تونس - فريق التحرير
علقت هيئة مهرجان صفاقس الدولي، الاثنين 8 أوت/أغسطس 2022، على الجدل الحاصل بخصوص ما حصل خلال العرض المسرحي للممثل لطفي العبدلي، مؤكدة أن "الارتباك الذي شاب العرض كان خارجًا عن نطاقها"، وفقها.
هيئة مهرجان صفاقس: "الارتباك الحاصل في عرض لطفي العبدلي كان خارجًا عن نطاقنا وتدخلنا في عدة مناسبات لتفادي الإشكال وتأمين سلامة الجمهور وكل من كان في المسرح"
وأكدت، في بلاغ لها، أنها اتخذت جميع الإجراءات التنظيمية المنوطة بعهدتها، مشددة على أن "العرض انطلق في ظروف عادية" وأنها تدخلت في الحين عند توقفه في عدد من المناسبات "لتفادي الإشكال وتأمين سلامة الجمهور وكل من كان في المسرح"، حسب ما ورد في البلاغ.
ومن جانب آخر، نوهت بـ"مجهودات الأمنيين لتطويق الإشكال وتأمينهم لخروج الجمهور"، وفق تعبيرها، مؤكدة أن "بقية العروض متواصلة حسب البرمجة المعلنة في الدورة الـ42"، وفق البلاغ ذاته.
في المقابل، ندد منتج عرض لطفي العبدلي في مهرجان صفاقس الدولي محمد بوذينة، الاثنين، بما حصل في العرض، مؤكدًا أنه منذ عشية الأحد 7 أوت/أغسطس الجاري، تم إعلامه من قبل مدير المهرجان بأن هناك أحداثًا غريبة وتجييشًا يحصل، مستدركًا القول إنه كان يتوقع أن هناك بعض الأشخاص من الجمهور ستحضر لتشويش العرض ولم يكن يتصور أن ذلك سيحصل من أمنيين، وفقه.
منتج عرض العبدلي: ما راعنا إلا أن دخل بعض الأمنيين وأرادوا التهجم على العبدلي وأحسسنا أن حياتنا كانت معرضة للخطر
وتابع، في تصريح لـ"إذاعة موزاييك أف أم": "بانطلاق العرض، ما راعنا إلا أن دخل بعض الأمنيين وأرادوا التهجم على العبدلي"، معقبًا القول: "كانت هناك نية مبيتة لقتل العبدلي لولا وقوف الجمهور إلى صفه"، حسب تصريحه.
وأكد محمد بوذينة أنه تم الاعتداء عليه بالعنف، مستطردًا: أحسسنا أن حياتنا كانت معرضة للخطر"، مشيرًا إلى أن القيادات الأمنية حاولت التهدئة لكن الأعوان الذين دخلوا الركح لم يستجيبوا لهم"ن على حد روايته.
وأفاد المنتج بأنه تم تهريب لطفي العبدلي في سيارة المعدات، لافتًا إلى أنه تم تهديده بالقول: "اليوم لن يخرج من صفاقس حيًا"، حسب تصريحه.
وكانت قد ضجت صفحات التواصل الاجتماعي انطلاقًا من ليل الأحد 7 أوت/ أغسطس 2022، بفيديوهات مباشرة وتدوينات لنشطاء وفنانين وحقوقين، مندّدين بما قالوا إنها محاولة النقابات الأمنية إيقاف مسرحية الفنان لطفي العبدلي وهو على الركح، في مهرجان صفاقس الدولي.
ونشر لطفي العبدلي نفسه على حسابه الرسمي على فيسبوك، التالي: "التوصيف القانوني لما تعرض له محمد بوذينة منتج المسرحية، اسمه: الشروع في القتل! حالته استوجبت نقله لقسم الاستعجالي.." وفق قوله.
كانت الداخلية قد قالت إنه "تمّ تأمين العرض منذ بدايته إلى حين خروج الجماهير كما تمّت مرافقة عارض المسرحيّة إلى مقرّ إقامته بأحد النزل" وهو ما نفاه المنتج الذي قال إنه وقع تهريب العبدلي في سيارة معدات
في المقابل، نشرت وزارة الداخلية التونسية على إثر هذه الحادثة، بلاغًا، نفت فيه "ما راج بخصوص رفض أعوان الأمن مواصلة تأمين عرض مسرحي بمهرجان صفاقس الدّولي"، مؤكدة أنه "تمّ تأمين العرض المذكور منذ بدايته إلى حين خروج الجماهير كما تمّت مرافقة عارض المسرحيّة إلى مقرّ إقامته بأحد النزل إثر نهاية العرض".
وأشارت الوزارة إلى أن المسرحي المذكور (لطفي العبدلي) "قام بحركة لا أخلاقيّة تجاه أعوان الأمن خلال العرض ممّا تسبّب في حالة تشنج في صفوف بعض الأمنيّين المكلفين بتأمين مختلف فعاليات مهرجان صفاقس الدّولي، وبتدخل المسؤولين تمّ تهدئة الأوضاع ومواصلة العرض في ظروف عاديّة" وفق روايتها.
وتمّت مراجعة النيابة العموميّة ومدّها بمُجريات الأحداث، وفق البلاغ الذي قال إن النيابة "أذنت بفتح محضر بحث عدلي حول حيثيّات الواقعة، كما تمّ فتح بحث إداري لدى مصالح وزارة الدّاخليّة حول الموضوع"، وأكدت الوزارة "التزامها بمبادئ حقوق الإنسان لحرية الرأي والتعبير في نطاق ما يُخوّلهُ القانون والنصُوص الترتيبيّة الجاري بها العمل".