الترا تونس - فريق التحرير
أصدرت الهيئة المديرة لجمعية مهرجان المنستير الدولي، السبت 6 أوت/ أغسطس 2022، بلاغًا أعلنت فيه إلغاء مسرحية مقداد السهيلي "حسين في بكين"، وتعويضها لاحقًا بعرض مسرحي آخر، وفقها.
إدارة مهرجان المنستير الدولي: إلغاء مسرحية مقداد السهيلي يأتي بعد سابقة إعلامية وقع فيها المس من شخصية الزعيم الرئيس الحبيب بورقيبة
وكان العرض المسرحي، مبرمجًا للأحد 7 أوت/ أغسطس 2022، ورأت هيئة المهرجان إلغاءه "تفاعلًا مع ما أبدته شرائح من أبناء المدينة ومن أحباء المهرجان من عزوف عن هذا العرض في علاقة بسابقة إعلامية وقع فيها المس من شخصية الزعيم الرئيس الحبيب بورقيبة" وفق البلاغ.
وأكد البلاغ "حرص إدارة المهرجان على تجنب كل ما يفهم منه التشجيع على المس من رموز المدينة من قريب أو بعيد" وفقها.
وقد خلّف هذا القرار، تفاعلًا واسعًا وانقسامًا في الآراء بين نشطاء السوشال ميديا، بين مؤيد ورافض، وقد دوّن الصحفي بسام بوننّي على حسابه بفيسبوك بقوله: "كتبت قبل أيام أن أخطر ما في الأمر أننا نُسجل كلّ يوم إضافة خطّ أحمر بقرار مُجتمعي.. لديك مشكل مع مقداد السهيلي؟ دعنا نترجم ما حدث معه لحالة أخرى شبيهة: تقديم كتاب لجيلبار نقاش أو أي كاتب آخر نقد بورقيبة.. هل هذا ممكن؟ لا" وفقه.
وكتب أمين عام الحزب الجمهوري عصام الشابي من جانبه، أنّ "قرار إدارة مهرجان المنستير إلغاء عرض العمل المسرحي للفنان مقداد السهيلي (حسين في بكين) بسبب ما وصف بالمس من شخصية بورقيبة، هو قرار خطير وردة عن المكتسبات واعتداء على حرية الإبداع ومدخل لتقييد الفكر وتحنيطه" وفقه.
عصام الشابي: برمجة عرض مقداد السهيلي في أكثر من مهرجان هو الرد المناسب على أصحاب الفكر المتكلس
واعتبر الشابي أنّ "برمجة هذا العرض في أكثر من مهرجان هو الرد المناسب على أصحاب الفكر المتكلس والتجسيد الفعلي لرفض خنق الحرية ووأدها" على حد تقديره.
وجاء في إحدى التفاعلات أنّه "إذا كان الحبيب بورقيبة يعتبر من المقدسات لدى أهالي المنستير، لماذا لم نسمع تنديدًا ضد انقلاب بن علي على بورقيبة؟ أو احتجاجًا على وضعه في الإقامة الجبرية في منزله؟ أو احتجاجًا على عزل بورقيبة عن الناس أو طريقة دفنه! رغم أنّ المنستير أكثر من انتفعت من نظام بورقيبة، إذ خصها ببرنامج تنموي وميزها عن بقية الجهات بمدرسة وحيدة لطب الأسنان وبمدرسة وحيدة للصيدلة، فضلًا عن بقية المجالات الصناعية والسياحية والفلاحية" وفق التدوينة.
وقد اعتبر البعض الآخر أنّ "الحبيب بورقيبة زعيم، ويظل أفضل رئيس جمهورية مرّ على تونس، أحب من أحب وكره من كره".
وقد أكد مدير مهرجان المنستير الدولي يافت بن حميدة، في تصريحه الأحد 7 أوت/ أغسطس 2022، لإذاعة "موزاييك أف أم" (محلية)، أنّ "جزءًا من الرأي العام في المنستير ليس ضد مقداد السهيلي ولكنه ضد تصريح تلفزي أدلى به منذ سنوات، أعاد النشطاء تداوله مؤخرًا ورأوا فيه مسًا من بورقيبة، مع حالة من التأليب والتحريض على هذا العرض" وفقه.
مدير مهرجان المنستير: أهالي المنستير لديهم حساسية ضد كل ما يمس من بورقيبة، ورأينا أن من مصلحة الجميع تجنّب أي شكل من أشكال الصدام الممكن حدوثه
وأضاف بن حميدة: "رأينا أن من مصلحة كل الأطراف أن نجنب أنفسنا أي شكل من أشكال الصدام الذي من الممكن أن يقع، خاصة وأنّ أهالي المنستير لديهم حساسية ضد كل ما يمس من الحبيب بورقيبة، ولم ينسوا تصريح السهيلي الذي هو على علم بهذا الإشكال منذ شهر، وكان إلغاء العرض متوقعًا" وفق تأكيده، نافيًا أن يكون هناك "أي نوع من الصنصرة".
ويشار إلى أنّ مهرجان المنستير الدولي انطلق في دورته الـ49 من 16 جويلية/ يوليو ليتواصل إلى غاية 19 أوت/ أغسطس 2022.