08-أغسطس-2024
إفريقيا الهجرة

ليست هذه المرة الأولى التي يؤكد فيها مسؤول رفيع المستوى في إيطاليا أنّ أرقام تدفقات المهاجرين غير النظاميين في اتجاه بلدهم تراجعت بشكل ملحوظ (صورة أرشيفية/ حسن مراد/ defodi images)

الترا تونس - فريق التحرير

 

قال وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو بيانتيدوزي، الخميس 8 أوت/أغسطس 2024، إن "البيانات المتعلقة بالمهاجرين الوافدين إلى إيطاليا عن طريق البحر أظهرت انخفاضًا حادًا مقارنة بالعام الماضي، بما يعادل حوالي 63%"، كما "أبرزت أيضًا تراجعًا بنحو 20% مقارنة بعام 2022 إبان الحكومة السابقة".

وزير داخلية إيطاليا: "البيانات المتعلقة بالمهاجرين الوافدين عن طريق البحر أظهرت انخفاضًا حادًا مقارنة بالعام الماضي، بما يعادل حوالي 63%"

وأضاف وزير الداخلية الإيطالي، مخاطبًا مجلس النواب الإيطالي وفق ما نقلته وكالة "آكي" للأنباء، أنّ "هذه النتائج الهامة هي ثمرة لخطوط العمل الاستراتيجية التي اتخذتها السلطة التنفيذية، والتي تهدف إلى مكافحة الاتجار بالمهاجرين والامتثال بشكل أكثر صرامة لقواعد الهجرة وخلق تعاون أكثر فعالية مع بلدان المنشأ وعبور التدفقات"، على حد قوله.

وفي ذات الصدد، ذكر أنّ العمل المحرز "لا يقتصر على زيادة الإمدادات الآلية وأنشطة تدريب الأفراد العاملين في مكافحة الهجرة غير النظامية، على الرغم من ضرورة ذلك"، معقبًا: "نحن في الواقع نعمل على تعزيز وتطوير المشاريع الرامية إلى تشجيع العودة الطوعية إلى الوطن بمساعدة بلدان العبور، من خلال مقاربة مبتكرة تمامًا".

وزير داخلية إيطاليا: هذه النتائج الهامة هي ثمرة لخطوط العمل الاستراتيجية التي اتخذتها السلطة الإيطالية والتي تهدف إلى الامتثال بشكل أكثر صرامة لقواعد الهجرة وخلق تعاون أكثر فعالية مع بلدان المنشأ وعبور التدفقات

وأضاف المسؤول الإيطالي أنه "بالاتفاق مع الهيئات الدولية مثل المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يتم بالفعل تقديم بدائل في ليبيا وتونس تسمح بمرافقة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية مما يساعدهم على إعادة الاندماج في النسيج الاقتصادي والاجتماعي"، حسب تأكيده.

وليست هذه المرة الأولى التي يؤكد فيها مسؤول رفيع المستوى في إيطاليا أنّ أرقام تدفقات المهاجرين غير النظاميين في اتجاه بلدهم تراجعت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، خاصة بعد سلسلة الزيارات التي أدتها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى تونس وعقبتها عدة زيارات لوزراء إيطاليين.

ليست هذه المرة الأولى التي يؤكد فيها مسؤول رفيع المستوى في إيطاليا أنّ أرقام تدفقات المهاجرين غير النظاميين في اتجاه بلدهم تراجعت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة

وسبق أن أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في مداخلة لها أمام مجلس الشيوخ على ضوء انعقاد المجلس الأوروبي في مارس/آذار المنقضي، عن تقلص ملحوظ لتدفقات الهجرة غير النظامية، مستدركة القول: "لكن لا ينبغي لنا أن نقلل من مستوى حذرنا على صعيد الهجرة على أية حال".

وأكدت، وفق ما نقلته الوكالة ذاته، أنه "من المهم أيضاً توسيع التعاون مع البلدان الإفريقية، في إطار مكافحة شبكات الاتجار خارج الحدود الأوروبية"، وفق تصريحها.

يذكر أنّه تم في 16 جويلية/يوليو 2023، توقيع "مذكرة تفاهم" بين تونس والاتحاد الأوروبي حول "شراكة استراتيجية وشاملة"، وتهم بالأساس ملف الهجرة غير النظامية. وقد قام بتوقيعها الرئيس التونسي قيس سعيّد ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

وقد طالت مذكرة التفاهم عديد الانتقادات على الصعيد الحقوقي في تونس، واعتبر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أنّ هذه المذكرة "خطيرة وتكرس دور الحارس والسجان"، وفق توصيفه.

وفي الأثناء، ارتفع عدد المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء المتواجدين خاصة في منطقتي العامرة وجبنيانة من ولاية صفاقس، التي تعد بمثابة نقطة انطلاق وعبور لعديد المهاجرين غير النظاميين من تونس إلى إيطاليا.

في الأثناء، ارتفع عدد المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء المتواجدين خاصة في منطقتي العامرة وجبنيانة من ولاية صفاقس التي تعد بمثابة نقطة انطلاق وعبور لعديد المهاجرين من تونس إلى إيطاليا

وما انفك متساكنو العامرة وجبنيانة يحتجون تنديدًا بعدم إيجاد حلّ لهم في ظلّ التدفق المستمر والمتواتر للمهاجرين، واستياءً مما اعتبروه تقصيرًا من قبل السلطات في حقهم. وقد شهدت منطقة العامرة من ولاية صفاقس، منذ أيام قليلة، احتقانًا وعمد المحتجون إلى إشغال عجلات وغلق طريق رئيسية، كشكل من أشكال الاحتجاج من أجل دفع السلطات إلى التدخل.

وسبق أن أدى الرئيس التونسي قيس سعيّد زيارة إلى معتمديتي جبنيانة والعامرة بولاية صفاقس في 12 جويلية/يوليو 2024، أكد خلالها أنّ هناك عملًا متواصلًا ودؤوبًا مع السلطات الأمنية من أجل إيجاد حلّ للمعضلة التي تعيشها المنطقة في علاقة بالتواجد الكبير والمتزايد للمهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء هناك، وفقه.

وجاءت تلك الزيارة بعد أيام قليلة من تلويح الاتحاد المحلي للشغل بالعامرة وجبنيانة بتنظيم إضراب عام بالجهة، احتجاجًا على ما اعتبره تقصيرًا أمنيًا في التعاطي مع موضوع المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء بالمنطقة.

ما انفك متساكنو العامرة وجبنيانة يحتجون تنديدًا بعدم إيجاد حلّ لهم في ظلّ التدفق المستمر والمتواتر للمهاجرين، واستياءً مما اعتبروه تقصيرًا من قبل السلطات في حقهم

وكان عدد من أهالي معتمديتي جبنيانة والعامرة بولاية صفاقس ومجموعة من النقابيين والناشطين بمكونات المجتمع المدني قد عبروا عن استيائهم مما وصفوه بـ"الوضع الكارثي الذي آلت إليه الجهة على جميع الأصعدة وخاصة منها الجانب الأمني"، وفق ما أكده الاتحاد المحلي للشغل بجبنيانة والعامرة.

ونددوا، وفق ما جاء في بيان صادر الأربعاء 10 جويلية/يوليو 2024 عن الاتحاد المحلي للشغل بجبنيانة والعامرة إثر اجتماع بمقره الأحد حول موضوع "التواجد الكثيف والمتزايد للمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء بالمنطقة"، بما اعتبروه "تقصيرًا أمنيًا في التعامل مع هذا الملف"، حسب نص البيان.

وانتقد الاتحاد "غياب رؤية واضحة وشاملة وانعدام تقديم حلول جذرية نهائية"، مطالبًا السلط المعنية بـ"تحمل مسؤوليتها الكاملة واتخاذ الإجراءات الضرورية لمعالجة هذه المعضلة جذريًا وبشكل نهائي"، مؤكدًا أنّ أهالي المنطقة طالبوه بتحديد موعد لإضراب عام بالجهة في أقرب الآجال، وفق نص البيان.


صورة