الترا تونس - فريق التحرير
أثار تناقل صفحات على منصات التواصل الاجتماعي صورة مواطن ألقي القبض عليه بعد الاشتباه به إثر الهجوم الإرهابي بأكودة على أساس أنه "إرهابي"، ومن ثم ثبوت براءته وإطلاق سراحه، جدلًا حول تهافت رواد مواقع التواصل على توجيه الاتهامات والتشهير بالناس دون تلقي المعطيات من مصادرها الرسمية.
كما أعادت طرح هذه الواقعة مسألة الخلط بين العمل الأمني والنقابات الأمنية، باعتبار أن صورة المواطن، وهو مكبّل اليدين، تم تصويرها من داخل سيارة شرطة، ونشرتها في البداية صفحات تابعة للنقابات الأمنية، وذلك قبل تبيّن أن المواطن المقبوض عليه ليست له أي علاقة بالهجوم الإرهابي الذي جدّ الأحد 6 سبتمبر/أيلول 2020.
طالب المعني بالأمر بعدم الحكم على الناس دون أبحاث وتحريات مؤكدًا أن اللحية ليست مقياسًا لوصف شخص ما بأنه إرهابي
وقد ظهر المواطن الذي يُدعى "فوزي" في وسائل إعلام، الإثنين 7 سبتمبر/أيلول 2020، وصرّح في تسجيل مصوّر لإذاعة "صبرة أف أم" المحلية أنه تم القبض عليه بعد عودته من العمل في مطعم في حمام سوسة، مبينًا أنه لم يكن يعلم لحظة القبض عليه بحصول الهجوم الإرهابي.
وقال إنه وقع التعامل معه بالضرب والشتم وأنه تعرّض للإهانة، مطالبًا بما وصفه بحقّه بعد تشويه سمعته إثر تداول صورته على أساس أنه "إرهابي" شارك في هجوم أكودة.
وطالب المعني بالأمر بعدم الحكم على الناس دون أبحاث وتحريات، داعيًا إلى التثبت من الأخبار قبل نشرها، مؤكدًا أن اللحية ليست مقياسًا لوصف شخص ما بأنه إرهابي.
من جهته، علق المحامي قيس بن حليمة، على حسابه على فيسبوك،: "نعم يا أعزائي إنها قرينة البراءة وهي سارية حتى في ظل قانون الإرهاب"، مؤكدًا أن القرينة تظل سارية ولا تنتهي إلا بصدور حكم بات في إطار محاكمة عادلة تكفل فيها جميع الضمانات للمتهم ويكون هذا الحكم مبني في مرحلة الإدانة على المنطق لا على الوجدان بطريقة لا تدع مجالًا للشك، وفق تأكيده.
وأضاف "لا ألوم على عامة الشعب حينما أرى أغلب القانونيين وخاصة القضاة يضربون قرينة البراءة عرض الحائط".
فيما كتب القاضي عفيف الجعيدي على حسابه: "وقد تبين أن الذي نشرت صوره وتمت الدعوة لإحلال دمه دون ضمانات لم يكن إرهابيًا وكان مواطنًا يسعى وراء لقمة العيش دفعه الإرباك ولحظة الخوف ليكون ضحية ضمن ضحايا العملية الإرهابية، ما موقف من تعسفوا في حقه فاعتدوا على قرينة البراءة التي يتمتع به؟ ما موقفهم وقد أرهبوا أسرته وأهله ومن يعرفونه؟"
كما انتقد الفنان بيرم بن كيلاني (بنديرمان) ما اعتبره تحوّل "فيسبوك" إلى "محكمة رقمية"، مشيرًا إلى أن تداول صورة المواطن على أساس أنه إرهابي مصدرها صفحة نقابة أمنية، ملاحظًا أن الناس أصبحت لا تنتظر المعلومات الرسمية لتبدأ المحاكمات، وكل شخص يحكم على هواه، وفق قوله.
اقرأ/ي أيضًا:
مستجدات العملية الإرهابية بسوسة: الاحتفاظ بـ7 أشخاص من بينهم امرأة
أثارت جدلًا واسعًا: حملة تنظيف القبور من السحر تنتشر في كل ولايات تونس