الترا تونس - فريق التحرير
تصاعدت حدة الخلاف بين رئيس النادي الإفريقي يوسف العلمي والحكمة درصاف القنواطي، بعد ما قيل حول تعرضها لـ"عنف لفظي ومعنوي" من طرفه على هامش مباراة دربي العاصمة السبت 16 مارس/آذار 2024، ثم توجهها لمقاضاته.
-
إدارة التحكيم: ندعم المسار القضائي الذي انتهجته درصاف القنواطي
وعبرت الإدارة الوطنية للتحكيم الرياضي، الاثنين 18 مارس/آذار 2024، مساندتها المطلقة واللّامشروطة للحكمة الدولية درصاف القنواطي على إثر "ما تعرضت له من حملة مغرضة عقب المباراة الأخيرة"، مؤكدة دعمها للمسار القضائي الذي انتهجته.
إدارة التحكيم الرياضي تعبر عن مساندتها المطلقة واللّامشروطة للحكمة الدولية درصاف القنواطي على إثر "ما تعرضت له من حملة مغرضة عقب المباراة الأخيرة" مؤكدة دعمها للمسار القضائي الذي انتهجته
وأكدت إدارة التحكيم، في بلاغ لها، مساندتها المطلقة للحكّام الذين تعرضوا لاعتداءات بمختلف أنواعها، مشددة على أنه "جارٍ تتبع كل المشتبه فيهم مهما كانوا ومهما اختلفت الاعتداءات مادية كانت أو معنوية".
وقالت إنها "اختارت الشفافية منهجًا لها من خلال الانفتاح على مختلف مكونات اللعبة، وتجسّم ذلك بالخصوص من خلال جلسة تقييم مباريات الجولات الأخيرة مع الحكام وبحضور ممثلي وسائل الإعلام"، مؤكدة حرصها التام وقناعتها الثابتة بأنّ "إصلاح التحكيم التونسي لن يكون إلا بتظافر جهود الجميع وبثقة مستتبة بين مختلف الأطراف المتداخلة".
إدارة التحكيم الرياضي: قبولنا مهمة الإشراف على التحكيم التونسي بصفة تطوعية يأتي من باب المسؤولية الوطنية وانسجامًا مع توجهات الدولة في محاربة الفساد والفاسدين
وتوجت إدارة التحكيم بالشكر لكل الأندية دون استثناء عبر مسؤوليها وجماهيرها التي قالت إنها "بادرتها الثقة وجعلتها تقبل مهمة الإشراف على التحكيم التونسي في هذا الظرف الدقيق من تاريخ كرة القدم التونسية، للإيمان المشترك بأنّ القطع مع السلوكيات القديمة من تدخلات وإملاءات يستوجب إرادة حقيقية وصادقة وجهدًا مستمرًّ لا يمكن ان يكون آنيًا وفوريًا، بل يتطلب إرادة مشتركة وتعاونًا دائمًا بين كل مكونات اللعبة".
وتابعت القول إنّ قبولها لمهمة الإشراف على التحكيم التونسي بصفة تطوعية "يأتي من باب المسؤولية الوطنية وانسجامًا مع توجهات الدولة في محاربة الفساد والفاسدين"، على حد ما جاء في نص البلاغ.
-
جمعية النساء الديمقراطيات: نندّد بشدة بالتمييز الذي تعرضت له الحكمة
بدورها، عبرت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، الاثنين 18 مارس/آذار 2024، عن مساندتها للحكمة درصاف القنواطي، معتبرة أن "العنف الذي تعرضت له الحكمة غير مبرر ويشكل جزءًا مما تتعرض إليه النساء في الفضاءات التي هيمنت عليها السلطة الذكورية منذ عقود"، وفق تعبيرها.
وعن تفاصيل الحادثة، قالت الجمعية، في بيان لها، "خلال المقابلة التي جمعت الترجي الرياضي التونسي والنادي الإفريقي ليلة السبت الماضي في ملعب رادس، والتي ساد جوها العام عدة اضطرابات، كما شهدت ضرورة الالتجاء والعودة إلى تقنية "التحكيم بمساعدة الفيديو" أين أعطت الحكمة درصاف القنواطي قرارها بمواصلة اللعب، الأمر الذي عرضها إلى عنف لفظي ومعنوي من قبل رئيس جمعية النادي الإفريقي".
جمعية النساء الديمقراطيات: "العنف الذي تعرضت له الحكمة درصاف القنواطي غير مبرر ويشكل جزءًا مما تتعرض إليه النساء في الفضاءات التي هيمنت عليها السلطة الذكورية منذ عقود"
وأضاف قائلة إنّ "هذه الحادثة انتشرت في شريط فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لتبقى، كغيرها من حوادث العنف المسلط على النساء في الفضاء العام، وصمة عار على جبين مرتكبيها وموجبة للمحاسبة القانونية".
وتابعت جمعية النساء الديمقراطيات القول إنّ "هذا العنف في المقابلات الرياضية في تونس والعالم لا يعتبر حدثًا عابرًا، وهو ليس الأوّل من نوعه، كما أن العنف المسلط على الَحَكَمة لا تبرير له وهو يشكل جزءًا ممّا تتعرض إليه النساء في الفضاءات التي هيمنت عليها السلطة الذكورية منذ عقود، إذ لازلن يتعرضن إلى تهديدات متواصلة وتضييقات وتقزيم ونعوت بشعة إضافة إلى جميع أشكال التمييز والعنف القائم على الجنس، والتي لا هدف منها سوى الحطّ من كرامة النساء وإرغامهن على الخروج كراهيةً من جميع الفضاءات بمبررات واهية".
وأعربت الجمعية عن تضامنها مع الحَكَمة أمام ما لحقها من ضرر، مشددة على ضرورة تجريم العنف اللفظي. ونددت بشدة بالتمييز الذي تعرضت له الحكمة، مطالبة بمحاسبة مرتكبه وفقًا للقانون 58 لسنة 2017.
كما طالبت الجمعية وزارة الشباب والرياضة بـ"تحمل مسؤوليتها أمام انتشار العنف وخطابات الكراهية المعادية لحقوق النساء"، معلنة التزامها بضرورة إطلاق حملات توعوية لجميع النوادي التونسية.
جمعية النساء الديمقراطيات تطالب وزارة الرياضة بـ"تحمل مسؤوليتها أمام انتشار العنف وخطابات الكراهية المعادية لحقوق النساء" وتدعو الجماهير الرياضية إلى "النأي عن مثل هذه التصرفات التي من شأنها المس من تاريخ فرق تونسية عريقة"
ودعت الجمعية كل الجماهير الرياضية إلى "النأي عن مثل هذه التصرفات التي من شأنها المس من تاريخ فرق تونسية عريقة والحط من نُبل الرياضة التي هي اليوم فضاء مشترك للجميع على حد السواء".
كما شددت على أنّ "الجامعات الرياضية التونسية في كل الاختصاصات ملزمة باحترام القوانين"، مؤكدة ضرورة أن "تنطلق بشكل فعلي وعاجل في وضع سياسات عمل داخلية تحترم فيها جميع الحقوق وأن تكرس المساواة التامة والفعلية من خلال ميثاق المبادئ الأساسية الذي من شأنه القطع مع كل أشكال العنف والمضي قدمًا بالرياضة في تونس"، حسب تقديرها.
وترى جمعية النساء الديمقراطيات أنّ "ما ينتشر على وسائل التواصل الاجتماعي من أشكال العنف ليس إلا جزءًا بسيطًا من الظاهرة، حيث يبقى العنف المسكوت عنه أشد عمقًا، مما يتطلب تجند كافة أطياف المجتمع وكل المؤسسات من أجل القطع مع جميع أشكال العنف والتمييز ضد النساء في كل الفضاءات، بما فيها الفضاءات الرياضية".
-
إدارة الإفريقي: "تمادي التحكيم وغرف الفار "المظلمة" في التنكيل بالنادي"
وكانت إدارة النادي الإفريقي قد أعلنت، الأحد 17 مارس/آذار 2024، أنّها راسلت "المكتب الوقتي المكلف بتسيير الأعمال بالجامعة التونسية لكرة القدم"، لطلب عقد اجتماع مُباشر وعَاجل لوضع حَد لما وصفته بـ"تمادي المُشرف العام على التحكيم وصَافِرته وغُرف الفار المُظلمة التابعة له في التنكيل بمصالح النادي وسلبه استحقاقاته الرياضية الثابتة على أرضية الميدان".
كانت إدارة النادي الإفريقي قد نددت بما اعتبرته "تمادي المُشرف العام على التحكيم وصَافِرته وغُرف الفار المُظلمة التابعة له في التنكيل بمصالح النادي وسلبه استحقاقاته الرياضية على أرضية الميدان"
وأكدت، في بلاغ لها، أنّه تحقق لها "عجز المُشرف العام على التحكيم ومن معه عن الإصلاح، وفشله في التغيير، كتعمده تصفية حساباته الضيقة التي أضرت بالنادي خاصة وبصورة التحكيم التونسي عامة"، وفقه.
وقالت إدارة النادي الإفريقي إنّ غايتها الوحيدة من هذه الإجراءات المتخذة من قِبلها هي "حِفظ أمانة التكليف والدفاع عن مصالح النادي دون أيّ مُحاولة للتفصي من مسؤوليتها التسييرية"، حسب نص البلاغ.
يذكر أنّ دربي العاصمة الذي احتضنه ملعب حمادي العقربي برادس، مساء السبت 16 مارس/آذار 2024، وانتهى بفوز الترجي بهدف واحد، قد كان بإدارة الحكم هيثم قيراط وفي غرفة الفار الحكمة درصاف القنواطي.
