الترا تونس - فريق التحرير
نشر الساعة: 15:40 بتوقيت تونس
عرفت التحركات الاحتجاجية ذات الطابع البيئي نسقًا تصاعديًا في تونس، حيث ارتفع عددها من 156 تحركًا خلال السداسي الأول لسنة 2023 إلى 172 احتجاجًا خلال الفترة نفسها من سنة 2024، وفقًا للمعطيات الصادرة عن المرصد الاجتماعي التونسي.
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: التحركات الاحتجاجية ذات الطابع البيئي تشهد نسقًا تصاعديًا في تونس وعددها يرتفع إلى 172 احتجاجًا خلال السداسي الأول من سنة 2024
-
نسق الاحتجاجات البيئية في تصاعد
وأفاد المرصد الاجتماعي التونسي، للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في تقريره الصادر الأربعاء 10 جويلية/يوليو 2024، بشأن "الحركات البيئية خلال السداسي الأول من سنة 2024"، بأن "البلاد التونسية خلال النصف الأول من سنة 2024 تنظيم أكثر من 1160 تحركًا اجتماعيًا مقابل 2158 تحركًا خلال الفترة نفسها من سنة 2023.
ويمكن من خلال هذه الأرقام ملاحظة ارتفاع عدد التحركات الاحتجاجية ذات الطابع البيئي خلال سنة 2024 مقارنة بالسنة السابقة، رغم أن العدد الإجمالي للاحتجاجات خلال السنة الحالية أقل بكثير من السنة السابقة ويقترب من نصفها.
منتدى الحقوق: الاحتجاجات ذات الطابع البيئي مثلت 15% من مجموع التحركات، وقد تم تسجيل 56% منها خلال الثلاثي الثاني من عام 2024، وخاصة خلال شهر جوان المنقضي الذي سجل 52 تحركًا
وأفاد التقرير الصادر عن منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بأن الاحتجاجات ذات الطابع البيئي مثلت 15% من مجموع التحركات، وقد تم تسجيل 56% منها خلال الثلاثي الثاني من عام 2024، وخاصة خلال شهر جوان/يونيو المنقضي الذي سجل 52 تحركًا وذلك تزامنًا مع موسم الحصاد وموجات الحر القاسية التي تجاوزت المعدلات المسجلة في نفس الفترة من سنة 2023.
-
أبرز المطالب البيئية
ولفتت المنظمة بأن المطالب البيئية تعلّقت في غالبيتها بظاهرة الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب، وذلك بمعدل 83 احتجاجًا، 27 منها خلال شهر جوان/يونيو 2024.
منتدى الحقوق: الحق في الماء تصدّر قائمة المطالب التي تنادي بها التحركات البيئية، والمطالب تعلّقت في غالبيتها بظاهرة الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب وذلك بمعدل 83 احتجاجًا
وأشار المنتدى إلى أن التحركات البيئية خلال الـ6 أشهر الأولى من سنة 2024 اتسمت بطابعها الجماعي المنظم وقد كانت في غالبيتها وقفات وتجمعات احتجاجية ونداءات عبر وسائل الإعلام في محاولة للفت انتباه المسؤولين والسلطات المعنية إلى ضرورة التدخل العاجل للحد من وطأة التحديات البيئية على المتساكنين في مختلف المناطق في تونس.
كما تصدر الحق في الماء قائمة المطالب التي تنادي بها التحركات البيئية بـ111 احتجاجًا، مقابل 61 احتجاجًا للمطالبة بالحق في بيئة سليمة، وعرفت تونس أيضًا خلال الثلاثي الثاني من السنة 4 تحركات احتجاجية تندد بتفاقم ظاهرة التلوث الصناعي.
-
التوزيع الجغرافي للاحتجاجات ذات الطابع البيئي
وفيما يتعلق بالتوزيع الجغرافي لهذه الاحتجاجات ذات الطابع البيئي، أفادت المنظمة في تقريرها بأن القيروان تصدرت الاحصائيات بأكثر من 23 احتجاجًا تليها ولاية نابل بـ20 احتجاجًا ثم قفصة بـ15 تحركًا، كما شهدت ولاية سوسة 8 احتجاجات طالب خلالها المتساكنون بحقهم في الماء الصالح للشرب والربط بشبكة شركة توزيع المياه "الصوناد".
منتدى الحقوق: القيروان تصدرت الاحصائيات بأكثر من 23 احتجاجًا بسبب تردي الوضع البيئي والبنية التحتية لقنوات توزيع المياه والصرف الصحي تليها ولاية نابل بـ20 احتجاجًا ثم قفصة بـ15 تحركًا
وتم في الإطار ذاته رصد 10 تحركات احتجاجية في ولاية القيروان بسبب تردي الوضع البيئي والبنية التحتية لقنوات توزيع المياه والصرف الصحي التي تسببت في تسرب مياه "الصوناد" ومياه الصرف الصحي إلى الأحياء والمنازل.
كما وقع "رصد 6 احتجاجات في كل من معتمدية بني خلاد وبوعرقوب من ولاية نابل ومناطق تابعة لولاية سيدي بوزيد وتوزر بسبب التلوث بمياه الصرف الصحي وانتشار الروائح الكريهة والبعوض مما أصبح يشكل تهديدًا بيئيًا وصحيًا خطيرًا"، وفق ما أفادت به المنظمة.
منتدى الحقوق: ولاية جندوبة تشهد مع تواصل أزمة الجفاف سلسلة من الاحتجاجات التي خاضها الفلاحون جراء الانقطاع المتكرر لمياه الري ما أثر بشكل كبير على المحاصيل الزراعية وصابة الحبوب
ومع تواصل أزمة الجفاف، شهدت ولاية جندوبة سلسلة من الاحتجاجات التي خاضها الفلاحون جراء الانقطاع المتكرر لمياه الري ما أثر بشكل كبير على المحاصيل الزراعية وصابة الحبوب، وسجلت المنطقة الفلاحية 7 احتجاجات من أصل 11 تحركًا على المستوى الوطني خلال الفترة الممتدة بين جانفي/يناير وجوان/يونيو 2024.
وفي السياق ذاته، نفّذ "فلاحو ولاية بنزرت 9 تحركات احتجاجية للمطالبة بتحسين الوضع الفلاحي بالمنطقة، لعل أبرزها التحركات في كل من معتمدية غار الملح ورأس الجبل والعالية احتجاجًا على تدني الأسعار وعدم توفّر فضاءات خزن بكميات كافية لاستيعاب محصول البطاطا الفصلية معربين عن قلقهم من تداعيات هذا الوضع على دخل صغار الفلاحين".
منتدى الحقوق: عرفت تونس خلال الثلاثي الثاني من السنة 4 تحركات احتجاجية تندد بتفاقم ظاهرة التلوث الصناعي أبرزها في قابس التي تواجه أزمة بيئية خانقة مع تواصل التعاطي اللاّمسؤول مع مظاهر التلوث
وورد في التقرير ذاته بأن ولاية نابل شهدت أيضًا عددًا من الاحتجاجات بسبب قلة الموارد المائية الموجهة لري غابات القوارص وتدني أسعار بعض المحاصيل الفصلية على غرار البطاطا، كما عرفت البلاد خلال الثلاثي الثاني من السنة 4 تحركات احتجاجية تندد بتفاقم ظاهرة التلوث الصناعي.
وكانت أبرز التحركات المناهضة لظاهرة التلوث الصناعي بولاية قابس "التي تواجه أزمة بيئية خانقة مع تواصل التعاطي اللاّمسؤول مع مظاهر التلوث التي يتسبب بها المجمع الكيميائي التونسي"، وفقا لذات المصدر.
منتدى الحقوق: تشكيات مجموعة من المتساكنين من تزايد عدد المصبات العشوائية وغير المراقبة القريبة من الأحياء السكنية في مناطق مختلفة من ولايات سيدي بوزيد وأريانة وبنزرت
وقد تم رصد 6 تحركات احتجاجية تندد بتفاقم أزمة النفايات التي تتراكم في الشوارع وأنحاء المدن بكل من ولايتي صفاقس والقصرين، كما سجّل المرصد تشكيات مجموعة من المتساكنين من تزايد عدد المصبات العشوائية وغير المراقبة القريبة من الأحياء السكنية في مناطق مختلفة من ولايات سيدي بوزيد وأريانة وبنزرت.
