20-أغسطس-2018

تتجدد متاعب التونسيين مع وسائل النقل في الأعياد (مريم الناصري/ الترا تونس)

 

قبل أيام قليلة من موعد عيد الأضحى المبارك، يتواصل توافد مئات المواطنين على محطات باب سعدون ومنصف باي وباب عليوة، معلقين الآمال على إيجاد نقل سريع يقلهم إلى وجهاتهم. ويظل كثيرون في المقابل، متسلحين بالصبر منذ ساعات الصباح الأولى، في انتظار أي وسيلة تقلهم إلى جهاتهم خارج محيط المحطة، أين ينتشر عشرات أصحاب السيارات ممن يستغلون مناسبات الأعياد لنقل المسافرين بشكل غير نظامي.

فمثلما هو معتاد، تشهد محطات النقل في تونس بأنواعها أيام الأعياد حركية كبيرة بسبب سفر الأشخاص بين المدن، باعتبار  عيد الأضحى مناسبة لعودة آلاف الأشخاص ممن يعملون بعيدًا عن عائلاتهم، إلى أهاليهم لتقاسم فرحة العيد وعيش أجوائه معهم. ومثلما تشكل المناسبة فرصة للقاء فهي أيضًا فرصة تتجدد معها أتعاب التونسيين الذين عادة ما تعجز وسائل النقل العمومية وسيارات الأجرة على استيعاب عددهم الكبير في تلك المناسبات بسبب الإقبال الكبير على السفر بين المدن.

ورغم محاولة الشركة الوطنية للنقل بين المدن والشركة التونسية للسكك الحديدية تكثيف السفرات وبرمجة أخرى استثنائية، إلا أنّ التونسي يعيش "معاناة النقل" في أغلب المواسم والأعياد.

فاطمة (مواطنة تونسية) لـ"الترا تونس": بعض سائقي سيارات الأجرة يلجؤون إلى الابتزاز خلال فترة الأعياد

ونظرًا لانقلاب قاطرات محملة بالبضائع على مستوى خط السكك الحديدية القادم من صفاقس في اتجاه جبل الجلود بالعاصمة نتيجة الحياد عن السكة، صباح السبت 18 أوت/ أغسطس 2018، فقد شهدت حركة القطارات اضطرابات كبيرة جعلت مئات التونسيين يقبلون على الحافلات وسيارات الأجرة بين المدن "اللواج"، الأمر الذي خلق حالة من الفوضى في محطة سيارات الأجرة بمنصف باي بالعاصمة، إلى جانب محطات النقل بين المدن نتيجة عدم قدرة الحافلات على استيعاب العدد الكبير من المسافرين.

فما إن تدخل محطة منصف باي حتى تلحظ اصطفاف الناس أمام شبابيك التذاكر للحصول على فرصة نقل إلى وجهاتهم، وخاصة المناطق الداخلية، البعيدة عن العاصمة التونسية، على غرار صفاقس وقفصة والقصرين وسيدي بوزيد، أين تلحظ تجمع عشرات الأشخاص المتدافعين بحثًا عن أماكن شاغرة في سيارات الأجرة.

مراد (مواطن تونسي) لـ"الترا تونس": حافلات النقل بين المدن لا تستوعب العدد الكبير للمسافرين خلال الأعياد حتى وإن أمّنت الشركة سفرات استثنائية

وتجلس فاطمة بالمحطة محملة بحقائب العودة، يرافقها أبناؤها الأربعة، وجهتها كانت القصرين ولكنها ظلت أكثر من أربع ساعات تنتظر سيارة أجرة، آملة في العودة إلى الديار لقضاء عطلة العيد مع العائلة. وتقول فاطمة لـ"الترا تونس" إنّ المعاناة تتجدد في كل عطلة عيد أو مناسبة، وغالبًا ما تبقى تنتظر قدوم إحدى سيارات الأجرة العائدة من القصرين لتظفر بأماكن لها ولأبنائها".

وأشارت إلى أنّ "بعض سائقي سيارات الأجرة يلجؤون إلى الابتزاز، لتتضاعف أجرة السائق عن المكان الواحد، أو يعمد إلى الترفيع في تعريفة النقل، مستغلًا حاجة الناس واضطرارهم إلى السفر، خاصة أولئك الذين يصطحبون معهم أطفالًا أو مسنين".

من جهته، يبيّن مراد، أحد المسافرين إلى قفصة، أنّه "ينتظر هو الآخر دوره منذ ساعتين للظفر بمكان في إحدى سيارات الأجرة، ولكنّه قد يضطر إلى السفر مع أحد أصحاب السيارات غير المرخص لهم لنقل الأشخاص، ممن يستغلون سياراتهم للعمل خلال الأعياد وتأمين سفرات بين المدن بمقابل مادي يكون غالبًا مرتفعًا، ولكن العديد من الناس يضطرون إلى ذلك بسبب نقص النقل العمومي أو الخاص".

وأوضح مراد في حديثه لـ"الترا تونس" أن "حافلات النقل بين المدن لا تستوعب العدد الكبير للمسافرين حتى وإن أمّنت الشركة سفرات استثنائية بمناسبة العيد خاصة في اتجاه عدة جهات داخلية بعيدة على غرار قابس ومدنين وجربة وقفصة".

وتتكرر عودة مواطني الجهات إلى مسقط رأسهم للاحتفال بين الأهل والأقارب، وهي عادة اجتماعية جعلت آلاف المسافرين يواجهون عديد الإشكالات على مستوى السفر. إذ تضطر رفيقة إلى الحجز مسبقًا قبل ثلاثة أيام من سفرها إلى مدنين حتى تظفر بمكان في الحافلة، أو تجد إشكاليات خاصة وأن عدد رحلات السفر نحو منطقتها محدود. وتؤكد رفيقة لـ"الترا تونس" أن هذه المتاعب لا تزال تتكرر في أغلب المناسبات والأعياد.

 

واتساب