11-فبراير-2022

تتكرر حوادث الاعتداء على الطواقم الطبية وشبه الطبية في تونس بشكل لافت (فتحي بلعيد/ أ ف ب)

 الترا تونس - فريق التحرير

 

شدد وزير الصحة علي مرابط، الجمعة 11 فيفري/شباط 2022 لدى إشرافه على الاجتماع الدّوري لمتابعة تطوّرات الوضع الوبائي لجائحة كوفيد-19، على "ضرورة توفير الحماية لأعوان الصحة من الاعتداءات المتكررة"، وفق بلاغ لوزارة الصحة.

وزير الصحة علي مرابط يشدد على "ضرورة توفير الحماية لأعوان الصحة من الاعتداءات المتكررة"

ويأتي ذلك إثر تعرض طبيب في وقت سابق من الجمعة 11 فيفري/شباط 2022، إلى الاعتداء بقسم الاستعجالي من مستشفى شارل نيكول بتونس العاصمة من قبل ممرض. وأعلن الطبيب الداخلي وجيه ذكار، الجمعة 11 فيفري/شباط 2022، أنه تم الاعتداء عليه بالعنف في قسم الاستعجالي من قبل ممرض، وهو بصدد تسليم تقرير يتعلق بتقاعس الممرضين، وفقه.

وكان الطبيب قد نشر التقرير على صفحته بموقع التواصل فيسبوك ورد فيه أنه "يشتغل وحده في غياب تام لأي ممرض بقسم الاستعجالي حيث إذا لم يتم الكشف على المرضى في أقل من 10 دقايق قد يموتون(حسب التوصيات العلمية)"، حسب ما جاء في منشوره.

الطبيب وجيه ذكار: تم الاعتداء عليَّ بالعنف في قسم الاستعجالي من قبل ممرض، وأنا بصدد تسليم تقرير يتعلق بتقاعس الممرضين عن أداء مهامهم

وأشار الطبيب إلى أن "غياب ممرض حصة الليل استمر لأكثر من ساعة، بينما هو يعمل من الساعة 14 دون انقطاع ولم يتمكن حتى من تناول أكله في ظل ارتفاع عدد المرضى لأكثر من 200 حالة في الليلة الواحدة"، مضيفًا أنه بتشكيه للمسؤول بالمستشفى ردّ بأن "الممرضين منزعجون ولا يريد أي أحد منهم العمل بهذا القسم"، على حد روايته.

وتابع الطبيب وجيه ذكار أن "ما يُفهم من كلام المسؤول أن الممرضين منزعجون لأنه انتقد تقاعسهم عن العمل وإهمال المرضى وتقاعسهم في أداء مهامهم"، مشيرًا إلى أنه أعد تقريرًا ليوجهه للتفقدية وهو متأكد أن لا شيء سيتغير، لأن هناك في المستشفى من في ذمته أكثر من 25 تقريرًا ولم يُتخذ بشأنه أي قرار، وفقه.

وتتكرر حوادث الاعتداء على الطواقم الطبية وشبه الطبية العاملين بالهياكل والمؤسسات الصحية العمومية في تونس، في أكثر من مناسبة، الأمر الذي دفع الهياكل النقابية في قطاع الصحة إلى التنديد بذلك أكثر من مرة، وتنظيم حركات احتجاجية لإدانة ذلك والمطالبة بوضع حد لمثل هذه الممارسات وبحاسبة مقترفيها.

وفي هذا الإطار، كانت وزارة الصحة قد أصدرت، في 26 جانفي/يناير 2022، بلاغًا عبرت فيه عن استنكارها "كلّ أشكال العنف والاعتداءات التي تطال منظوريها أثناء وبمناسبة مباشرتهم لمهامهم، وذلك تبعًا لما تمّت معاينته من اعتداءات متكرّرة على الطواقم الطبّية وشبه الطبية".

وشددت الوزارة، في هذا الصدد، على أنها "ستتّخذ كلّ الإجراءات القانونيّة المستوجبة وفقًا لأحكام المجلّة الجزائيّة التّي تجرّم كلّ اعتداء بالعنف أو هضم جانب موظّف عمومي أو تعطيل سير العمل بالمؤسّسات والهياكل الصحية"، وفق ما جاء في نص البلاغ.

اقرأ/ي أيضًا: تكرر الاعتداءات على الطواقم الطبية وشبه الطبية في تونس.. وزارة الصحة على الخط

وينص الفصل 125 من المجلة الجزائية على أنه "يعاقب بالسجن مدة عام وبخطية قدرها مئة وعشرون ديناراً كل من يهضم جانب موظف عمومي أو شبهه بالقول أو الإشارة أو التهديد حال مباشرته لوظيفته أو بمناسبة مباشرتها".

تتكرر حوادث الاعتداء على الطواقم الطبية وشبه الطبية العاملين بالهياكل والمؤسسات الصحية العمومية في تونس، الأمر الذي دفع الهياكل النقابية في قطاع الصحة إلى التنديد بذلك أكثر من مرة، وتنظيم تحركات احتجاجية

وكانت قد شهدت تونس تواتر حالات الاعتداءات على طواقم طبية وشبه طبية، لعلّ آخرها ما جدّ في مستشفى سبيطة من ولاية القصرين بتاريخ 11 جانفي/يناير 2022، حين "اعتدى شخص على تقني رئيس تعمل بقسم التبنيج وممرضة بالمستشفى، بعد وفاة والد بالمستشفى، 10 دقائق بعد وصوله، ما أدخله في حالة هيستيرية"، وفق ما نقلته إذاعة موزاييك المحلية عن رئيس الدائرة الصحية بمستشفى سبيطلة من ولاية القصرين الدكتور عادل راشدي.

وقبل تلك الحادثة بشهر تقريبًا، تعرضت طبيبتان في قسم الاستعجالي بمستشفى بنزرت للاعتداء اللفظي والمادي، وفق ما نقلته المنظمة التونسية للأطباء الشبان في 4 ديسمبر/كانون الأول 2021، مؤكدة أنها تولت حال علمها بالحادثة توكيل محامٍ لتمثيل المتضررتين ورفع قضية جزائية.

وجددت المنظمة، في بلاغ لها، دعوتها لـ"ضرورة تعجيل سن قانون يجرم الاعتداء على الإطار الطبي وشبه الطبي أمام تكرر مثل هذه الحوادث التي تمس من السلامة الجسدية والنفسية لمهنيي الصحة و تعطل السير العادي للعمل بالمؤسسات الصحية".


 

اقرأ/ي أيضًا:

حذرت من إفلاته من العقاب.. منظمة الأطباء الشبان: أمني اعتدى على طبيبتين ببنزرت

حادثة الاعتداء على طبيب بمستشفى بن عروس: الاحتفاظ بالمعتدي وإدراج آخر بالتفتيش