17-يوليو-2024
حبر انتخابي عتيد خروقات

أحزاب تونسية معارضة تنظم ندوة صحفية بعنوان "6 أكتوبر 2024: انتخابات أم تزكية؟" (صورة أرشيفية/ حاتم الصالحي/ أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

نظمت مجموعة من الأحزاب المعارضة في تونس، الأربعاء 17 جويلية/يوليو 2024، ندوة صحفية بعنوان "6 أكتوبر 2024: انتخابات أم تزكية؟" عبّرت فيها عن مواقفها من الانتخابات الرئاسية القادمة في تونس.

 

  • آفاق تونس 

وقالت رئيسة حزب آفاق تونس ريم محجوب، في كلمة لها خلال الندوة الصحفية، إن تونس تشهد انتخابات رئاسية غير عادية، لا في رهاناتها ولا في مناخها، حسب تقديرها.

وأضافت محجوب: "نحن نؤمن بدولة القانون التي يكون فيها القضاء مستقلًا، لا مكبلًا إما بالعزل أو بالمذكرات، ونؤمن بالحقوق والحريات وبالدور الاجتماعي للدولة، لذلك نحن اليوم نعتبر أن المحطة التي تعيشها تونس هي محطة سياسية حاسمة".

ريم محجوب: "تونس تشهد انتخابات رئاسية غير عادية، لا في رهاناتها ولا في مناخها في ظل سجن المعارضين وتكبيل القضاء وإعطاء هيئة الانتخابات كل الصلاحيات.. فهل نحن بصدد انتخابات أم تزكية؟"

وتابعت القول: "ما نعيشه اليوم هو أنّ هناك تركيز دستوري سياسي واقعي في رئاسة الجمهورية، لذلك المحطة اليوم راهنة وحاسمة لمستقبل البلاد"

وأضافت محجوب: "نرى اليوم سياسيين وصحفيين وغيرهم في السجن، وقضاءً مكبلًا، وهيئة انتخابات أعطت نفسها كل النفوذ في ظل غياب تام لأي هيئة تعديلية أخرى وباتت لديها صلاحيات خارقة للعادة".

وتابعت: "ونحن نعيش اليوم في ظل جو أقل ما يمكن القول عنه إنّ منسوب الثقة فيه منعدم، السؤال المشروع هو هل أنّ ما نحن بصددها انتخابات أم تزكية؟"، معقبة أنّ "التزكية تكون من الرعية للراعي"، وفق تعبيرها.

 

  • التيار الديمقراطي

ومن جانبه، انتقد الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي نبيل حجي "حياد واستقلالية" أعضاء هيئة الانتخابات، مصرحًا: "من كثر حيادهم واستقلاليتهم، عينهم شخص مترشح للانتخابات"، معتبرًا أنّ "هيئة الانتخابات مخالفة للدستور شكلًا ومضمونًا"، حسب رأيه.

وتساءل حجي، في كلمة له خلال الندوة الصحفية ذاتها، "ما الذي كان يمنع الهيئة من الإعلان عن شروط الترشح للانتخابات الرئاسية وإعطاء وثيقة التزكيات باعتبار أنها كانت منذ فيفري/شباط تقول إنّ الانتخابات ستكون في أكتوبر؟"، مستطردًا القول: "هناك احتمالان، إما أنها لم تكن متيقنة من أنه سيقع تنظيم انتخابات رئاسية في 2024، أو أنها تعمدت ذلك من أجل التضييق في الآجال على المترشحين"، وفق تصريحه.

نبيل حجي: دور الجميع أن نضغط كي لا تكون الانتخابات الرئاسية عبارة عن تزكية ومبايعة

ويرى أمين عام التيار الديمقراطي أنّ "العراقيل في العملية الانتخابية لا تجعل منها انتخابات رئاسية بل جعلتها أقرب إلى تنافس لا يكون فيه مترشحون يخشى قيس سعيّد منافستهم"، على حد تقديره.

وعبّر نبيل حجي عن استغرابه من "عدم تطرق العديد من المترشحين الذين تمكنوا من سحب استمارات التزكيات إلى الحديث لا من قريب أو من بعيد عن مناخ التضييقات في العملية الانتخابية ولا عن منع المترشحين المفترضين القابعين في السجون".

وشدد على أنّ "دور الجميع أن نضغط كي لا تكون الانتخابات الرئاسية عبارة عن تزكية ومبايعة"، وفق توصيفه.

 

  • حزب العمال

ومن جانبه، قال أمين عام حزب العمال حمة الهمامي، في الكلمة التي أدلى بها في الندوة ذاتها: "نعيش اليوم في مناخ من التخويف والترهيب"، معقبًا: "لقد انغرس الخوف في صفوف عدد من السياسيين والصحفيين ونشطاء المجتمع المدني والنقابيين وحتى المواطنين العاديين"، معقبًا: "حتى وضع "إعجاب" على منشور بمواقع التواصل الاجتماعي صار مدعاةً للخوف".

حمة الهمامي: نعيش اليوم في مناخ من التخويف والترهيب بغاية إلغاء السياسة والمجتمع المدني والإعلام والمؤسسات من أجل تكريس الحكم الفردي المطلق المستبد وهو ما يستوجب منا التوحد والتحرك والنشاط

وتابع الهمامي قائلًا: "هذا هو الاستبداد والفاشية.. والغاية من غرس الخوف والترهيب هو  إلغاء السياسة والمجتمع المدني والإعلام والمؤسسات من أجل تكريس الحكم الفردي المطلق المستبد".

وشدد أمين عام حزب العمال على أنّ "الاستبداد لا بد أن يواجه بالمقاومة بالدفاع عن الحرية وقيم الديمقراطية ولا توجد مقاومة دون تضحيات"، معقبًا: "يجب أن نقاوم باتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية وبالتحرك والنشاط". 

 

  • حزب التكتل

ومن جانبه، توقع الأمين العام لحزب التكتل، خليل الزاوية، في كلمة له خلال الندوة ذاتها، أنّ "الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون محطة صعبة وربما سيليها انغلاق أكثر حدة من الانغلاق الذي نعيشه اليوم، سواءً لنشاط المجتمع المدني أو للعمل الحزبي"، حسب تصوره.

وأضاف الزاوية: "بعد 25 جويلية/يوليو 2021، لم نكن واعين بخطورة المنعطف الذي شهدته البلاد وكانت التقديرات الأولية والطاغية على كل أطياف المعارضة لـ 25 جويلية، خاصة بعد صدور الأمر 117، هو أن المنظومة الحالية لن تتمكن من الصمود خاصة في ظل حجم المعارضة لها وحجم الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعيشها البلاد، وبالخصوص بعد رفض التعامل مع صندوق النقد، وراهن العديد من المعارضين على الانهيار التلقائي للمنظومة، إلا أنّ ذلك لم يحصل".

خليل الزاوية: "الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون محطة صعبة وربما سيليها انغلاق أكثر حدة من الانغلاق الذي نعيشه اليوم، سواءً لنشاط المجتمع المدني أو للعمل الحزبي"

وتابع قائلًا: "في خضم ذلك اقتربت الانتخابات الرئاسية والتعامل معها كان تعاملًا ذا طابع فكري مبدئي وحقوقي أكثر منه تعاملًا سياسيًا يدفع نحو خلق بديل للمواطن وخوض معركة حقيقية تشكل اختراقًا شعبيًا للمنظومة، وذلك ما أدى إلى أن المواقف بين مكونات المعارضة لم تكن موحدة والتعامل مع المحطة الانتخابية الهامة والأساسية كان سواءً بالرفض والمقاطعة أو التعامل الاحتجاجي بأن يكون تقديم ترشحات عدد من السياسيين الموقوفين من أجل فضح المنظومة والقمع والحصار الذي تعيشه البلاد لا غير".

واستدرك أنّ "المعركة الأساسية للمواطن هي أن يكون هناك بديل يترشح في إطار جبهة واضحة المعالم لها برنامج واضح تمثل اختراقًا وبديلًا مستقبليًا للبلاد، بينما المعارضة الديمقراطية مكثت في موقع مثقّفاتي وليس في موقع نضالي ولم تأخذ دروسًا من المسار كاملًا من 2011".

وأكد خليل الزاوية أنّ "دور المعارضة الديمقراطية اليوم أن تخلق البديل، لذلك من الضروري على الديمقراطيين الذين يتمسكون بمبادئ الثورة ودستور 2014 أن يقيموا جيدًا هذا الموقف من العملية الانتخابية وأن يتخذوا دروسًا حقيقية للخروج من الأزمة الذاتية التي يعيشونها والتي يجب أن يقروا بها وأن يجدوا بديلًا يخلق الأمل للتونسيين"، حسب ما جاء في كلمته.

 

 

يذكر أن الرئيس التونسي قيس سعيّد كان قد أصدر، بتاريخ 2 جويلية/يوليو 2024، أمرًا يتعلق بدعوة الناخبين للانتخابات الرئاسية يوم الأحد 6 أكتوبر/تشرين الأول 2024. تفاصيل أكثر عن مواقف الأحزاب من هذه الانتخابات تجدونها هنا: سباق الرئاسة في تونس.. مخاوف حزبية من انتخابات "على المقاس"


 

صورة