ستة شبان لا تتجاوز أعمارهم الأربعين سنة، متزوجون، ويملك أقلّهم ثلاثة أطفال. هم مواطنون تونسيون من معتمدية العيون بولاية القصرين، يتوجهون بشكل دوري ومتكرر إلى ليبيا للعمل كعملة بناء، يجمعون ما تيسر، ثمّ يعودون إلى تونس لإطعام الأفواه الجائعة.
تونسيون من ولاية القصرين، يتعرضون إلى الاختطاف من قبل جهة غير معلومة، بعد توجّههم إلى ليبيا للعمل كعملة بناء
ستة شبان أطلق سراح 4 منهم ومازال اثنان منهم رهن الاحتجاز من قبل جهة غير معلومة في ليبيا. فمنذ 3 أيام، تم اختطاف المجموعة بأكملها. يقول عثمان الكرتلي ابن عمهم لـ"الترا تونس" إنه اتصل صباح الاثنين 12 سبتمبر/ أيلول 2022 باثنين منهم بعد إطلاق سراحهما ليؤكدا له أنهما غير قادرين على العودة إلى تونس لأن الطريق غير آمن وقد يتم احتجازهما مجددًا، وفقه.
في مقهى يطلق عليه اسم "موقف" في مدينة صرمان الليبية، يجلس العملة التونسيون والأجانب في انتظار قدوم من يطلبهم للعمل يوميًا، ليفاجأوا بقدوم مجموعة مسلحة بعشرات السيارات يطلقون النار يمنة ويسرة ملثمة وجوههم، وفق محدثنا.
عثمان الكرتلي (ابن عم أحد المختطفين) لـ"الترا تونس": مجموعة مسلّحة بلغها بأن أحد التونسيين قتل ليبيًا في مدينة الزاوية، ولهذا تريد أن تثأر له
ويضيف: "انطلقت المجموعة في اقتياد العملة داخل السيارات بعد تغطية وجوههم وركلهم، وبعد التعرف على جنسياتهم، قاموا بإطلاق سراح المصريين بعد أن افتكوا أموالهم فيما قرروا الاحتفاظ فقط بالتونسيين واقتيادهم إلى جهة غير معلومة".
ويؤكد عثمان الكرتلي لـ"الترا تونس" أن ابن عمه أكد له "تعرضهم إلى شتى أنواع التعذيب والإهانة"، مشيرًا إلى أن خبرًا وصل إلى هذه المجموعة المسلّحة بأن أحد التونسيين قتل ليبيًا في مدينة الزاوية، ولهذا تريد المجموعة أن تثأر له.
"لو أنهم وجدوا لقمة العيش في تونس لما ذهبوا للمخاطر والإهانة والتعذيب في ليبيا" يقول الكرتلي.
مصطفى عبد الكبير لـ"الترا تونس": تم إطلاق سراح 8 تونسيين احتجزوا في ليبيا، وينتظر أن يُطلق سراح 2 آخرين
وبيّن محدثنا أن "البعثة الدبلوماسية التونسية تدخلت بحسب ما أكده لهم مدير المكتب التنفيذي للتعاون التونسي الليبي صابر بوقرة إلى جانب تدخل الناشط الحقوقي مصطفى عبد الكبير".
وفي اتصال بالناشط في المجتمع المدني مصطفى عبد الكبير، أكد لـ"الترا تونس"، أن العدد الجملي للموقوفين في ليبيا يبلغ 10، تم إطلاق سراح 8 فيما ينتظر أن يطلق سراح 2 آخرين اليوم بحسب ما أكدته مصادر ليبية لعبد الكبير.
وبيّن محدثنا أن الجهة التي قامت بالاعتقال هي "جهة أمنية ليبية، واقتادت المجموعة إلى وجهة غير معلومة في إطار حملة أمنية تنفذها" مشيرًا إلى أنهم تدخلوا لإطلاق سراحهم.