الترا تونس - فريق التحرير
أثار رفض رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي إدانة تطبيع الإمارات علاقاتها مع الكيان الصهيوني واعتبار ذلك، في حوار مع القناة الوطنية (عمومي)، الثلاثاء 18 أوت/أغسطس 2020، "شأنًا داخليًا إماراتيًا"، موجة من الانتقادات في صفوف النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي لما اُعتبر تنصلًا من واجب دعم القضية الفلسطينية ومبدأ رفض كل خطوات التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتأكيدًا لوجود "شبهات" ارتباطها بدولة الإمارات.
وقالت موسي، في حديثها، إن بيان رئاسة مجلس نواب الشعب المندّد بالخطوة التطبيعية الإماراتية "لا يُلزمها" باعتبار أنه لا توجد مؤسسة رئاسة البرلمان وفق قولها، مبينة أنه لم يتم إمضاء الاتفاقية الإماراتية الإسرائيلية ولا تعرف محتواها، مكتفية أنها تدعم ما يقرّه الشعب الفلسطيني.
وبخصوص تعارض مواقفها باعتبار التطبيع الإماراتي "شأنًا داخليًا لدولة أجنبية" مقابل تدخلها الدائم في إعطاء مواقف حول تركيا وليبيا، برّرت موسي أن المسألة، في الحالة الثانية، تتعلق بالأمن القومي التونسي، وأن ليبيا دولة تتشارك حدودها مع تونس.
قالت عبير موسي إن بيان رئاسة مجلس نواب الشعب المندّد بالخطوة التطبيعية الإماراتية "لا يُلزمها"
موقف رئيسة الحزب الدستوري الحر اعتبره نشطاء يتعارض مع المواقف الرسمية للدولة الرافضة لأي شكل من أشكال التطبيع، كما يتعارض مع الدستور الذي ينص في توطئته صراحة على دعم القضية الفلسطينية، باعتبار أن الخطوة الإماراتية تعدّ انتكاسة و"خيانة" للقضية الفلسطينية.
وعلق القيادي في التيار الديمقراطي عبد الواحد اليحياوي، على حسابه على فيسبوك، "عبير موسي اعتبرت تطبيع الإمارات العربية المتحدة مع إسرائيل شأنًا داخليًا لتلك الدولة بينما تصنيف الإخوان المسلمين في مصر تنظيمًا إرهابيًا شأنًا تونسيًا موجبا للائحة من برلمانها" معلقًا "هذا ميراث الذل الوطني"
وعزّز رفض موسي إدانة التطبيع الإماراتي الشكوك حول علاقاتها مع الإمارات خاصة في ظل تأكيدات عديد السياسيين والنشطاء، طيلة الفترة الماضية، أن رئيسة الحزب الدستوري الحر تخدم أجندة أبو ظبي في تونس
إذ اتهم رئيس كتلة حركة النهضة نورالدين البحيري، في وقت سابق موسي، بأنها جزء من معادلة إقليمية عناوينها الإمارات وخلفان وقناة "العربية" و"سكاي نيوز" من أجل إسقاط الثورة التونسية.
وكان قد تحدث الأكاديمي والناشط السياسي طارق الكحلاوي، نهاية العام الماضي، عن وجود "تقارير إعلامية إماراتية مكثفة ومنتظمة تصل إلى حد الترويج إلى سيناريو اغتيال عبير موسي تحيل إلى دعم رسمي إماراتي لها". وقال إنه لاحظ في البرلمان الأوروبي وجود حملة ضغط ومناصرة (لوبيينغ) لمصلحة عبير موسي وحزبها خاصة منذ بداية 2019 من قبل ناشطة بلجيكية تونسية تدعى منال المسلمي "تحمل صفة وهمية هي مستشارة البرلمان الأوروبي" وفق تأكيده. وأضاف أن المسلمي هي عضو في الحزب الدستوري الحر وهي من قامت بزيارة للكنيست الاسرائيلي منذ أسابيع تحت عنوان "نشر السلام" في ذات الفترة التي قصفت فيها إسرائيل أهالي قطاع غزة. وأكد الكحلاوي وجود دعم لعبير موسي من الإعلام الاماراتي ولوبيينغ في بروكسيل يقوده مطبعون مع إسرائيل.
عزّز رفض موسي إدانة التطبيع الإماراتي الشكوك حول علاقاتها مع الإمارات خاصة في ظل تأكيدات عديد السياسيين والنشطاء أن رئيسة الحزب الدستوري الحر تخدم أجندة أبو ظبي في تونس
وفي نفس السياق، اتهمت القيادية في التيار الديمقراطي والبرلمانية سامية عبو، في جلسة برلمانية بتاريخ 8 ديسمبر/كانون الأول 2019، عبير موسي بأنها تقدم "خدمة مدفوعة الأجر للإمارات" مطالبة بفتح تحقيقات في تمويلات الحزب الدستوري الحر.
وكان قد دعا مستشار رئيس الحكومة السابق جوهر بن مبارك، بتاريخ 20 جويلية/ يوليو 2020 وذلك مباشرة إثر استقالته، رئيس الجمهورية قيس سعيّد لاتخاذ "موقف سياسي ودبلوماسي صارم وحاسم تجاه القوى الإقليمية التي تخرّب الوضع الداخلي الوطني وعلى رأسها السعودية والإمارات".
في جانب آخر، أشار نشطاء إلى أن موقف عبير موسي يكشف عن عدم تبني مبدأ رفض للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وذلك تماشيًا مع سياسات النظام السابق، الذي كانت موسي أحد وجوهه، مع ثبوت أدلة متواترة على تطبيعه غير المُعلن مع "إسرائيل"، من خلال التطبيع الثقافي عبر زيارة الفنانين التونسيين إلى الكيان الصهيوني بعلم السلطات التونسية، وزيارة "إسرائيليين" بجوازات سفر "إسرائيلية" لمعبد الغريبة بجربة، مع الإشارة إلى أن نظام بن علي فتح مكتب اتصال في تل أبيب في التسعينيات، عدا عن اتهام أطراف لبن علي بالتعاون مع الموساد في عملية اغتيال أبو جهاد بداية التسعينيات، إذ لم يكن مقرّ إقامته في تونس حيث اُغتيل لا يبعد إلا مسافة كيلومتر واحد عن القصر الرئاسي. وكان قد وجه النظام السابق عام 2005 دعوة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم إلى زيارة تونس في قمة المعلومات، وذكرت تقارير إسرائيلية حينها أن بن علي دعا شالوم لحفل العشاء الخاص بالرؤساء، وشجع السياح الإسرائيليين لزيارة تونس.
يُذكر أنه رفضًا للتطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني، نفذ عدد من قيادات الأحزاب والجمعيات ونشطاء في المجتمع المدني، الثلاثاء 18 أوت/أغسطس 2020، وقفة احتجاجية أمام سفارة الإمارات العربية المتحدة بتونس إدانة للتطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني.
وهتف المشاركون بشعارات مندّدة بالنظام الإماراتي على غرار "يا زايد يا جبان، لا تطبيع مع الكيان"، و"شعب تونس شعب حرّ والتطبيع لن يمرّ"، وأحرقوا أعلام الكيان الصهيوني وصور ولي عهد الإماراتي محمد بن زايد.
وأصدرت، في وقت سابق، أحزاب النهضة، والتيار الديمقراطي، و"قلب تونس"، وائتلاف الكرامة، وحركة الشعب، والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، والقطب، والوطد الموحد بيانات إدانة للتطبيع الإماراتي.
اقرأ/ي أيضًا:
وقفة احتجاجية أمام سفارة الإمارات بتونس احتجاجًا على التطبيع (صور)
أماني بن علي لـ"ألترا تونس": انسحبت من مسابقة إماراتية لأن المبادئ لا تتجزأ