من مدرجات الإفريقي إلى الأوركسترا.. مزيج بين أغاني الفيراج والسمفونية
15 مارس 2025
"ماني ناسي الإفريقي في عينيا"، "مغروم"، "يا حياتنا" وغيرها من الأغاني التي صدح بها جمهور النادي الإفريقي على امتداد سنوات، زيّنت مدرجات الأحباء وعبّرت عن شغفهم بنادي باب الجديد. بكلمات تشعل الحماسة وإيقاعات تدب الحياة في المدرجات، يصبح كل مشجع لناديه لاعبًا بروحه، يهتف، ويقفز، ويُغني بكل ما أوتي من حب.
ولكن هل تبادر لذهنك يومًا أنّ هذه الأجواء من الممكن أن تصاغ في قالب موسيقي سيمفونيّ؟ قد يبدو لك الأمر غريبًا أو غير مألوف غير أنّ الأوركسترا السيمفوني وكورال مقرين، بقيادة المايسترو أشرف بالطيبي نجحوا في تحويل أغاني "الفيراج" للوحات موسيقيّة مبدعة.
وسيكون الجمهور على موعد مع هذه الاحتفالية الاستثنائية بمناسبة مرور 104 سنوات على تأسيس النادي الإفريقي وذلك بتنظيم من جمعيّة "سوسيوس" النادي الإفريقي بتاريخ 18 مارس/آذار 2025 بالمسرح البلدي بتونس.
"الترا تونس" تابع الاستعدادات لهذا الحفل الموسيقي في التقرير التالي.
أغاني الفيراجات.. من الملاعب الإنجليزية إلى مدرجات العالم العربي
ترجع أصول أغاني "الفيراجات" إلى بدايات القرن العشرين، حيث بدأ مشجعو الأندية الإنجليزية بترديد أغان بسيطة لمساندة فرقهم. لكن التحوّل الكبير جاء في الستينيات والسبعينيات مع ظهور مجموعات الألتراس في أوروبا وأمريكا الجنوبية، حيث أصبحت هذه الأغاني عنصرًا أساسيًا في هوية المدرجات، متميزة بإيقاعاتها الحماسية وحمولتها العاطفية العميقة.
في الأرجنتين، كان لـ"الباريبراس برافاس" -وهي مجموعات المشجعين الأكثر حماسًا- دور بارز في ترسيخ ثقافة الغناء في الملاعب، بينما ساهمت جماهير الأندية الإيطالية الكبرى مثل ميلان، يوفنتوس، وروما في تطوير هتافات وألحان انتشرت عالميًا وأصبحت تُردد في مختلف الملاعب.
ترجع أصول أغاني "الفيراجات" إلى بدايات القرن العشرين، مع مشجعي الأندية الإنجليزية لكن التحوّل الكبير جاء في الستينيات والسبعينيات مع ظهور مجموعات الألتراس
في الوطن العربي، بدأت أغاني الفيراجات تأخذ طابعًا خاصًا منذ التسعينيات، تزامنًا مع انتشار ظاهرة الألتراس في تونس، والجزائر، والمغرب، ومصر أيضًا.
ولم تقتصر هذه الأغاني على التشجيع الرياضي فقط، بل تحولت إلى وسيلة تعبير عن قضايا اجتماعية وسياسية تجاوزت حدود الملاعب لتصبح جزءًا من الثقافة الشعبية.
المايسترو أشرف الطيبي: تقديم أغاني "الفيراج" بأسلوب سيمفوني ليس بالمهمة السهلة
أكد المايسترو أشرف الطيبي لـ"الترا تونس" أن بدايته مع الموسيقى السيمفونية كانت في سن مبكرة، حيث قرر التخصص في هذا النوع الموسيقي ومتابعة دراسته الأكاديمية في المجال، قائلاً: "بعد المدرسة، واصلت تعلم الموسيقى وأكملت دراساتي العليا حتى حصلت على الدكتوراه، مع التركيز على الموسيقى الكلاسيكية والسيمفونية"، كما لم يخف سعادته بمشاركة تجربته الموسيقية ومسيرته داخل النادي الإفريقي وهو الشغوف به منذ الصغر.
وكشف الطيبي أن فكرة دمج الموسيقى السيمفونية مع أغاني النادي الأفريقي بدأت خلال لقاء مع الصحفي وسام المختار، الذي اقترح عليه فكرة تقديم شيء مختلف ومميز، مشيراً إلى أن هذا اللقاء كان نقطة انطلاق لمشروع فني جديد، وأضاف: "في البداية لم تكن الفكرة واضحة في ذهني، ولكن بعد نقاشات عديدة بدأت الأمور تتضح، ووجدنا أن المشروع يستحق الجهد والعمل الجاد".
وأكد الطيبي أن تقديم أغاني "الفيراج" بأسلوب سيمفوني ليس بالمهمة السهلة، موضحاً أن العمل يتطلب إعادة توزيع الألحان، وتنسيقها مع آلات الأوركسترا، مثل الآلات الهوائية، الكمان، التشيلو، والناي. وأوضح قائلاً: "تحقيق هذا التوازن بين العناصر الموسيقية التقليدية والسيمفونية يحتاج إلى تخطيط دقيق، ونعمل بجد لضمان تقديم عرض مميز يوم 18 مارس 2025".
وفيما يتعلق بجمهور الموسيقى السيمفونية في تونس، أشار الطيبي في حديثه مع "الترا تونس" إلى أن هذا النوع الموسيقي له جمهوره الخاص، مضيفاً أن هناك اهتمامًا متزايدًا به، خاصة عند تقديمه بأسلوب جديد يجمع بين الأصالة والحداثة. وأردف قائلاً: "الموسيقى السيمفونية ليست حكراً على محبي موزارت وباخ وبيتهوفن، بل يمكنها أيضاً أن تستقطب جمهوراً أوسع عند تقديمها بلمسة معاصرة".
المايسترو أشرف الطيبي لـ"الترا تونس": تحقيق التوازن بين العناصر الموسيقية التقليدية والسيمفونية يحتاج إلى تخطيط دقيق، ونعمل بجد لضمان تقديم عرض مميز
كما كشف الطيبي عن اختيار مجموعة من الأغاني المشهورة لتكون جزءًا من العرض القادم، مشيراً إلى أنه سيتم تقديم حوالي 15 أغنية بإعادة توزيع سيمفوني. وأوضح: "حاولنا انتقاء أكثر الأغاني المحبوبة لدى الجمهور، مثل مغروم وماني ناسي، مع العمل على تقديمها بأسلوب موسيقي جديد".
وفي ختام حديثه، أشار الطيبي إلى أن الحفل سيتضمن فقرة خاصة لدعم القضية الفلسطينية، حيث سيشارك في العرض موسيقيون من فلسطين بقيادة لامار إلياس، التي ستتولى إدارة الأوركسترا معه بشكل مشترك. وأضاف: "الحفل سيستمر لمدة ساعة ونصف، ونتمنى أن يكون تجربة موسيقية فريدة من نوعها في تونس".
هشام الحاجي: تحية خاصة لفلسطين وشعبها الصامد خلال الحفل
بين المكلف بالإعلام والاتصال في جمعية سوسيوس النادي الإفريقي، هشام الحاجي، في حديثه مع "الترا تونس" أن "الجمعية اقتنعت بفكرة السمفونية من باب إيمانها بالدور الثقافي والتربوي للنادي"، مضيفًا أن "الموسيقى السيمفونية هي موسيقى راقية، ومن المهم أن يتعرف عليها الشباب".
وشدد على دور مؤسسي النادي في المحافظة على الهوية الثقافية التونسية، مشيرًا إلى أنهم "كانوا من بين مؤسسي الفرقة الراشيدية التي ساهمت في الحفاظ على الموسيقى التونسية في مواجهة محاولات الاستعمار الفرنسي لطمسها".

كما يؤكد الحاجي في تصريحه لـ"الترا تونس" أن الحفل سيكون فرصة لتكريم شباب النادي الذين أبدعوا في ابتكار الأغاني ورسموا لوحات فنية ذات أبعاد جمالية ومجتمعية، ومن أبرزها الأغاني التي عبروا فيها عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني. ويضيف: "سيكون هناك تحية خاصة لفلسطين وشعبها الصامد، حيث ستشارك المايسترو الفلسطينية لامار إلياس كضيفة شرف في الحفل".
وبيّن أن "الأغاني، ستشمل مزيجًا بين القديم والجديد، حيث تعود بعضها إلى سبعينيات القرن الماضي، فيما تم إعداد أخرى حديثة. وتولّى راسم دمق التوزيع الموسيقي لهذه السمفونية".
وعن أهمية هذه السيمفونية، اعتبر الحاجي أنها تعدّ "سابقة عالمية تُسجَّل للنادي الإفريقي"، مشيرًا إلى أن التفاعل معها كان إيجابيًا للغاية، قائلاً: "هناك شبه إجماع بين جماهير النادي حول أهمية هذه المبادرة، وأي تباين للآراء هو أمر طبيعي".
الكلمات المفتاحية

ماسحو الأحذية في تونس.. مهنة الهامش التي تستدعي التثمين
أستاذ باحث: تغيب البحوث الجامعية في مجالات العلوم الإنسانية المتعلقة بماسحي الأحذية كما تغيب الوثائقيات أو الروائيات السينمائية التي تبرز هذه المهنة

صناعة الأبطال في طبرقة.. فنّ يحتاج إلى دعم وتأطير
"الترا تونس" كان له لقاء مع بعض الشبان الذين جمعهم حبّ مدينة طبرقة والرياضة في نفس الوقت، تجدون تفاصيل شغفهم في هذا المقال.

على دراجة نارية.. عاملة توصيل تضيء ليالي رمضان بأحلامها
قيادة امرأة لدراجة نارية في شوارع بعض المدن التونسية لا يزال أمرًا غير مألوف، ما جعل هاجر بلواعر (عاملة التوصيل) تواجه نظرات الدهشة والاستغراب وفق قولها

نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار يؤدي زيارة رسمية إلى تونس
لإجراء لقاءات مع عدد من أعضاء الحكومة وتوقيع اتّفاقيات تمويل ومنح بدعم من الاتحاد الأوروبي

تحت شعار "نقرأ لنبني".. تفاصيل الدورة 39 لمعرض تونس الدولي للكتاب
تستمر الدورة 39 لمعرض تونس الدولي للكتاب إلى غاية يوم 4 ماي تحت شعار "نقرأ لنبني"

انقطاع التيار الكهربائي في مناطق بـ4 ولايات الأحد
في نطاق برنامج شركة الكهرباء والغاز لصيانة شبكات توزيع الكهرباء

تقرير: توقعات بتسجيل الاقتصاد التونسي نسبة نمو أضعف مما رُسم لسنة 2025
المعهد العربي لرؤساء المؤسسات: من المتوقع أن يسجل الاقتصاد التونسي نموًا، أضعف ممّا وقع رسمه بالنسبة لكامل سنة 2025.