محمد عبو: النظام يُلقي النساء في السجون لأي سبب ومؤسسات الدولة متورطة في ذلك

قال الناشط السياسي والوزير الأسبق، محمد عبو، يوم الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، في تدوينة إن "نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي كان مستبدًا وقمعيًا، لكنه بعد التسعينات تجنّب بشكل واضح سجن النساء على خلفية النشاط السياسي أو الجمعياتي أو التعبير عن الرأي".

 وأوضح أن "هذا التجنب لم يمنع القمع الممنهج ضد النساء بأشكال مختلفة، لكنه قلّل من التورط المباشر في سجنهن، لأسباب تتعلق بالضغط الدولي أو اعتبارات أخرى"، وفقه.

محمد عبو: في النظام الحالي، حيث غاب العقل والضمير، تُلقى النساء في السجون لأي سبب، فيمرضن ويُهَنَّ، ولا مجيب ووقع التطبيع مع هذا الأمر بكل ما فيه من خرق للقانون وغياب للإنسانية

وأشار عبو إلى أن "آخر سجينة سياسية أُفرج عنها في عهد بن علي كانت سهام بن سدرين سنة 2001، تلتها حياة المدنيني المسجونة على خلفية الانتماء لحركة النهضة، ثم زكية الضيفاوي، الناشطة في حزب التكتل، التي سُجنت سنة 2008 على خلفية المشاركة في مظاهرة خلال أحداث الحوض المنجمي، وأُفرج عنها بعد أشهر مع طردها من وظيفتها كأستاذة"، وفقه.

وأضاف محمد عبو: "في هذا النظام الحالي حيث غاب العقل والضمير، تُلقى النساء في السجون لأي سبب، فيمرضن ويُهَنَّ، ولا مجيب"، ولفت إلى أنه "وقع التطبيع مع هذا الأمر بكل ما فيه من خرق للقانون وغياب للإنسانية، مع تورط بعض "مؤسسات الدولة"، دون رفض أو مقاومة، وفقه.

اقرأ أيضًا: محمد عبو: التحلي بالوطنية أو ضعف الوطنية لا يصح أن يكون موضوع تقييم

وأرفق عبو بتدوينته صورة لتدوينة المحامية، هناء هطاي حول المعتقلة سنية الدهماني، داعيًا إلى قراءة الوضع وفهم مستوى من يحكم البلاد، وفق تعبيره، واختتم تدوينته بالقول: "تونس لن تكون بخير ما دامت تُدار خارج القانون وبغلبة القوة، وفي غياب مؤسسات تخضع للقضاء وتحتكم إليه"، مشددًا على أن "الوطنية الحقيقية تكمن في التضامن بين المواطنين لا في الصمت أمام الظلم".

محمد عبو: تونس لن تكون بخير ما دامت تُدار خارج القانون وبغلبة القوة، وفي غياب مؤسسات تخضع للقضاء وتحتكم إليه

وفي تدوينتها، علّقت المحامية، هناء هطاي على وضعية الموقوفة سنية الدهماني وقالت إن موكلتها "تبدو متعبة جدًا وتخشى قدوم الشتاء وهي لا تزال في السجن"، مشيرة إلى أن "ركبتها تؤلمها منذ سقوطها في المحكمة حين جرى بها الأعوان كما لو كانت مجرمة".

وأضافت هطاي أن "سنية تخاف أن يفقد أحد والديها الحياة دون أن تراهم، وتخاف أن تُحرم أكثر من ابنتها نور"، مؤكدة أنها قالت لها: "أخرجوني، فأنا لم أفعل شيئًا".

وتابعت المحامية قولها إن "سنية أنهت جميع مراحل التقاضي، ابتدائيًا واستئنافًا وتعقيبًا، ومع ذلك لا زالت رهن الإيقاف"، متسائلة عن" السبب وراء استمرار سجنها رغم أن القضية تتعلق بمجرد رأي عبّرت عنه"، وفق وصفها.

المحامية هناء هطاي: ما تتعرض له سنية الدهماني وصمة عار في حقّ المحامين وفي حقّ المجتمع بأسره، لأن الجميع يدرك في قرارة نفسه أنها مظلومة

وأشارت هطاي إلى أن ما تتعرض له سنية الدهماني"وصمة عار في حقّ المحامين وفي حقّ المجتمع بأسره، لأن الجميع يدرك في قرارة نفسه أنها مظلومة"، وفقها.

اقرأ أيضًا: محام: تأجيل محاكمة سنية الدهماني أمام الدائرة الجنائية بسبب تصريحات إعلامية

ويجدر بالذكر أن الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، قررت يوم الثلاثاء 30 سبتمبر/أيلول 2025، تأجيل جلسة محاكمة المحامية والإعلامية سنية الدهماني، الملاحقة استنادًا إلى المرسوم عدد 54، على خلفية تصريحات إعلامية انتقدت فيها أوضاع السجون التونسية، إثر شكاية تقدمت بها ضدها هيئة السجون والإصلاح.

ومن جانبها، أوضحت المحامية هناء هطاي أن "إحالة سنية الدهماني أمام الدائرة الجنائية يجعلها مهددة بعقوبة سجنية ثقيلة قد تصل إلى عشر سنوات"، مشيرة إلى أن الملف "يتعلق بتصريحات تحدثت فيها عن ظروف احتفاظ وإيقاف غير إنسانية في السجون التونسية

وفي وقت سابق، الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس كانت قد قضت في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2024، بسجن الدهماني لمدة عامين استنادًا إلى المرسوم عدد 54، بسبب تصريحات إعلامية تحدثت فيها عن مظاهر التمييز العنصري في تونس