"قافلة الصمود عادت بقوة السلاح".. وائل نوار يكشف وقائع ما حدث في شرق ليبيا

بعد عودتها ليل الخميس 19 جوان/يونيو 2025، إلى مكان انطلاقها من العاصمة التونسية، عقدت قافلة الصمود الجمعة 20 من الشهر نفسه، ندوة صحفية، للعودة على أبرز مخرجات القافلة وحيثياتها، وقد أكد أحد المتحدثين باسمها وائل نوار، أنّ "قافلة الصمود لم تنجح في تحقيق الهدف الأساسي وهو الوصول إلى رفح وكسر الحصار على غزة ولكن أعتقد أننا قطعنا خطوات عملاقة وكبيرة في مسار كسر الحصار.. الجميع يعلم أن كسر الحصار لا يتم في يوم وليلة" وفق قوله.

وتابع نوار: "أثبتت القافلة أنّ غزة على مرمى حجر وأنّ الشعب العربي يمكن أن يتحرك زحفًا على غزة.. عندما وقفنا على مشارف سرت، الفكرة الوحيدة التي راودتنا هي أننا لو كنا بمئات الآلاف أو ربما بالملايين لم يكن ليجرؤ أحد على منعنا.. كان عدد المشاركين في القافلة كبيرًا نعم، لكننا نفكر في أن يكون أكبر من ذلك" وفقه.

وائل نوار: قافلة الصمود لم تنجح في تحقيق الهدف الأساسي وهو الوصول إلى رفح وكسر الحصار على غزة ولكن أعتقد أننا قطعنا خطوات عملاقة وكبيرة في مسار كسر الحصار

وأضاف في هذا السياق: "لا نعتقد أنّ تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا عاجزة عن توفير مئات الآلاف من متطوعين لكسر الحصار على غزة، وسيكون هذا رهاننا للمرات القادمة ونعتقد أنّ هذا سيكون أحد مفاتيح الوصول إلى غزة، أما الانتصار الثاني فهو الجمع بين الشعوب العربية التي توحدت في قافلة الصمود كشعب واحد له بوصلة واضحة هي فلسطين".

ولفت وائل نوار إلى أنّ "قافلة الصمود عادت بقوة السلاح.. إذ جاءت فرق مسلحة وأعطتنا مهلة وطوّقت القافلة ومع اقتراب نهاية المهلة ومع استعمال السلاح، قررنا العودة 50 كلم إلى الوراء وعدنا من بوابة سرت إلى آخر مصراتة واستقررنا هناك.. كان لدينا 15 موقوفًا من جنسيات مختلفة وأعلننا انتهاء المسار البري وفشلنا في توفير مسار بحري، لكن بقينا مرابطين إلى حدود إطلاق سراح كل الموقوفين وهو ما تم بعد يومين من التفاوض الصعب، ولما تم إطلاق سراح كل الموقوفين عدنا إلى تونس" وفق تأكيده.

يشدد على أنّ "الاستقبال الذي حدث للقافلة في تونس وليبيا جاء ردًا على كل التشويهات التي لحقتنا وتأكيدًا على أنّ الشعبين مازالا داعمين لها.. الجزائريون سيعودون غدًا السبت إلى الجزائر ونتوقع استقبالًا شعبيًا كبيرًا لهم هناك أيضًا".

وذكّر نوار -وهو أحد المتحدثين باسم تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين- بأنّ التنسيقية تقدمت بمقترح هو قافلة الصمود وهي قافلة برية لكسر الحصار عن غزة إلى 13 منظمة تونسية وأصبحت منذ حينها قافلة للتنسيقية ولكل الشركاء، ثم تم التواصل مع الأشقاء في الجزائر وليبيا وموريتانيا واتفقنا على تحويل هذه المسيرة إلى مسيرة مغاربية، فأصبحت القافلة عبارة عن مسيرة برية مغاربية انطلقت يوم 9 جوان/يونيو من تونس في اتجاه معبر رفح، وفقه.

وبيّن المتحدث أنّ "خارطة الطريق كانت المرور عبر ليبيا ومصر، وقد قطعنا كل تونس في مرحلة أولى ورحّب بنا الأهالي وهو ما حدث أيضًا في ليبيا غربًا وشرقًا ولكن تم للأسف إيقاف تقدم القافلة في المنطقة الفاصلة بين غرب ليبيا وشرقها من طرف قوات الأمن التابعة لحكومة شرق ليبيا، وقد برّرت ذلك بعدم وجود موافقة مصرية على عبورنا لمصر، ثم دخلنا في سلسلة من المفاوضات مع حكومة شرق ليبيا ودخلنا عديد الاجتماعات منها اجتماع تلفزي تم توثيقه مع وزير الصحة ووزير الشؤون الاجتماعية ووزير الخارجية وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية".

وائل نوار: أثبتت القافلة أنّ غزة على مرمى حجر.. عندما وقفنا على مشارف سرت، الفكرة الوحيدة التي راودتنا هي أننا لو كنا بمئات الآلاف أو ربما بالملايين لم يكن ليجرؤ أحد على منعنا

يشدد نوار على أنّ "كل مساعي التوصل إلى حل يفتح لنا السبل البرية باءت بالفشل رغم أننا قدمنا كل الوثائق القانونية الكاملة من أجل العبور، وصار تشويه كبير للقافلة وأحاديث عن كوننا دخلنا بطريقة غير قانونية وعدم امتلاكنا لوثائق، وهذا كله مجرد افتراء.. الشيء الوحيد الذي لم يكن لدينا هو موافقة مصر على دخول الأراضي المصرية، وكنا واضحين منذ اليوم الأول من القافلة وقلنا إننا لم نحصل على الموافقة بعد، وقلنا إنّ عدم الحصول على الموافقة يمنعنا من دخول أراضي مصر، لكن لا تمنعنا من الوصول إلى معبر السلوم".

وقال في هذا السياق: "كانت كل أمورنا قانونية للمرور من غرب ليبيا إلى شرقها، لكن للأسف فوجئنا بهذا المنع الذي بُرّر بالموافقة المصرية وهو تبرير غير قانوني ولما تشبثنا بحقنا في المرور تم إيقاف القافلة بقوة السلاح.. صارت العديد من المضايقات ليس المجال لذكرها إذ الهدف هو طيّ هذه الصفحة وفتح المجال نحو صفحة جديدة" على حد تعبيره.

وكانت وزارة الخارجية المصرية كانت قد أصدرت بيانًا مساء الأربعاء 11 جوان/يونيو 2025 في أول رد رسمي لها، قالت فيه: "لا يُسمح لأي وفد أو قافلة بعبور الأراضي المصرية نحو رفح، إلا عبر التنسيق المسبق مع الجهات الرسمية، وبما يراعي الإجراءات الأمنية المعمول بها في المناطق الحدودية الحساسة"، ولفتت إلى "ضرورة الحصول على موافقات مسبقة لإتمام الزيارات إلى المنطقة الحدودية المحاذية لغزة"، كما أكدت أنه "لن يتم النظر في أي طلبات أو التجاوب مع أي دعوات ترد خارج الإطار المحدد بالضوابط التنظيمية والآلية المتبعة منذ بدء الحرب على غزة".

وقد أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في ليبيا (التابعة للحكومة الليبية المكلفة من البرلمان في الشرق الليبي) ترحيبها بقافلة الصمود، منوهة في بيان لها، يوم الخميس 12 جوان/يونيو 2025، إلى ما ورد في بيان وزارة الخارجية المصرية مساء الأربعاء 11 جوان/يونيو 2025، الذي يحدد الضوابط التنظيمية الخاصة بزيارة المنطقة الحدودية المحاذية لقطاع غزة، وشددت على "أهمية احترام هذه الضوابط والتنسيق الكامل مع الجهات المختصة لضمان سلامة المشاركين ونجاح أهداف القافلة"، وفق نص البيان.