الترا تونس - فريق التحرير
نشر بتاريخ 2024/12/12 (على الساعة 21.30)
غادرنا الممثل المسرحي والتلفزيوني والسينمائي التونسي، فتحي الهداوي، عن عمر يناهز 63 سنة، بعد رحلة مع المرض، ففقدت الساحة الفنية التونسية والعربية بذلك، مساء الخميس 12 ديسمبر/كانون الأول 2024، ممثلًا فذًّا، وفنانًا تألّق في جميع أدواره بعد مسيرة حافلة في المجال.
فقدت الساحة الفنية التونسية والعربية الخميس 12 ديسمبر 2024، ممثلًا فذًّا، وفنانًا تألّق في جميع أدواره بعد مسيرة حافلة
وُلد فتحي الهداوي يوم 9 ديسمبر/كانون الأول سنة 1961 بتونس، وتخرّج من المعهد العالي للفن المسرحي بتونس سنة 1986. وقد حاز المرتبة الأولى في دفعته فتحصل على جائزة رئيس الجمهورية آنذاك، وقد انطلق في التمثيل في مسرح المعهد الثانوي ابن شرف تحت إشراف أستاذه حمادي المزي.
وقد انضم الهداوي بعد ذلك إلى مسرح الهواة والتحق سنة 1985 بمجموعة المسرح المثلّث بتأطير من الأستاذ المسرحي الحبيب شبيل، وأصبح فيما بعد، عنصرًا هامًا من عناصر مجموعة المسرح الجديد مع كلّ من الفاضل الجعايبي والفاضل الجزيري وجليلة بكار وغيرهم من قامات المسرح التونسي.
مسلسلات "ليام كيف الريح" و"غادة" و"العاصفة" و"الحصاد" و"صيد الريم" (2008) و"من أجل عيون كاترين". من أشهر أعماله
أبدع الفقيد في عدة أدوار مسرحية، نذكر منها: "العوادة" و"عرب".. قبل أن يستهلّ في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، مسيرته السينمائية والتلفزية الحافلة بعديد الأعمال. وقد شارك في فيلم "حلفاوين" لفريد بوغدير وفيلم "صفائح من ذهب" للنوري بوزيد سنة 1986.
ولعلّ أشهر أدواره في الدراما التلفزيونية التونسية، كانت مع مسلسلات "ليام كيف الريح" لصلاح الدين الصيد ثم مسلسل "غادة" لمحمد حاج سليمان (1992) و"العاصفة" لعبد القادر الجربي (1993) و"الحصاد" (1994)، فضلًا عن النجاح الكبير لدوره في "صيد الريم" (2008) و"من أجل عيون كاترين" (2011) و"ناعورة الهواء" (2014-2015).. وغيرها.
-
فتحي الهداوي والأعمال العربية والأجنبية
لا تخلو مسيرة فتحي الهداوي، من مشاركات عديدة في مسلسلات عربية تاريخية شهيرة، عُرضت في قنوات عربية، على غرار "تاج من شوك" لشوقي الماجري (1997) و"هولاكو" لباسل الخطيب (2002) و"الحجاج" لمحمد عزيزية (2004) و"أبو زيد الهلالي" لباسل الخطيب (2004) و"خالد ابن الوليد" لمحمد عزيزية (2009) و"عمر" لحاتم خليل (2011).
كما كان للراحل فتحي الهداوي، تعامل مع مخرجين من فرنسا وإيطاليا مثل سارج موواتي (فرنسا) وفرانكو روسي (إيطاليا).
-
المسيرة الإدارية لفتحي الهداوي
وقد تقلّد الفقيد فتحي الهداوي أيضًا، مناصب إدارية في القطاع الثقافي، إذ كان مديرًا للمركز الثقافي الدولي بالحمامات (2011-2014) ومديرًا لمهرجان الحمامات الدولي في دورة 2012 ودورة 2013، كما كان مسؤولًا عن العلاقات العامة في أيام قرطاج السينمائية سنة 1995 ومديرًا فنيًا لأيام قرطاج المسرحية سنة 1993.
-
أهم الجوائز التي نالها فتحي الهداوي
أما عن مسيرة فتحي الهداوي في التتويجات والجوائز، فهي تزخر بشتى أنواع التكريمات، مذ كان تلميذًا، إذ تحصل على أول جائزة له كأفضل ممثل بالمهرجان الوطني للمسرح المدرسي سنة 1978 وحاز على الجائزة ذاتها سنة 1980.
كما كانت له عدة جوائز أخرى في مهرجانات محلية ودولية، كانت آخرها جائزة أفضل ممثل في مهرجان وهران للفيلم العربي سنة 2013. كما انخرط في العمل الجمعياتي فهو عضو في جمعية "فرحات حشاد" وجمعية "المدنية" وجمعية "حنبعل"، وكانت له عدة مشاركات في الفعاليات الجمعياتية المتعلقة بالأطفال المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك في السجون والمستشفيات العمومية ودور المسنين.
وقد نعته وزارة الشؤون الثقافية، فقالت إنه "جسّد الأدوار المركبة، حيث وصفه النقاد بأنه متقمص بارع"، كما خلّفت وفاته حزنًا في الساحة الإعلامية والفنية عمومًا، ولم ينفكّ محبّوه عن تعداد مناقبه وخصاله وعبقريته في مجاله، التي جعلته قامة مميّزة، رحل، وبقي أثره!