09-ديسمبر-2024
بشار الأسد

(AFP) سوريون يدوسون صورة لبشار الأسد في ساحة الأمويين في دمشق

الترا تونس - فريق التحرير

نشر بتاريخ 2024/12/09 (على الساعة 12.15)

 

تمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة، في صبيحة يوم الأحد الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، من إسقاط نظام بشار الأسد، بعد فراره نحو وجهة غير معلومة تبيّن لاحقًا أنها روسيا، الحدث الذي تصدّر الأنباء العربية والعالمية وتفاعلت معه عديد الدول، في ظل مطالبات دولية وسورية بمحاسبة هذا النظام على الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين.

لم تعبّر تونس بعد عن موقفها الرسمي إزاء هذه التطورات في المنطقة، على أنّ عددًا من السياسيين التونسيين، عبّروا عن ارتياحهم لسقوط نظام الأسد، داعين للاحتياط من التحديات المرتقبة

ولم تعبّر تونس بعد عن موقفها الرسمي إزاء هذه التطورات في المنطقة، على أنّ عددًا من السياسيين التونسيين، كانوا حاضرين لإبداء آرائهم ومواقفهم، فدوّنوا على حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، ما بدا أنّه ارتياح لسقوط نظام الأسد، ودعوات للاحتياط من التحديات المرتقبة.

  • محمد عبو

الوزير الأسبق والأمين العام السابق للتيار الديمقراطي محمد عبو، أكد أنه "ستبدأ مصاعب أخرى في سوريا خاصة لوجود قوى يصعب إن تمكنت أن تتأقلم مع منطق الدولة والديمقراطية"، مضيفًا أنّ "هذه نهاية مرحلة حكم مجرم كان يمكنه أن يُصلح على الأقل في بداية شرارة الثورة بما أنه لم يصلح قبلها، أو يغادر كرسيه ويرتاح ويريح، ولكنه اختار الغطرسة والبقاء على حساب شعب كامل معوّلًا على  القوة والبطش".

محمد عبو: هذه نهاية مرحلة حكم مجرم اختار الغطرسة والبقاء على حساب شعب كامل معوّلًا على  القوة والبطش.. وستبدأ مصاعب أخرى في سوريا

وتابع بقوله أنّ بشار الأسد "لم يكن وطنيًا ولا قوميًا ولا قادرًا على تحرير فلسطين ولا إيجاد حل عادل لقضيتها، كان فقط مجرمًا ضد الإنسانية ومجرم حرب وفاسدًا وطائفيًا.. لم يعرف متى كان يجب عليه أن ينسحب في البداية، ولكنه من المرجح عرف أو سيعرف متى يجب عليه الهروب وترك أعوانه وراءه" وفق قوله.

 

1

 

  • المنصف المرزوقي

الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، عبّر من جانبه، عن أنّ "الكابوس قد انتهى، واليوم يبدأ التخطيط لكي يصبح حلم الشعب السوري منذ نصف قرن واقعه للقرون المقبلة".

المنصف المرزوقي: انتهى الكابوس، واليوم يبدأ التخطيط لكي يصبح حلم الشعب السوري منذ نصف قرن واقعه للقرون المقبلة

وأضاف: "ألف مبروك للشعب الذي لم يركع ولم يستسلم ولم يهادن إلى أن افتك بالقوة ما لم يفتكه بالسلم.. ألف مبروك للشعب الذي بانتصاره عاد الربيع العربي ليزهر من جديد"، وفق تعبيره.

 

2

 

  • عماد الخميري

القيادي بحركة النهضة عماد الخميري، أشار من جهته، إلى أنّ "كل إنسان حر يؤمن بالقيم الإنسانية وقيم الحرية والعدل والمساواة ويحترم الذات والكرامة الإنسانية، يفرح لسقوط الدكتاتور بشار الأسد وهروبه، يفرح للملايين من الشعب السوري المهجرين في كل أصقاع الدنيا أملًا في العودة لديارهم ومدنهم وقراهم، يفرح للآلاف المغيبين لعقود في محتشدات وسجون آل الأسد في أن يروا الشمس من جديد"، وفقه.

عماد الخميري: على الرغم من أنّ سقوط الدكتاتور بشار الأسد، يعدّ خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة والحرية، فإنّ ذلك لا يضمن وحده نهاية المعاناة

وأردف أنّ "سوريا ابتليت وشعبها بهذا النظام القمعي المتوحش الذي لم يعرف له مثيل في المنطقة.. هذا النظام الذي أوغل في الدماء والأعراض، والذي قابل ثورة شعبه السلمية بالرصاص والشبيحة والبراميل المتفجرة، وحوّل سوريا إلى ساحة للتدخلات الأجنبية التي عمقت معاناة الشعب السوري".

وقال إنّ "سقوط الدكتاتور بشار الأسد، على الرغم من كونه خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة والحرية، لا يضمن وحده نهاية المعاناة. فالتحديات القادمة ستكون جسيمة، تبدأ بإعادة بناء الدولة السورية على أسس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وتمر بتحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب السوري".

وشدّد على أنه "لا يمكن تجاهل المأساة الإنسانية التي خلّفتها الحرب، من تشريد الملايين وفقدان الآلاف، إلى دمار البنية التحتية وتمزيق النسيج الاجتماعي". إعادة لمّ شمل السوريين وترميم ما تهدم يتطلبان، وفق تقديره، "جهودًا ضخمة وإرادة سياسية صادقة، بعيدة عن المصالح الضيقة".

 

3

 

  • سمير ديلو

أما المحامي والناشط السياسي سمير ديلو، فقد اعتبر بدوره، أنّ "من دروس هروب بشّار الأسد وقبله كلّ الطّغاة المستأسدين على شعوبهم أنّ الطّائرات التي تحملهم بعيدًا عن الأرض التي شهدت جرائمهم -ويضجّ فضاؤها بأنّات ضحاياهم- لا تتّسع إلاّ لما خفّ حمله وغلا -في أعينهم- ثمنه.. ولا مكان فيها لمن طبّلوا لهم وهتفوا بفدائهم بأرواحهم ولمن سجنوا وعذّبوا إكرامًا لهم ولمن لفّقوا القضايا لمعارضيهم ولمن نظّموا لهم انتخابات على المقاس بنتيجة تكاد تتجاوز الـ100%".

سمير ديلو: الطائرات التي تحمل الطغاة بعيدًا لا يكون فيها مكان لمن طبّلوا لهم وهتفوا بفدائهم بأرواحهم ولمن سجنوا وعذّبوا إكرامًا لهم

وقال ديلو: "لعلّ آخر درس من سقوط بشار الأسد، هو أنّ آخر عمل قام به أعوانه هو ترك موقعهم في مرتفعات جبل الشّيخ ليستولي عليه جنود العدوّ الصهيوني"، وفقه.

 

4

 

  • أحمد نجيب الشابي

رئيس جبهة الخلاص الوطني (معارضة)، أحمد نجيب الشابي، دوّن على صفحته بفيسبوك، من جهته، فقال: "ما أشبه اليوم بالبارحة: 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 في ساحات دمشق، وأيام جانفي/يناير 2011 بشوارع تونس.. إنها الثورة! الربيع العربي لم يمت، أزهاره تتفتح من جديد، من حلب إلى حماة، فحمص فدرعة فغوطة دمشق، فساحة المزة والأمويين والعباسيين".

أحمد نجيب الشابي: إنها الثورة.. الربيع العربي لم يمت، أزهاره تتفتح من جديد، وتفاؤل من أنّ قوى الثورة المسلحة متعددة وليست موحدة

وعدّد نجيب الشابي الأسباب التي دعته للتفاؤل، فأكد أنّ من بينها، هو أنّ "قوى الثورة المسلحة متعددة وليست موحدة، كما لم يسجل أي اعتداء يذكر على الأملاك العامة أو الخاصة بل أعطي الأمان لمن طلبه وذهب الأمر حد تكليف رئيس الوزراء بتسيير شؤون البلاد إلى حين تسليم مهامه إلى حكومة انتقالية.. فضلًا عن أنّ قوى الثورة متمسكة بهويتها العربية الإسلامية، لكن في غير إقصاء أو استئصال.. وبرنامجهم ليس أيديولوجيًا بل سياسيًا.." وغيرها، مبرزًا أنّها "كلها عوامل مطمئنة ولكن لا شيء مضمون مسبقًا وبخاصة في أجواء الثورة التي تضعف فيها الدولة وتهدد الأمور بالخروج عن السيطرة"

أما عما نغّص فرحته، فقد استنكر الشابي ما وصفه بـ"الصلف والعنجهية والعدوانية الإسرائيلية التي سارعت إلى احتلال أراض سورية جديدة وقصف مدينة دمشق في محاولة منها لقطع الطريق عن الثورة وجرها إلى المواجهة المبكرة، لأنها تدرك أن تعافي سوريا سوف يعيد إليها دورها الإقليمي المحوري" وفق قوله.

 

 

  • عبد الوهاب الهاني

الناشط السياسي عبد الوهاب الهاني، استنكر من جانبه، أن "تعبّر كل دول العالم عن موقفها من الحدث الجلل في سوريا وفي دعم تطلعات الشعب السوري.. وعن أمنياتها بالحوار الجامع والوحدة الوطنية والحفاظ على وحدة وسلامة سوريا.. بعد فرار الأسد وانهيار نظامه.. إلَّا تونس".

عبد الوهاب الهاني: كل دول العالم عبّرت عن موقفها من الحدث الجلل في سوريا وفي دعم تطلعات الشعب السوري.. بعد فرار الأسد وانهيار نظامه.. إلَّا تونس

وقال الهاني: "فحتَّى آخر حلفاء الأسد في تِهران ومُوسكو عبَّروا عن ذات المواقف.. وحتَّى جامعة الدُّول العربيَّة تكلَّمت وأعلنت عن احترامها لإرادة الشعب السوري ووقوفها إلى جانبه ونبَّهت من استغلال الدولة القائمة بالاحتلال لفرار جيش المخلوع من مواقعهم والسطو على المنطقة العازلة المُطلة على الجولان السوري المحتل منذ خيانة الأسد الأب إلَّا تونس".

وأكد الهاني أنّ "سلطات التَّدابير الاستثنائيَّة لا تزال تعيش بهْتة دبلوماسيَّة بلهاء.. تعيق الدَّور بل التَّواجد الدِّبلوماسي التُّونسي في علاقاتنا متعدِّدة الأطراف وحتَّى الثُّنائيَّة، وتجعل من سفراءنا يتحاشون التعبير والحضور ويلوذون بالغياب، في وقت تحتاج فيه سوريا والعروبة والعالم لتونس ولصوت تونس ولموقف تونس ولحِكمة تونس" وفق قوله.

 

 

وتأتي أغلب مواقف الطبقة السياسية في تونس، متماهية فيما بينها، إلّا أنّ البعض يعتبر أنّ ما يحدث في سوريا حاليًا، لا يعدو إلّا أن يكون "مزيدًا من التفكيك والتفتيت"، محذّرين من العواقب التي وصفها البعض بالوخيمة.

وكان قد أُسدل الستار في سوريا على حكم حزب البعث وعائلة الأسد الذي دام لـ61 عامًا (53 عامًا منها تحت حكم عائلة الأسد)، عانى فيها السوريون ويلاتٍ كثيرة قمعًا وسجنًا وقتلًا وتجويعًا وتهجيرًا.. إذ سيطرت قوات المعارضة على دمشق، وسط حشود جماهيرية، وقيام المتظاهرين ومجموعات من قوات المعارضة "بالإفراج عن المعتقلين في سجن صيدنايا الذي يُعرف بأنه كان من أكثر مقرات التعذيب لدى نظام الأسد".

يشار إلى أنه، وأثناء كلّ نصر للمعارضة على النظام في المحافظات والمدن المختلفة، كان المواطنون يعمدون إلى إسقاط تماثيل حافظ الأسد وتمزيق صور ابنه بشار.