الثناء والاستحسان في اللهجة التونسية.. أصالة وطرافة وتجدّد
1 أبريل 2025
إنّ حديثنا في مقال سابق عن "معجم العنف والتحقير في اللهجة التونسيّة" لا يعنى أنّها تُحاكي تاريخًا وواقعًا تحكمه الكراهية والبغضاء، إنّما الأمر راجع في ذاك الاختيار إلى دوافع سياقيّة وإكراهات منهجيّة، فما من لسان في هذا الكون إلّا وقد حكمت مُعجَمهُ ثنائيّات الجمال والقبح، والخير والشرّ، والحقّ والباطل، والشدّة واللين، وغيرها ممّا يُضارع عالمًا قائمًا على التنوّع والتوازن.
وجاهةُ الحديث عمّا يحلّ ضديدًا لمعجم العنف والقبح والتحقير في اللهجة التونسيّة لا تكمن في التأكيد على هذا التوازن اللفظي والدلالي فحسب، إنّما تتجه إلى الكشف عن خصوصيّات "معجم الثناء والاستحسان والتثمين" في اللهجة التونسيّة الذي لا توحي به فقط الانطباعات الذوقيّة، وإنّما تؤكّده القراءة العلميّة والوصفيّة والموضوعيّة استقراءً واستدلالًا.
العروي والدوعاجي والأغاني التراثيّة.. من أوثق السندات المرجعيّة
المميزات والخصوصيّات في اللهجة التونسيّة يلمسها المستعمل المحلّي أو الأجنبي، وهو يتفاعل مع شرائح المجتمع المختلفة، وهو يترنّم بالأغاني التراثيّة العتيقة، وهو يُصغي لأغاني "الراب" الراهنة، وهو يشاهد أعمالًا مسرحيّة ودراميّة وسينمائيّة قديمة وحديثة، وهو يقرأ قصصًا رواها أصحابُها بلهجة عاميّة، فتحوّل بعضُها إلى مراجع لغويّة وثقافيّة وأدبيّة على غرار بعض أقصوصات الدوعاجي وخاصّة حكايات عبد العزيز العروي التي ألقاها على آذان السامعين إذاعيًّا خلال النصف الثاني من القرن العشرين قبل تجسيدها تمثيليًّا وتلفزيًّا، وتحوّلت بعد ذلك من المشافهة إلى التدوين في كتاب من أربعة أجزاء نشرته الدار التونسيّة للنشر سنة 1998.
مُعجم "التثمين والإعجاب والاستحسان" يتميّز في اللهجة التونسية بالعراقة والتجذر والأصالة سواءً اتّصل بوصف الأشخاص أو الحيوانات أو الأمكنة أو الأعمال الفنيّة
مُعجم "التثمين والإعجاب والاستحسان" يتميّز في اللهجة التونسيّة بالعراقة والتجذر والأصالة سواءً اتّصل بوصف الأشخاص أو الحيوانات أو الأمكنة أو الوسائل أو الأعمال الفنيّة أو غيرها من الأشياء والكائنات، نلمس ذلك في مفردات منها بْريمه، ديقُردي، دُغري، تَرَّاس، لَلّـَه، يْلَلّش، كَمباص، صاحب كلمه، صاحب ناموس..
هذه الكلمات وغيرها لا تتّصف بالتجذّر والطرافة والتجدّد فقط إنّما تتّصف بالخطورة، وهو ما يجعل التدقيق وتقليب النظر فيها أمرًا ملحًّا، اخترنا في سبيل ذلك بعض العيّنات القابلة للتوسعة في حيّز آخر.
"البريمه" يتعرضلي!
يستعمل التونسيّون كلمة "بريمه" (بتسكين الباء) في استحسان شخص أو آلة أو عمل أو غيرها من الموصوفات، فنقول على سبيل المثال "مكينه بريمه" إشارةً إلى الجَودة، و"خِدمه بريمه" كناية عن الإتقان، و"راجل بريمه" وصفًا لبسالته وفتوّته، ولذلك يقول التونسيّ حينما يُعلن التحدّي والمواجهة "البريمه فيكم ياقِفْلِي، والبريمه فيكم يِتكلّم، والبريمه يْواجهني والبريمه يِتْعَرِّضلي في الدوره".
كلمة "بْريمه" إذن تفيد في الغالب معنى الامتياز والتفوّق، وهي مقترنة بمقامات القوّة والحماسة ورباطة الجأش أكثر من اقترانها بالحسن والجمال، اللافت أنّ استعمالها قد خرق الفضاء الشعبيّ والعموميّ ليدرك الفضاء الإعلاميّ والسياسيّ، فقد استعمل مُفردة التحدّي هذه عددٌ من النوّاب والإعلاميين في فترة بلغ فيها السّجال الإيديولوجي والحزبي على المنابر الإعلاميّة ذُروته، ولئن تباينت سياقات استعمال كلمة "بريمه" فالثابت أنّ اللهجة التونسيّة قد اقترضتها من اللغة الإسبانيّة، فهي ترجمة ومحاكاة صوتيّة لكلمة Primo ومؤنثها Prima.
دُغري.. وضوحُ المعنى وقلقُ الهويّة
لئن ارتبطت كلمة "بْريمة" بمعنى الجودة عامّة ودلالة الشدّة والبأس في وصف الرجال خاصّة فإنّ كلمة "دُغري" أقرب إلى مقام الأخلاق والتواصل، فالدغري في اللهجة التونسيّة هو الصريحُ في الخطاب، المستقيمُ في السلوك، البعيدُ عن الكذب والخداع، والطاهرُ من الرياء والتملّق، ومن العبارات التي تحضر فيها كلمة "دُغري" في محلّ العِظة والنصح "امشِ دغري" "تْكلّم دُغري".
رغم عُمق هذه الكلمة دلاليًّا وتقييميًّا فإنَّ الفنون التونسيّة لم تَحفل بها، حتّى حقّ القول إنّ الشعر الشعبيّ والأغاني التراثيّة والأحجيات والألغاز قد قصّرت في جعل هذه الكلمة أوسع سريانًا على الألسن، فلا شكّ أنّ بعض الإبداعات كفيلة بإحياء العديد من الكلمات، وللتحقّق من ذلك انظر دور أغاني الراب في جعل كلمات تليدة من قبيل ديقه (ثلاث نقاط فوق القاف) و"خرشي" و"صبايحي" و"باندي" وغيرها أوسع استعمالًا في الملفوظ الشعبي.
الحَرج الذي تواجهه كلمة "دُغري" لا يقتصر على نُدرة الاستعمال، إنّما يتعدّى إلى هُويّتها الأصليّة، إذ اختلف بعض اللسانيّين في تحديد اللغة التي اقترضت منها اللهجة التونسيّة هذه الكلمة الدالّة على معنى الاستقامة ورباطة الجأش، ثمّة من ردّها إلى العربيّة الفصيحة أي إلى الجذر (د، غ، ر) بجامع القيام بالفعل دون التواء أو تردّد بمقتضى أنّ دَغَرَ تعني في اللسان العربي الدخول (دغر في البيت) والهجوم (دغر عليه أي هجم عليه) وهذا التأويل يبدو ضعيفًا وفق ما انتهى إليه إبراهيم بن مراد الباحث في المعجميّة.
اختلف اللسانيّون في تحديد اللغة التي اقترضت منها اللهجة التونسيّة كلمة "دُغري" الدالّة على الاستقامة، فثمّة من ردّها للعربيّة الفصيحة وآخرون رأوا أنها مقترضة من التركيّة "دُوغْري" أو من الفارسيّة بمحاكاة صوتيّة لكلمة "طُوغْرُو"
والأقرب أنّ اللهجة التونسيّة قد اقترضت كلمة "دُغري" من التركيّة (دُوغْري) وفق ما ورد في معجم شمال المغرب لعبد المنعم سيّد عبد العال (الصادر سنة 1968 عن دار الكاتب العربيّ للطباعة والنشر بالقاهرة)، أو من الفارسيّة بنفس المعنى وبمحاكاة صوتيّة لكلمة "طُوغْرُو" استنادًا إلى ما ورد في كتاب المحكم في أصول الكلمات العاميّة (الطبعة الأولى سنة 1939) لصاحبه الدكتور أحمد عيسى بِكْ العضو الأسبق بالأكاديميّة الدوليّة بباريس وعضو المجمع العلمي المصري والمجمع العلمي العربيّ بدمشق.
لئن بدت كلمة "دُغرى" قليلة الاستعمال في اللهجة التونسيّة فإنّ بعض جنيساتها في الدلالة على الاستقامة تبدو أكثر تداولًا منها "صاحبْ كِلمة" أي ذاك الذي يحفظ العهود فلا يخون ولا يغدر، فكأنّ مستعمل اللهجة العاميّة التونسيّة الراهنة قد استعاض بالعبارة (أكثر من كلمة) عن المًفردة (الكلمة الواحدة) لكن رغم ذلك تظلّ الشحنة الدلاليّة لكلمة "دُغري" أكثر تجذّرًا ودقّة وأوسع تعبيرًا.
غير بعيد عن هذا المجال الدلالي يستعمل التونسيّون في التثمين والاستحسان كلمة "كَمباس" وكُمباس والفعل يكمبس ( بتسكين الميم) بمعنى الهمّة والذكاء وحسن التدبير وهي محاكاة صوتيّة للكلمة اللاتينيّة Compassum، والفعل Compassare، وتعني تحديدًا وفق بعض المعجم "قياس الخطوة"، ومنها اشتقّ اللسان الفرنسي كلمة Compas (البركار الذي يستعمله التلامذة في مادّة الهندسة)، ولمّا كان الفعل دالًّا على الدقة في ضبط المسافات، فقد كانت استعارته إلى اللهجة العاميّة للدلالة على حسن التخطيط اختيارًا حكيمًا وجيهًا.
الصبيّة و التّرّاس.. التوقّد الجنسي والالتباس الدلالي
تتجّه اللهجة العاميّة التونسيّة في وصف المرأة إلى التركيز على الحُسن والإثارة الحسيّة الجسديّة، أمّا نعوت الرجل فيغلب عليها معنى القوّة والفحولة والتوقّد، يمكن التحقّق من ذلك من خلال أمثلة عديدة نذكر منها الصْبيّه والترّاسْ:
لا نحتاج إلى كدّ الذهن لمعرفة الأصول العربيّة الفصيحة لكلمة الصْبيّة (بتسكين الصاد)، فهي مؤنّث "صَبيّ" و تعني مرحلة عمريّة دون سنّ الرشد، ومنها تناسلت عبارات من قبيل لعبٌ صبيانيّ، وتصرّفاتٌ صبيانيّة.
ورغم ما أحدثته اللهجة التونسيّة في هذه الكلمة من تحوّلات دلاليّة فإنّنا لم نعثر في المعاجم أو الدراسات على بحث أو مجرّد إشارة إلى هذا التغيّر الكبير والخطير في العلاقة بين الدالّ والمدلول، فالصبيّة في اللهجة العاميّة قد شُحنت بمعاني العُذريّة ومعاني النضج الجسدي واكتمال النموّ، وهي على هذا النحو أقرب إلى معنى الكاعب (أي الفتاة التي نهدَ ثدياها) من معنى الصبيّة في الفُصحى أي التي لم تدرك سنّ البلوغ، إذا فرطّنا في هذا المعنى اللسانيّ الدقيق قد نقع في لبس خطير جدًّا!
تتجّه اللهجة التونسيّة في وصف المرأة إلى التركيز على الحُسن والإثارة الحسيّة الجسديّة، أمّا نعوت الرجل فيغلب عليها معنى القوّة والفحولة والتوقّد، وذلك ما يظهر في كلمتيْ "صْبيّة" و"ترّاس"
يتأكّد ذلك عند ترجمة بعض الأقوال المشهورة والأمثال التونسيّة من قبيل "الرْبيع ربّع واللبن قراص واللي عندو صبيّة يعطيها لترّاس"، إذا لم نكن على وعي بأنّ اللهجة التونسيّة قد اقترضت كلمة صبيّة من الفصحى وغيرت دلالاتها العُمريّة من سن ما قبل البلوغ إلى سن النضج والبلوغ، أو كنّا في موقع المستعمل الأجنبيّ ظنّنا على وجه الخطأ أنّ المَثل السائر يحثّ على تزويج الفتيات القاصرات الصغيرات في سنّ العاشرة من العمر أو دون ذلك!، لكن ماذا عن الترّاس؟
لا تُثير كلمة ترّاس ما تثيره كلمة "صبيّة" دلاليًّا وتداوليًّا، فالتراس في اللهجة العاميّة التونسيّة هو "الشابّ القويّ في مقتبل العمر"، ونظرًا إلى صلة هذه الكلمة بمعنى الشدّة والبَأس اشتقّ التونسيون من الكلمة فعل يِتَّرّسْ" أي يَثْبتُ مكانه، فلا يمكن تحريكه جذبًا أو دفعًا، والثابت أنّ اللهجة التونسيّة قد اقترضت الكلمة من اللغة العربيّة الفصيحة، فالتِّرْسُ هو الدرع الذي يحمي صاحبه، فكان الجامع بين الأصل الفصيح والكلمة العاميّة هو القوّة والثبات، لكنّ اللغويّين يُقرون أنّ العربيّة نفسها قد اقترضت كلمة ترس من اليونانيّة "Thueros"، ومن المستبعد أن يكون التونسيّون قد أخذوا الكلمة من مصدرها الأصليّ الإغريقي.
الجمال القاتل العنيف!
رغم عراقتها وتجذرها وانفتاحها على حضارات شتّى وألسنة متنوّعة فإنّ اللهجة التونسيّة لم تكُفّ عن التطوّر، فقد ضمّ معجم الثناء والاستحسان الراهن كلمات جديدة كثيرة التداول سهلة النطق والاستعمال منها يُقتل، يْفتّق، يْعشّق، يْهبّل، الجامع بين هذه الكلمات أنّها تصف أثر الموصوف في الناظر إليه، سواءً كان محبوبًا أو ملبسًا أو صورةً أو مشهدًا، ويُفترض أن يكون هذا الموصوف قد حاز كلّ ضروب الجمال وألوان البهاء، فهو مثير أخّاذ جذّاب ممّا يجعله "يُقتل"، ولا عجب في هذا الوصل بين الجمال وفعله في العاشق فلَكَمْ حضرت هذه الصورة في الشعر العربيّ القديم، يقول بشّار بن برد شاعر القرن الثاني للهجرة، واصفًا قينة حَوراء فاتنة أخّاذة: "إنّ العيون التي في طرفها حَوَرٌ قتلننا ثمّ لم يحيين قتلانا".
أمّا وقد كان للمحبّ فعل القتل فمن شأنه بحسنه وبهائه أن يورث في الولهان حالةً من الجنون عبّرت عنها اللهجة التونسيّة بكلمة "يْهبِّل" المقترضة من اللغة العربيّة الفصيحة بمعنى فقدان الصواب، يقول العرب: "هبَلَ الشابّ أي فقد عقه وتمييزه" ومعلوم أنّ تاريخ العشق حافل بالمجانين ولعلّ أشهرهم قيس بن الملوّح مجنون ليلى، ولكلّ ليلاه التي قد تورث فيه الهَبل والجنون.
ومن قدرت على أن "تُقتل و"تْهبّل" فهي قادرة بالضرورة على أن "تُفتّق" وهي كلمة تحاكي صوتيًّا ودلاليًّا فعل فتَّقَ، وهي صيغة مبالغة من فَتق، ففي لسان العرب يقول أسلافنا "فَتق الشيء أي فصل أطرافه عن بعضها".
لم تكُفّ اللهجة التونسية عن التطوّر فقد ضمّ معجم الثناء والاستحسان الراهن كلمات جديدة كثيرة التداول منها "يُقتل، يْفتّق، يْعشّق، يْهبّل".. ولا عجب في هذا الوصل بين الجمال وفعله في العاشق
ضمنت كلمات من قبيل "يْفتّق، يْهبّل، يُقتل" الانتشار الواسع لِما اتّصفت به من بساطة في النطق ومبالغة في المعنى وصلة وثيقة بمقام الحبّ، لكنّ المعطى الذي جعلها تبلغ أعلى درجات السريان على الألسن حضورها في الأعمال الفنيّة لا سيّما الأغاني.
ما نستخلصه من خلال ما تقدّم أنّ اللهجة العاميّة التونسيّة تحتاج كغيرها من الثروات الوطنيّة والموروث المشترك إلى التعهّد والنظر والتدقيق في سبيل الإحياء من جهة ورفع اللبس الدلالي من جهة ثانية، ولا ينبغي أن نُراهن في هذا التوجّه على البحوث الأكاديميّة والمقالات العلميّة فقط، إنّما الرهان الأمثل موكول إلى الفنّ والإبداع فهو "التِّرس" الذي به نحمي لهجتنا من الابتذال والخلط والنسيان.
الكلمات المفتاحية

الاعتراف بمهنة عاملة فلاحية في تونس بين النص والواقع
تواجه عاملات الفلاحة في تونس ظروفًا مهنية قاسية في ظل غياب الاعتراف الرسمي بنشاطهن من طرف مصالح الدولة

قسمة الميراث بين الإخوة.. حديث القانون في مواجهة "الفتنة"
ليس غريبًا أن يتحوّل الخلاف بين الإخوة في قسمة ميراث والدهم، لسبب فرقة أحيانًا قد تؤدي للقطيعة وتفكّك النسيج العائلي، خاصة في صورة خيار فضّ النزاع عبر القضاء.

الفاسدون على وجه الطيبة والجهل.. شركاء في الجريمة و"حاضنة" لها
من المؤكد أنّ حالة الفاسد المركّب أشدّ تعقيدًا وأصعب في المعالجة من الفاسد الواعي الذي يمكن أن يرتدع بدافع الخوف أو الحكمة أو التقوى

جربة جرجيس.. الوجهة السياحية الأولى في تونس
المندوب الجهوي للسياحة: المنطقة السياحية سجلت ارتفاعًا في أعداد الوافدين بنسبة 19.7% والليالي المقضاة بنسبة 15.7%

رصد المد الأحمر في سواحل المنستير.. وزارة الفلاحة تحذّر البحارة والمتساكنين
سبق أن طالب الأهالي ومختصون في الشأن البيئي والمناخي السلطات المعنية بالتحرك سريعًا لتفادي أي مخاطر ممكنة على صحة المتساكنين

النادي الإفريقي.. فوز قائمة محسن الطرابلسي في انتخابات الهيئة المديرة
فوز قائمة محسن الطرابلسي وهي القائمة الوحيدة المترشحة لعضوية ورئاسة الهيئة المديرة للنادي الإفريقي بعد حصولها على نسبة 92.28%من الأصوات

النهضة: الحكم بالسجن ضدّ الصحبي عتيق جائر وهو حكم سياسي جاهز
حركة النهضة تعتبر أن الحكم بالسجن لمدة 15 سنة ضد الصحبي عتيق ومنصف العمدوني هو "حكم سياسي جاهز وجائر"