منوعات

الإعداد البدني في كرة القدم وفي القاعات.. مظالم وأخطاء وانزلاقات

10 فبراير 2025
كرة القدم تدريب.jpg
لقاء "الترا تونس" مع مدربين حول كيفية اختيار اللاعبين وتكوينهم وتوجيههم وما يواجهه المجال الرياضي عامّة وميدان كرة القدم خاصّة من مشاكل ورهانات (صورة توضيحية/ pexels)
أحمد الزوابي
أحمد الزوابي باحث من تونس

 

يقتضي النجاح في المسار الرياضي فضلًا عن الرغبة والشغف شروطًا أخرى لا غنًى عنها منها التخطيط والاستمراريّة والانتظام والتناغم بين الإمكانيّات المتاحة والأهداف المراد بلوغها، وهو ما يجعل الأنشطة البدنيّة لا تخضع إلى التقييم الزمني الميقاتيّ فقط، إنّما تخضع كذلك إلى معايير نوعيّة قد يغدو بمقتضاها الإعراض عن ممارسة الرياضة أقلّ خطورة من الاندفاع إليها في غير حكمة أو إرشاد سليم.

لا شكّ أنّ ضعف الإقبال على ممارسة الرياضة في حدّ ذاته يعدّ مؤشّرًا سلبيًّا صحيًّا وثقافيًّا واجتماعيًا، يتضح ذلك من خلال مفارقة مثيرة، فالتونسيّ من أكثر المتابعين للأنشطة الرياضيّة والمتفاعلين معها في المدارج والمقاهي و أمام شاشات التلفاز وفي مواقع التواصل الاجتماعي، غير أنّ هذا المُواطن المدمن على الشأن الرياضي إنصاتًا ومشاهدةً وكتابةً وجدالًا وسجالًا وانفعالًا يظلّ في أسفل السلّم نشاطًا فعليًّا قياسًا إلى شعوب أخرى، فنسبة ممارسي الرياضة جماعيًّا وفرديًّا لا تتعدّى 18 بالمائة في بلد الملايين من عشاق كرة القدم حدّ الهوس والتعصّب، وهو رقم ضعيف جدًّا بالمقارنة مع معدّلات أروبيّة تصل إلى السبعين بالمائة في بعض الدول.

هذه الأرقام التي أعلن عنها المرصد الوطني للرياضة حمّالة لكثير من المعاني والدلالات التي لا يمكن أن تخفى عن الناظر حتّى إن كان غير مختصّ. 

هناك مفارقة مثيرة تتمثل في كون التونسيّ من أكثر المتابعين للأنشطة الرياضيّة والمتفاعلين معها في المدارج والمقاهي، غير أنّi يظلّ في أسفل السلّم نشاطًا فعليًّا قياسًا إلى شعوب أخرى  فنسبة ممارسي الرياضة لا تتعدّى 18%

في المقابل تبدو الزاوية النوعيّة في معالجة المسألة أشدّ خطورة، ذلك أنّ الفئة القليلة من المقبلين على النشاط الرياضي هي نفسها في حاجة إلى معرفة الأخطاء والانزلاقات التي يقع فيها الناشطون إن في الملاعب أو القاعات وهو ما يمكن التحقّق منه من خلال أصوات عدد من الخبراء والمختصين. اخترنا منهم في هذا التقرير محمّد علي الشفري وعصام بن مريم، فكلاهما قد جمع بين التكوين الأكاديمي المعمّق والمتين والتجربة الميدانيّة الطويلة سواءً في المدارس الإعدادية والمعاهد الثانويّة أو مع الجمعيّات والنوادي وفي القاعات الرياضية الخاصة، وهو ما أتاح لهما قراءات ومواقف واسعة ودقيقة ومنهجيّة مدعومة بحجج علميّة وواقعيّة، فانفتح حوار "الترا تونس" مع هذين المدرّبين على الإعداد البدني وبعض القضايا المتّصلة باختيار اللاعبين وتكوينهم وتوجيههم وما يواجهه المجال الرياضي عامّة وميدان كرة القدم خاصّة من مشاكل ورهانات. 

 

  • التوريث الجيني الحميد والتوريث السلوكي الخبيث

يؤكّد عصام بن مريم أنّ الخطوة الأولى التي لا غنًى عنها في نجاح اللاعب وتألّقه مهما كان اختصاصه ترتكز على الوعي بأهميّة المعطى الوراثي الجيني، فبعض العناصر مثل الطول وسرعة ردّ الفعل وتناسق الحركة موكولة في جانب كبير منها إلى ما يرثه الطفل عن أبيه وأمّه، لا شكّ. 

المدرب عصام بن مريم لـ"الترا تونس": الخطوة الأولى في نجاح اللاعب مهما كان اختصاصه ترتكز على الوعي بأهميّة المعطى الوراثي الجيني، فبعض العناصر مثل الطول وسرعة ردّ الفعل وتناسق الحركة موكولة في جانب كبير منها إلى ما يرثه الطفل

يضيف بن مريم أنّ النشاط الهاوي في المدرسة والبطحاء وبعض نوادي الترفيه يمكن أن يجمع الضعيف والمتوسّط والقويّ، فالغاية في هذا المقام غالبًا ما تكون تربويّة إمتاعية، أمّا المدرّب أو الجمعيّة أو السياسة الرياضيّة التي ترغب في تكوين الأبطال المتألقين في ألعاب القوى وفي كرة القدم وفي بقيّة الرياضات الفرديّة والجماعيّة فلا بدّ ألَّا تغفل عن إخضاع اللاعبين إلى اختبارات دقيقة قادرة على أن تضبط بأسلوب علميّ الآفاق التي يمكن أن يدركها الطفل ومجال التطور بالنسبة إليه في هذا الاختصاص أو ذاك.

توسّعًا في هذه  المسألة، يؤكّد بن مريم أنّ الطفل يمكن أن يرث من أبيه مهارات جسديّة طبيعيّة قابلة للتطوير بالاجتهاد وحسن التوجيه، لكن التوريث في بعض الأحيان يتّخذ منحًى خبيثًا مضرًّا بالأطفال وبالرياضة التونسيّة كأن يساهم الأولياء في إكراه المدربّين بطريقة أو بأخرى على ترسيم أبنائهم ضمن التشكيلة الأساسيّة لهذه الجمعيّة أو تلك خاصّة في الأصناف الصغرى. 

يصدر هذا، وفق عصام بن مريم، باعتماد ألوان شتّى من السلطة من قبيل أن يكون الوليّ مسؤولًا صاحب نفوذ أو لاعبًا قديمًا أو مساهمًا في بعض الأعباء الماديّة للجمعيّة. في هذه الحالة يكون الوليّ قد أورث ابنه نجاحًا مغشوشًا سرعان ما يفتضح أمره في صنفيْ الأواسط والأكابر. كما يُورث هذا الوليّ المتعسّف، وفق تعبير بن مريم، لابنه نفسيًّا وأخلاقيًّا تطبيعًا مع ظاهرة المحاباة والمحسوبيّة والفساد وغياب مبدأ الاستحقاق.

 

  • الرغبة الجامحة والإمكنايّات المحبطة

رغم ظاهرة المحاباة وسلطة النفوذ المالي وشبكات العلاقات يمكن لبعض الموهوبين من الفقراء والمهمّشين أن يفرضوا أنفسهم خاصّةً حينما يلجأ إليهم المدرّبون لضمان نتائج مقبولة في بعض المسابقات، في هذه الحالة يكون هذا الموهوب قد انفتحت له أبواب واسعة للتألق، غير أنّ عراقيلَ أخرى يمكن أن تواجهه يصنّفها محمّد علي الشفري إلى نوعين؛ المحنة الأولى تتعلّق بالفضاء فالناظر في ملاعب كرة خاصّة بالنسبة إلى الأندية الصغرى واجد أنّها أضيق من أن تستوعب أنشطة عدد كبير من اللاعبين يتدربون في نفس التوقيت غالبًا ما يكون بعد الخامسة مساءً فيقع اقتسام الملعب بين ما يزيد عن خمس مجموعات يشرف عليها مدرّبون يحتاجون إلى جهد جهيد للتنسيق بينهم، ومن المفارقات الغريبة، على حدّ تعبير محمد علي الشفري، أن يتدرّب اللاعب طيلة الأسبوع على مساحة قد لا تتعدّى مائة متر مربّع ليلعب يوم المباراة في مساحة تزيد عن ثلاثة آلاف متر مربّع.

المدرب محمد علي الشفري لـ"الترا تونس: رغم ظاهرة المحاباة وسلطة النفوذ المالي وشبكات العلاقات يمكن لبعض الموهوبين من الفقراء والمهمّشين أن يفرضوا أنفسهم خاصّةً حينما يلجأ إليهم المدرّبون لضمان نتائج مقبولة في بعض المسابقات

المحنة الثانية، وفق الشفري، ترتبط بالجانب الغذائي ففي مرحلة التكوين بدايةً من صنف الأداني يبذل اللاعب طاقةً كبرى في التمارين وفي المباريات، وهو ما يجعله في حاجةٍ إلى غذاء متوازن كميًا ونوعيًا قلّما توفّره الجمعيّات ولا يقدر عليه وليّ ذاك الطفل الموهوب الذي شاءت له الأقدار أن يتجاوز معضلة المحاباة ليقع في معضلة الجوع والخصاصة، وكم يحزنني، يضيف الشفري، أن أسأل اللاعب عن غذائه بعد آخر تمرين فيجيبني"كليت كسكوت ملاوي فيه عضمه وصلامي".

 

  • الانحراف وسوء التدبير 

إذا سلم الطفل من الغربلة الماديّة ومحنة الملعب والغذاء وأنصفه الحظّ ليكون في عائلة ميسورة وجمعيّة كبرى تتوفّر فيها الملاعب المناسبة والتجهيزات الضرورية  يكون اللاعب في طريق مفتوح نحن النجاح شرط لا يقع، حسب تقدير محمد علي الشفري، في نوعين من الأخطاء الخطأ الأوّل أخلاقيّ سلوكيّ والثاني يرتبط بطبيعة التمارين، أمّا الأوّل فهو وثيق الصلة بالنجومية المبكّرة بين سن 15 و18، في هذه المرحلة يكون الطفل محور اهتمام الأصدقاء من أترابه فتيانًا وفتيات، وفي غياب التوجيه والنصح والرقابة قد يسقط عمل المدرب والمعدّ البدني في الماء حينما ينساق المراهق وراء بعض المزالق كالعلاقات العاطفيّة المتوترة التي تأخذ من تركيزه أو كالسهر إلى وقت متأخر والتدخين وغيرها من الانحرافات، فتكون النتيجة عكس المأمول، فالانضباط في التمارين غير كاف إذ يقتضي انضباطًا مماثلًا في البيت والشارع وكلّ تفاصيل حياة المراهق خارج الملعب. 

محمد علي الشفري لـ"الترا تونس": في غياب التوجيه والنصح والرقابة قد يسقط عمل المدرب والمعدّ البدني في الماء حينما ينساق اللاعب المراهق وراء بعض المزالق كالعلاقات العاطفيّة المتوترة التي تأخذ من تركيزه أو كالسهر والتدخين وغيرها من الانحرافات

وقد تكون نوايا المراهق سليمة فيعمد خلال الراحة الصيفيّة إلى التعويل على نفسه في تحسين لياقته البدنيّة فيقع في نوع ثان من الأخطاء تفسد عليه مساره في كرة القدم ومن الأمثلة على ذلك وفق رواية الشفري لاعب صاعد في أحد النوادي الكبرى كان مؤهلًا ليكون في المنتخب الوطني أخذه الإعجاب بجسده فعمد إلى الإفراط في العناية بالقسم العلوي للجسد (الصدر، الكتفين، الذراع) فأخلّ بالتوازن الذي يقتضيه الإعداد البدني في كرة القدم فكانت النتيجة زيادة في الوزن وفقدان المرونة وتراجع في سرعة ردّ الفعل وهو ما أفقده مكانه في الفريق فاقتضى ذلك جهدا استثنائيّا ليستعيد لياقته.

 

  • "سبونج بوب" في القاعات الرياضيّة

تناغمًا مع ما ذكره الشفري عاين "الترا تونس"، في العديد من قاعات الرياضة الخاصّة أجسادًا توحي بأنّ أصحابها قد اختاروا مسارًا في الإعداد البدني غير متوازن وهو ما يفضي في الغالب إلى ما يمكن نعته بجسد "سبونج بوب" استئناسًا بصورة بطل الكرتون الذي يبدو عريضًا من الأعلى ضعيفًا جدًا من الأسفل. 

عصام بن مريم لـ"اترا تونس": فئة كبيرة من مرتادي القاعات الرياضيّة تجهل بأصول الإعداد البدني الذي يقتضي الحكمة والحيطة في تناول المكمّلات الغذائيّة وحسن توزيع النشاط بين التمارين الهوائيّة مشيًا وجريًا وتمارين المرونة وتمارين التوازن

وقد أرجع عصام بن مريم هذا الأمر إلى جهل فئة كبيرة من مرتادي القاعات الرياضيّة بأصول الإعداد البدني الذي يقتضي الحكمة والحيطة في تناول المكمّلات الغذائيّة وحسن توزيع النشاط بين التمارين الهوائيّة مشيًا وجريًا وتمارين المرونة وتمارين التوازن وتمارين تقوية العضلات السفليّة والعلويّة. 

كما فسّر بن مريم تركيز الشباب على تقوية العضلات العلوية بأسباب ذوقيّة جماليّة، وهو ما اعتبره خطيرًا ومتعارضًا مع شروط السلامة النفسيّة والصحيّة عامّة، ولا يمكن التصدّي الجذري لهذه المخاطر، وفق بن مريم، إلّا بالتوعية وإعطاء الأوليّة لأصحاب الاختصاص لممارسة دورهم العلميّ والبيداغوجي والتثقيفي وترشيد ظاهرة الاستنجاد باللاعبين القدامى التي انخرطت فيها جلّ الجمعيات خاصّة في كرة القدم فالخبرة الميدانيّة مفيدةً، لكنّها لا تنوب بأي حال من الأحوال، على حدّ تعبير بن مريم، عن الكفاءة العلميّة والبيداغوجيّة.

الرياضة عامّة والإعداد البدني خاصّة يواجهان في تونس وضعية إشكالية سواءً في المدارس أو النوادي أو القاعات وقد بلغ الأمر أعلى درجات التعقيد نظرًا إلى انفتاح هذا المجال على أبعاد شتّى ماديّة وتسويقيّة وعلمية وأخلاقية وذوقيّة

ما يمكن الاهتداء إليه، من خلال حديثنا مع عصام بن مريم ومحمّد علي الشفري، أنّ الرياضة عامّة والإعداد البدني خاصّة يواجهان في تونس وضعيّة إشكاليّة سواءً في المدارس أو النوادي أو القاعات الخاصّة وقد بلغ الأمر أعلى درجات التعقيد نظرًا إلى انفتاح هذا المجال على أبعاد شتّى ماديّة وتسويقيّة وعلميّة وأخلاقيّة وذوقيّة ولا سبيل إلى الخلاص إلّا من خلال تصوّرات ذات بعد توعويّ واستراتيجيّ وتشريعيّ تأخذ بعين الاعتبار قيم العدل والنزاهة والتقدّم العلميّ والتحوّلات الثقافيّة.


صورة

 

الكلمات المفتاحية

ماسحو الأحذية في تونس

ماسحو الأحذية في تونس.. مهنة الهامش التي تستدعي التثمين

أستاذ باحث: تغيب البحوث الجامعية في مجالات العلوم الإنسانية المتعلقة بماسحي الأحذية كما تغيب الوثائقيات أو الروائيات السينمائية التي تبرز هذه المهنة


صناعة الأبطال في طبرقة..  فنّ يحتاج إلى دعم وتأطير

صناعة الأبطال في طبرقة.. فنّ يحتاج إلى دعم وتأطير

"الترا تونس" كان له لقاء مع بعض الشبان الذين جمعهم حبّ مدينة طبرقة والرياضة في نفس الوقت، تجدون تفاصيل شغفهم في هذا المقال.


على دراجة نارية.. عاملة توصيل تضيء ليالي رمضان بأحلامها

على دراجة نارية.. عاملة توصيل تضيء ليالي رمضان بأحلامها

قيادة امرأة لدراجة نارية في شوارع بعض المدن التونسية لا يزال أمرًا غير مألوف، ما جعل هاجر بلواعر (عاملة التوصيل) تواجه نظرات الدهشة والاستغراب وفق قولها


النادي الإفريقي.jpg

من مدرجات الإفريقي إلى الأوركسترا.. مزيج بين أغاني الفيراج والسمفونية

ترجع أصول أغاني "الفيراجات" إلى بدايات القرن العشرين، حيث بدأ مشجعو الأندية الإنجليزية بترديد أغان بسيطة لمساندة فرقهم. لكن التحوّل الكبير جاء في الستينيات والسبعينيات مع ظهور مجموعات الألتراس.

رئيس بنك الاستثمار الأوروبي
سیاسة

نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار يؤدي زيارة رسمية إلى تونس

لإجراء لقاءات مع عدد من أعضاء الحكومة وتوقيع اتّفاقيات تمويل ومنح بدعم من الاتحاد الأوروبي

معرض تونس الدولي للكتاب
ثقافة وفنون

تحت شعار "نقرأ لنبني".. تفاصيل الدورة 39 لمعرض تونس الدولي للكتاب

تستمر الدورة 39 لمعرض تونس الدولي للكتاب إلى غاية يوم 4 ماي تحت شعار "نقرأ لنبني"


مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا كهرباء.jpg
مجتمع

انقطاع التيار الكهربائي في مناطق بـ4 ولايات الأحد

في نطاق برنامج شركة الكهرباء والغاز لصيانة شبكات توزيع الكهرباء

تقرير: توقعات بتسجيل الاقتصاد التونسي نسبة نمو أضعف مما رُسم لسنة 2025
اقتصاد

تقرير: توقعات بتسجيل الاقتصاد التونسي نسبة نمو أضعف مما رُسم لسنة 2025

المعهد العربي لرؤساء المؤسسات: من المتوقع أن يسجل الاقتصاد التونسي نموًا، أضعف ممّا وقع رسمه بالنسبة لكامل سنة 2025.

الأكثر قراءة

1
سیاسة

تحرك احتجاجي في تونس للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب


2
سیاسة

أحمد صواب من سجن المرناقية: لم يعرف عني دعوة لعنف ولا تحريض عليه ولا تبرير له


3
سیاسة

حوار| نجيب الشابي: المعارضة في تونس مشتتة والسلطة تسعى لترهيبها وإبعادها


4
مجتمع

"اعتداء أعوان أمن على سائق حافلة في نابل".. استياء واسع وإدانة للحادثة


5
سیاسة

اتحاد الشغل: نتضامن مع أحمد صواب ونطالب بالإفراج عنه وإسقاط الدعوى ضده