11-أبريل-2023
طالبو لجوء

تم فك الاعتصام وإلقاء القبض على عدد من المهاجرين المحتجين (صورة أرشيفية توضيحية/ فتحي بلعيد/ أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

شهدت منطقة البحيرة بتونس العاصمة، الثلاثاء 11 أفريل/نيسان 2023، أحداث عنف واشتباكات بين لاجئين وطالبي لجوء معتصمين أمام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وقوات أمنية.

أحداث عنف واشتباكات بين قوات أمنية ومهاجرين معتصمين أمام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إثر شكاية تقدمت بها الممثلة القانونية للمفوضية

وانطلقت أطوار الأحداث بقضية عدلية رفعتها الممثلة القانونية للمفوضية ضد اللاجئين وطالبي اللجوء المعتصمين منذ أسابيع أمام مقرّ المفوضية مطالبين بإجلائهم من تونس.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية فاكر بوزغاية، في تصريح لإذاعة "شمس أف أم" (محلية)، إن "الممثلة القانونية للمفوضية رفعت صباح الثلاثاء قضية عدلية لدى مركز الأمن الوطني بالبحيرة ضد المحتجين أمام مقر المفوضية، وأكدت أن أعوان المنظمة لم يعد بإمكانهم العمل وتم منع عدد منهم من دخول مقر المفوضية كما تم الإضرار بالتجهيزات الموجودة هناك وحصلت محاولات اقتحام أبواب المبنى"، وفق روايته.

وأضاف، في هذا الصدد، أن "النيابة العمومية أذنت للوحدات الأمنية بالتدخل وفض الاعتصام"، معقّبًا أنه "بتنقل الوحدات الأمنية على عين المكان اعترضتهم مجموعة من المحتجين بالعنف والضرب بالحجارة وعمدوا إلى تهشيم السيارات الأمنية والخاصة".

الناطق باسم وزارة الداخلية: النيابة العمومية أذنت بالتدخل وفك اعتصام المهاجرين المحتجين أمام مقر المفوضية وتم إلقاء القبض على عدد منهم وفتح محاضر أمنية بشأنهم

وأشار فاكر بوزغاية إلى أنه تم إلقاء القبض على عدد منهم وتم فتح محاضر أمنية بشأنهم، حسب تأكيده.

وقد تناقل نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثّق تعمد عدد من اللاجئين تهشيم سيارات رابضة في موقف للسيارات بمنطقة البحيرة بالقرب من مقر المفوضية، كما أظهرت الفيديوهات مطاردات ودخانًا يبدو أنه صادر عن عبوات للغاز المسيل للدموع.

 

 

 

في المقابل، نشر الناشط الحقوقي والقيادي السابق في حزب التيار الديمقراطي، مجدي الكرباعي، على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، صورًا لمهاجرين متضررين من "الغاز المسيل للدموع والعنف الذي قال إن الأمن التونسي استعمله لفكّ اعتصامهم أمام مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على ضفاف البحيرة.

مجدي الكرباعي: من أمام مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتونس عنف وغاز مسيل للدموع على المهاجرين لفك الاعتصام من قبل الأمن التونسي

وأضاف قائلًا: "لا أستغرب من مفوضية شؤون اللاجئين هذا التصرف من استدعاء للأمن من أجل فض الاعتصامات بعد تصريح مبعوثها الذي طالب بمعاقبة الأمهات في كارثة جرجيس وقال "يبعثون أبناءهم إلى الموت"، وفق ما جاء في تدوينته.

 

 

وتعتصم مجموعة من المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء بتونس ومن اللاجئين وطالبي اللجوء، منذ أيام، أمام مقرّ المفوضية السامية لحقوق اللاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة بتونس، وذلك من أجل المطالبة بإجلائهم من تونس.

تعتصم مجموعة من المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء واللاجئين وطالبي اللجوء منذ أيام أمام مقرّ المفوضية السامية لحقوق اللاجئين من أجل المطالبة بإجلائهم من تونس

كما نظمت وقفات احتجاجية رفع خلالها المتظاهرون شعارات منادية بالإجلاء من تونس، وأخرى منددة بالعنصرية ومطالبة بتحقيق الأمان والكرامة للمهاجرين، ومن بينها: "نريد الإجلاء.. نريد الحرية.. نريد الأمان"، "لا للعنصرية"، "الأمان والكرامة والحرية والمساواة من حق الجميع"، "كرامة السود مهمة".. وغيرها من الشعارات.

ويعاني مهاجرون من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس ظروفًا عصيبة، بعد الحملة التي وُصفت بـ"العنصرية" ضدّهم وما تعرضوا إليه من انتهاكات وطرد من مساكن إقامتهم، وفق شهادات حقوقيين ومحامين. 

وتأتي هذه التطورات إثر خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد بخصوص المهاجرين غير النظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس، بتاريخ 21 فيفري/شباط 2023، الذي جاء في سياقٍ تصاعد فيه الخطاب العنصري في صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء في تونس.

وقد أثار خطاب الرئيس جدلًا وانتقادات واسعة في تونس، وأدانت جمعيات ومنظمات حقوقية في تونس خطاب قيس سعيّد الذي اعتبرته "محرضًا على العنصرية"، داعية إياه إلى احترام المواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعتها الدولة التونسية في مجال حقوق الإنسان.